الكوردي السوري أين هو 1
#شكري شيخاني#
الحوار المتمدن-العدد: 7146 - #26-01-2022# - 13:34
المحور: القضية الكردية
سؤال لطالما راودني كثيرا وأغلب الظن أنه كان بمخيلة الكثيرين من الكورد السوريين الذين يعيشون على ارضهم في سوريا ..فمنذ أن وعيت على العمل السياسي وأنا ارى وأسمع عن الكورد في العراق وتركيا وايران وسوريا ..اسمع عن عذاباتهم ومعاناتهم مع الانظمة المستبدة الطاغية وبالطبع انني كنت اتلمس واحس بشكل مباشر عن عذابات ومعاناة الكوردي السوري وإن كانت لاتظهر للعيان بشكل واضح بسبب التعتيم وكمية التهميش الكبيرة التي كانت الانظمة تفرضها على الكورد بشكل عام وعلى الكورد في سوريا والعراق على وجه الخصوص ...وكان تنظيم البعث في العراق وبلاد الشام بلا شك ينفذ سياسة العنف والقسوة والتهميش والاقصاء بل وللقتل والنفي ان استطاع الى ذلك سبيلا..وهو لا يقصر في هذا وقرأت كثيرا عن ما يتعرض له الكورد في ايران وفي زمن كل الحكومات الايرانية وخاصة مع حكومات الثورة الاسلامية الايرانية ولم يشفع للكورد في ايران اسلامهم الشيعي او السني فكان مهمشين مضطهدين ملاحقين ومحاصرين حتى في لقمة عيشهم واذا اردنا نفهم ونتعمق اكثر في احوال ومصير الكور على ارض ايران فلنقرأ معا بعضا من تاريخ الكورد هنا في بلاد فارس .....كرد إيران (بالكردية: كورد لە ئێران، Kurdên Îranê) (بالفارسية: كردهای ایران) هم ثالث أكبر مجموعة عرقية في إيران بعد الفرس والأذربيجانيين الإيرانيين، يشكلون حوالي 10٪ من سكان البلاد
إنه بحلول سنة 1500 قبل الميلاد هاجرت قبيلتان رئيسيتان من الآريين من نهر الفولغا شمال بحر قزوين واستقرا في إيران وكانت القبيلتان هما الفارسيين والميديين أسس الميديون الذين استقروا في الشمال الغربي مملكة ميديا. وعاشت الأخرى في الجنوب في منطقة أطلق عليها الإغريق فيما بعد اسم بارسيس ومنها اشتق اسم فارس. غير أن الميديين والفرس أطلقوا على بلادهم الجديدة اسم إيران التي تعني أرض الآريين
استنادا إلى تقديرات عام 2006 فإن ما يقارب 7% من مجموع 68,688,433 من الساكنين في إيران هم من الكرد ويقدر عددهم بحوالي 6.2 مليون نسمة . يعيش معظم الكرد في و محافظة كردستان محافظة كرمانشاه و محافظة ايلام ومحافظة همدان ومحافظة لورستان ومحافظة بة ختياري.
تشير مخطوطة قديمة من كتاب أعمال أردشير بن باباك إن صراعا نشأ بين مؤسس الدولة الساسانية أردشير الأول وملك كردي كان يدعى ماديغ وهناك إشارة في موسوعة اللغة الفارسية المشهورة باسم لغت نامه إن والدة أردشير الأول كانت كردية.
من القرن العاشر وحتى القرن الثاني عشر كانت هناك إمارتان كرديتان تهيمنان على المنطقة الكردية في إيران، الحسنوية البرزكانية (959 - 1015) و العنازية (990 - 1117) وفي القرن الرابع عشر وصلت إمارة أردلان (1169 - 1867) إلى أوج قوتها إلى أن أنهى الملك القاجاري ناصر الدين شاه (1848 - 1896) نفوذ الأردلانيين في عام 1867.
