كرد سوريا: تحديات ماثلة ومهام عاجلة
#صلاح بدرالدين#
الحوار المتمدن-العدد: 6377 - #12-10-2019# - 20:43
المحور: القضية الكردية
لليوم الرابع والجيش التركي برفقة فصائل مسلحة محسوبة على البقية الباقية من ( المعارضة السورية ذات اللون الإسلامي ) ماض في غزو المناطق الكردية والمختلطة من( تل أبيض وحتى رأس العين وصولا للدرباسية ) مع قصف متقطع لمناطق القامشلي وديريك وريفهما بضوء أخضر من روسيا وأمريكا وايران ورضا نظام الاستبداد الأسدي ويستمر العدوان تحت عنوان محاربة قوات – ب ك ك – السورية المنضوية في اطار قوات سوريا الديمقراطية والمتمركزة طول الحدود السورية التركية – العراقية وقد أسفرت العمليات حتى الآن عن خسائر بشرية جمة وتهجير عشرات الآلاف من مناطق المواجهات .
عندما تواجه الشعوب كوارث وأوقات عصيبة ومخاطر جدية على أرواح الناس تتضاعف الحاجة الى حلول ومعالجات سريعة ومتوسطة وبعيدة المدى وفي محنتنا التي نعيشها عقودا والتي ازدادات شدة وخطورة بعد الاجتياح العسكري التركي منذ أيام لبعض المناطق الكردية والمختلطة ظهرت مواقف سياسية مختلفة ومتفاوتة من الأطراف الإقليمية والدولية المعنية بالملف السوري والى حد ما الكردي غالبيتها إعلامية تقليدية ( في اطار نفاق المجتمع الدولي المعهود ) تنم عن مشاعر القلق والغضب وتسجيل النقاط التي ( لاتغني ولاتسمن من جوع ) كما يقول المثل ومايهمنا هنا متابعة الموقف الكردي حيث يمكن تلخيصه بالآتي :
أولا – جماعات – ب ك ك – السورية بكل مسمياتها ( سلطة الأمر الواقع – ب ي د – قسد – يبك - ...) وهي الطرف المستهدف من جانب العدوان التركي على الأقل رسميا لم يصدر عنها حتى اللحظة موقفا مركزيا حاسما واضحا بل يتفاوت بين : مواجهة العدوان والاستعداد للحل السلمي مع تركيا والانسحاب من بعض المواقع والاستنجاد بجيش نظام الأسد وهي تعبر عن التناقضات الداخلية في صفوفها خصوصا أمام سطوة وتحكم قيادة – قنديل – بالمفاصل العسكرية والأمنية والمالية والعلاقات مع طهران ودمشق .
ثانيا – الغالبية الشعبية الكردية السورية في الداخل وفي مناطق العدوان التي تعاني مرارة التهديد والموت والهجرة القسرية والتشرد تبحث عن السلام والاستقرار والعيش بأمان في مناطقها غير آبهة بحروب القبائل الحزبية العبثية وبصراعات جماعات – ب ك ك – مع هذا الفصيل وذاك و،هذه الدولة وتلك والتي لاتدور أصلا حول حقوق الكرد السوريين ومطالبهم ولا في سبيل التغيير الديموقراطي بسوريا وهذه الغالبية مع ملايين اللاجئين الكرد السوريين ببلدان اللجوء والشتات سبق وأن عبرت نخبها السياسية والثقافية الوطنية المستقلة مثل حراك – بزاف – وغيره عن موقف واضح وصريح مقرون بالبرامج والمشاريع وخارطة الطريق لمعالجة الأزمة من الجذور وبشكل حاسم ووضع الاصبع على الجرح النازف عبر توفير شروط مؤتمر كردي سوري جامع بمشاركة الجميع لاستعادة شرعية الحركة وإعادة بنائها وانتخاب من يمثل من قيادات كفوءة لمواجهة كل التحديات .
ثالثا – أحزاب ( الأنكسي ) الساكتة مثل ( الابليس الأخرس ) على غرار سكوتها المريب خلال اندلاع الانتفاضة السورية قبل نحو ثمانية أعوام وانصدامها بثورة الشباب العفوية وبعد تراجع آثار الصدمة وبدلا من تقديم مشاريع ومقترحات لحلول دائمة لأزمة الحركة ومحنة الكرد السوريين أصدرت بيانا تقلد فيه الدول المستقلة وأمين عام هيئة الأمم المتحدة بابداء ( القلق ) ؟؟!! .
