الطريق الصحيح لوحدة الكرد السوريين
#صلاح بدرالدين#
الحوار المتمدن-العدد: 6550 - #29-04-2020# - 00:40
المحور: القضية الكردية
هكذا وحسب الحاجة بدأنا نسمع من جديد نغمات وحدة الصف أو اتفاق الأحزاب أو الالتحاق .
تابعت بامعان الحرص المفاجئ للجسم العسكري لجماعات ب ك ك على ( وحدة كرد سوريا ) بعد أن قاد عملية التفاهم مع نظام الأسد وابرم اتفاقية آصف شوكت – مراد قرايلان وقرر ارسال الآلاف من المسلحين الى سوريا وأشرف على عملية التسليم والاستلام وبعد أن أمعن عسكرييو تلك الجماعة في اذلال وإخضاع واهانة وتصفية وطرد وملاحقة الآلاف من المدنيين الكرد السوريين ومنعت بالقوة أي صوت مخالف منذ أن وفدوا من قنديل الى مناطقنا الكردية والمختلطة وحتى مناطق غير كردية بعيد اندلاع الثورة السورية عام 2011 وحتى الآن .
يتصدر العسكرييون الدعوة الى ( الوحدة ) مع صمت مطبق من جانب تشكيلات سياسية تابعة لتلك الجماعات مثل حزب الاتحاد الديمقراطي – ب ي د فبخصوص قضايا مصيرية مثل وحدة الكرد أو حركتهم أو قواهم أو حتى أحزابهم من المفترض أن تتنطح لها الجهات السياسية وليس العسكرية وتقدم برامج ومقترحات أمام الشعب المعني بالوحدة للمناقشة العلنية من خلال وسائل الاعلام وعبر الندوات النخبوية والجماهيرية أيضا وصولا الى أوراق مشبعة بالدراسة والتمحيص لتكون أساسا لأي عمل ( وحدوي ) أو ( جبهوي ) أو أي اطار مفيد .
وما يلفت النظر أن كل مايصدر من قادتها العسكريين هذه الأيام ومايروج لها اعلامهم خالية من أي تصور أو مشروع سياسي برنامجي لمفهوم تلك ( الوحدة ) ومضمونها ومرتكزاتها وآلياتها ومصدر شرعيتها فالعسكر كما هم في تجربة ب ك ك هم من يقودون التنظيمات السياسية الشكلية المقامة في مختلف أجزآء كردستان ( هادب – حزب الحل – ب ي د وغيرها ) وهو حزب عسكريتاري خاضع لارادة الفرد واللجان السرية المتعاملة مع أجهزة أنظمة الدول المقسمة لكردستان .
وهذا لايعني أن لدى أحزاب – الانكسي – برامج ومشاريع جاهزة تلبي متطلبات المرحلة وتستجيب للحظة الراهنة في الحياة السياسية لكرد سوريا كل ما ظهر حتى الان ومنذ أعوام أنها تفتقر الى رؤا واضحة بخصوص إعادة بناء البيت الكردي السوري وتركيزها لم يتجاوز – المحاصصة – الحزبية والأمور الشكلية كما ظهر ذلك بجلاء في اطروحاتها باجتماعات أربيل ودهوك ولاحقا حتى في مسألة ( المعتقلين والمختطفين والمختفين ) حصل نوع من التراجع خصوصا حول الضباط الكرد الثمانية وظهر للكثيرين ان فتح مكاتب أحزاب – الانكسي – بالقامشلي وإعادة بيوت – محتجزة – من الأوليات .
تجربة الحركة الكردستانية المعاصرة في مجال ( توحيد الأحزاب والقوى ) منحتنا دروسا ثمينة فقد قامت جبهات ومحاور وتحالفات في كردستان العراق منذ ثورة كولان ولكنها أخفقت بل آنتجت حروبا أهلية وصراعات مناطقية وانقسامات حتى بخصوص حق تقرير المصير كما حصل عام 2017 والسبب كما أرى أنها قامت على الاتفاقيات والمحاصصات الحزبية وليس على قاعدة اشراك الشعب والعودة اليه مع تجاهل الغالبية من الوطنيين المستقلين وفي كردستان ايران حصل أمر مشابه وأخفقت الأحزاب في توحيد الصف والخطاب أما ب ك ك فلاتجربة له بهذا الخصوص لانه أنشئ كما ذكرنا بعقلية عسكريتارية مغامرة يخون الآخر المختلف بل يصفيه لذلك ليس له تراث يحتذى به في مجال التحالفات والجبهات والعمل الوطني المشترك وفي كردستان سوريا طرح ( الاتحاد الشعبي ) في مؤتمريه الثالث والخامس مشاريع برامج حول الجبهات ( القومية والوطنية والكردستانية ) ونجح في مشروعه المشترك مع سكرتير البارتي في إقامة التحالف الديموقراطي الكردي السوري .