حاول الصفويون أثناء فترة حكمهم إخضاع القبائل والإمارات الكردية تحت نفوذهم وأدت هذه المحاولات إلى صراعات دموية انتهت بهزيمة الكرد وعقابا للكرد قام الصفويون أثناء حكم تاهماسب الأول (1514 - 1576) بتدمير معظم القرى الكردية وتهجير ساكنيها إلى منطقة جبال البرز و خراسان
معركة قلعة دمدم
يعتبر معركة قلعة دمدم والتي تعرف عند الكرد بملحمة دمدم من أهم المعارك التأريخية الموثقة في تأريخ الكرد ويمكن رؤية آثار هذه الملحمة واضحة جدا في الأدب الكردي ويعتبر الكرد هذه المعركة علامة بارزة في تأريخ صراع الشعب الكردي من أجل استقلاله.
وقعت هذه المعركة بين الأكراد الذين كانوا يستوطنون المنطقة الواقعة قرب بحيرة أرومية بزعامة الأمير خان لبزيرين ومعناه بالعربية الأمير ذو الكف الذهبي وبين الصفويين بقيادة حاتم بيك في عام 1609 حيث كان الأمير الكردي يحاول الحفاظ على استقلالية المنطقة من الهيمنة الصفوية والعثمانية فقام الأمير الكردي بترميم وتطوير قلعة دمدم ورأى الصفويون في هذه المبادرة خطرا على نفوذهم في المنطقة فقاموا بتحشيد جيش ضخم وفرضوا حصارا طويلا على القلعة من شتاء عام 1609 إلى صيف عام 1610 وانتهى الحصار بهزيمة الكرد وقام الصفويون بعد ذلك بحملة إبادة وتهجير للكرد في تلك المنطقة . تم ذكر هذه المعركة في الكتب التاريخية الفارسية والصفوية والتركمانية ويعتبر الشاعر الكردي فقي طيران (1590 - 1660) أول كردي ذكر المعركة في عمل أدبي . ويعتبر هذا الحدث التاريخي من قبل الكرد ملحمة تأريخية ذات أهمية بالغة.
التاريخ الحديث وجمهورية مهاباد
بالرغم من إن إيران أعلنت الحياد أثناء الحرب العالمية الثانية إلا أن الاتحاد السوفيتي توغلت في جزء من الأراضي الأيرانية وكان مبرر جوزيف ستالين لهذا التوغل هو أن شاه إيران رضا پهلوی كان متعاطفا مع أدولف هتلر ونتيجة لهذا التوغل هرب رضا بهلوي إلى المنفى وتم تنصيب محمد رضا بهلوي في مكانه ولكن الجيش السوفيتي استمر بالتوغل وكان الجيش الأحمر مسيطرا على شمال إيران وكان ستالين يطمح إلى توسيع نفوذ الاتحاد السوفيتي بصورة غير مباشرة عن طريق إقامة كيانات موالية لها... هذه المعلومات الموجزة عن تاريخ الكورد في ايران قد تكون غائبة أو مغيبة عن الكوردي العراقي والكوردي التركي وحتى الكوردي السوري.. وهذه هي اساس مشكلتنا نحن الكورد.. وحتى الكوردي في ايران لايعرف الا القليل القليل عن الكوردي السوري ومدى معاناته مع الانظمة الشمولية التي تعاقبت على حكم سوريا. ولاحتى عن أزمته مع التنظيم الارهابي داعش واخر حلقات العنف الذي يمارسها هذا التنظيم بحق اهلنا في عموم روج افا. بل ومن حق الكوردي السوري أن يعرف ماذا يجري للكوردي الايراني ويناصره ويؤيده ويساعده ولكن لا أن يتدخل بشؤونه الداخليه بينه وبين النظام الحاكم في ايران وهذا ينطبق على الجميع في الدول الاربعة سوريا والعراق وتركيا وايران والى اللقاء في المقال القادم لنتكلم عن الكورد في تركيا.
[1]