عنوان الكتاب: الديانة اليزيدية بين الإسلام والمانوية
اسم الكاتب: محمد عبد الحميد الحمد
مكان الأصدار: سورية . دمشق
مؤسسة النشر: الأوائل للنشر والتوزيع والخدمات الطباعية
تأريخ الأصدار: 2002
اليزيدية طائفة من الأكراد يسكنون في جهات الموصل وسنجار وحلب، وهم من أغرب الطوائف المبتدعة بدعة يدينون بعبادة الشيطان ويقولون بالتناسخ، ولهم في كتم نحلتهم والاحتفاظ بأسرارهم مبالغة شديدة. ولم يكن لهذه الطائفة وجود قبل الشيخ عدي بن مسافر الذي اشتهر بالزهد.
وأسس الطريقة العدوية، وفي زمن الشيخ حسن بن عدي والشيخ محمد بن موسى بن أحمد الأرملي زادوا أشياء باطلة منظماً و ونثراً وغلواً في الشيخ عدي وفي يزيد بن معاوية بأشياء مخالفة، وأدخلوا ما اقتضته مصلحتهم ووافق هواهم، وما زالوا ينقصون ويزيدون فيه قرناً بعد قرون حتى أخرجوا من جملة الإسلام من هذا المنظور كانت دراسة الباحث حول المذهب اليزيدي في تحولاته وسيرورته متبعاً في دراسته هذه المذهب الوصفي، بعد اعتباره ظاهرة ثقافية تطورت خلال مجتمع له خصائص معينة، غابت فيه القراءة والكتابة، وساده النقل الشفويّ مما أضفى على المذاهب طابع التخبط وعدم الاتساق.
وقد قام الباحث بتحليل البنى الأساسية للديانة المانوية وتأثرها بالديانة المسيحية، وتأثرها بحياة العرب القبلية قبل ظهور الإسلام وذلك ضمن أبواب الكتاب الثلاثة: دار الباب الأول حول علاقة الديانة المانوية بالمسيحية، وفي الباب الثاني تحت دراسة المذهب اليزيدي، بفكر نقدي متفتح. وقد بين الباحث أن هذا المذهب قد نسج من خيوط مختلفة ولكن نتيجة الممارسة الحيّة تكوّن المذهب اليزيدي وكأنه من نسيج ثقافي متجانس، ولكن، وعندما نظر إليه الآخرون بذهنية التفكير الإيماني، وإذ بهم يخرجونهم عن حظيرة الإسلام. وأما الباب الثالث فقد خصص الباحث للكلام عن البنى الأولية للمذهب اليزيدي، وأهم طقوسهم وعن أعيادهم ومن أهم الشخصيات التاريخية التي خلفت الشيخ عدي بن مسافر وبما أضافوا عليه من حالة التقديس، مفسرين أقواله التي تنفق وأقوال أهل الطريقة.
يقدم الباحث دراسة موثقة للمذهب اليزيدي في سيرورته التاريخية، يبين فيها أن هذا المذهب لم يخرج عن عباءة الإسلام، وأن اليزيديون قوم منزهون لله تعالى، ويفند كل التهم التي ألحقت بهم من خصومهم خارج (الأثنوس)، ويبين أن ما أضافه بعض أبناء الطائف لا يقل خطراً على المذهب عما أضافه أعداءهم، ويوضح الأسباب.[1]