التصريحات المسربة من عسكر جماعات ب ك ك وآخرها ل( جنرالهم ) غير المتوج تدعو الى ( الالتحاق ) وليس الى العمل المشترك التوافقي الديموقراطي الذي يجب أن ينطلق من تشكيل لجنة تحضيرية مثلا للاشراف على مؤتمر وطني كردي سوري تعبر تلك اللجنة عن نبض الشارع الوطني الكردي الذي يغلب عليه اللاحزبي – المستقل لتشرف على مؤتمر جامع أو مناقشة مبادرات طرحت سابقا بهذا المجال مثل مشروع – بزاف – المعزز ببرامج ووثائق .
نقول – الالتحاق - لأنها تنطلق من خلفيتين عسكريتين تعتبرهما من المسلمات : الأولى أنها قدمت ( اثني عشر ألفا ) من الشهداء وواجهت داعش ومن حقها أن يلتحق بها الآخرون والثانية الوحدة الكردية ليس من أجل حل القضية الكردية ومواجهة نظام الاستبداد بالمشاركة مع القوى الديموقراطية السورية وهي االهدف الرئيسي لكرد سوريا منذ أكثر من نصف قرن بل من أجل مواجهة تركيا وهي الهدف الرئيسي – كافتراض نظري – ل ب ك ك – وهذا يعني أن عسكر الجماعة الآبوجية السورية مازالوا ضمن استراتيجية قنديل ويحملون رؤاها ويسيرون على خطاها وأكثر من ذلك هم طرف في تحالف مغامري الحركة الكردية ضد خندق الاعتدال والديموقراطية ودعاة الوحدة وحل القضية الكردية على قاعدة حق تقرير المصير ومع الاثارة وزيادة بؤر التوتر من مناطقنا الكردية السورية مرورا بشنكال ومخمور وبادينان وقنديل وانتهاء ب ( زين وورتي ) .
أثبتت الاحداث خلال عقد من الزمن في سوريا وفي إقليم كردستان العراق أن الغطاء الأميركي غير واق وغير آمن فالاميركان ودول الغرب عموما ليسوا معنيين بالتفاصيل ( ولا بجنس الملائكة ) وحتى اللحظة يتعاملون مع الحالة الكردية بعقلية عسكرية – أمنية ومستعدون للاتفاق مع طالبان ومن مثلهم هم يبحثون عن قوة تحافظ على نفوذها وتستعد ان تكون وقودا في صراعاتها البينية مع روسيا حيث المنافسة على تنظيم ورشوة العشائر العربية والكردية في مناطق الجزيرة بلغت أوجها ولاأستبعد أن يكون تعامل ( روسيا والغرب ) مع الملف الكردي صورة طبق الأصل عن خبرتهم العراقية في تشكيل ( الصحوات ) وهل تختلف أحزابنا ( المئة ) عن القبائل والعشائر ؟.
لاشك علينا شكر كل من يبدي الحرص على شعبنا ولكن الطريق الى ذلك واضح وضوح الشمس : الخطوة المفتاحية في وحدة الكرد تبدأ بتشكيل لجنة تحضيرية تمثل كل الاطياف خاصة الوطنييون المستقلون الذين هم الأغلبية للاعداد لعقد مؤتمر وطني كردي سوري بغالبية وطنية مستقلة ومشاركة ممثلي الأحزاب مهمته صياغة البرنامج السياسي والمشروع الكردي للسلام وخارطة طريق للعمل المشترك مع القوى الديموقراطية السورية شركاؤنا في اسقاط الاستبداد وبناء سوريا التعددية الجديدة وإعادة بناء الحركة الكردية السورية على أسس سليمة واستعادة شرعيتها وانتخاب مجلس قيادتها لمواجهة كل التحديات القومية والوطنية.
[1]