وفي خضم مايجري نقرأ كتابات على صفحات التواصل الاجتماعي من ناشطين موالين لهذا الطرف أوذاك يدعون الى انسحاب – الأنكسي – من الائتلاف أو يطالبون جماعات – ب ك ك – السورية بفك الارتباط عن مركز قنديل وقطع العلاقات مع نظامي دمشق وطهران ودعوات أخرى بجلب بيشمركة روز الى مناطق الاشتباكات بل قدوم بيشمركة كردستان العراق كما حصل في كوباني – عين العرب .
كما أرى فان الخطوة الأساسية الآن هي وقف القتال وسلامة المدنيين وتجميد المحنة القابلة للتصعيد والأولوية الآن ليست بمطالبة طرفي النزاع ( الكرديين ) بتبديل سياساتها وتغيير تحالفاتها أو جلب قوى عسكرية جديدة لأن ذلك في عداد المستحيلات بل باقناعهما بجدوى الحوار الكردي – الكردي والاجتماع حول نقطة وحيدة وهي العمل سوية لتنظيم المؤتمر الكردي السوري المنشود وضمنه يمكن طرح كل القضايا والمسائل خاصة وأنه يتسم بالشرعية القومية والوطنية وقرراته نافذة وقد سبق وأن اقترحنا أن يكون مكان المؤتمر اما بالداخل في حال توفير ضمانة أمنية دولية ومحلية أو في إقليم كردستان العراق وبرعاية رئاسة الإقليم أو بآي مكان آخر ينال موافقة الجميع .
بقي أن نقول أن تحقيق مايرنو اليه شعبنا وينتظره بفارغ الصبر والمقصود عقد المؤتمر المنشود لن يتحقق من دون دعم واسناد الأشقاء بإقليم كردستان العراق ويقع على عاتقهم كشركاء في المصير جزء من مسؤولية الإنقاذ حيث هناك سوابق تاريخية بدءا من مؤتمر – ناوبردان – التوحيدي عام 1970 واتفاقيات أربيل ودهوك بين الطرفين الحزبيين المتنازعين .
من الواجب بهذه الظروف العصيبة تحذير الوطنييون الكرد السورييون : بأن هناك من يريد الهاءكم بصغائر الأمور على حساب القضية الرئيسية فليس قدرا محتما علينا ( كما علمتنا محنة أهلنا بعفرين واحتلالها ) أن نهدر الوقت بحملات تخوين بعضنا البعض أو نلطم الوجوه أو نعود بين محنة وأخرى الى نقطة الصفر وننسى أو نتناسى تحت وطأة المشاعر والأحداث الدرامية الآنية المسلمات التالية : 1 – أن النظام المستبد الحاكم هو رأس الأفعى والعدو الرئيسي . 2 – أن الأطراف الإقليمية والدولية المحتلة لبلادنا ( روسيا – ايران – تركيا – أمريكا – وكل الميليشيات المسلحة الغريبة ) هي الرديف والمعين للنظام . 3 – أن جماعات – ب ك ك – الغريبة عن الحركة الوطنية الكردية السورية هي المسؤولة عن استحضار المحتل التركي الى عفرين وحاليا الى مناطق كوباني والجزيرة وهي من شجعت الأوساط الشوفينية في نظام انقرة الى التمادي أكثر وبتشجيع دولي . 4 – جماعات – ب ك ك – السورية بقيادة مركز – قنديل - تمسك منفردة بمصير الكرد السوريين وترفض حتى اللحظة الإذعان لارادة شعبنا في العودة الى الاجماع الوطني الكردي . 5 – فصائل الإسلام السياسي المسلحة المحسوبة زورا على الثورة أثبتت مرة أخرى طبيعتها الشوفينية العنصرية تجاه قضية كرد سوريا . 6 – قطبا الأزمة ( ب ي د و الانكسي ) يتحملان المسؤولية التاريخية في الاستقطاب المحاوري وفي اهراق الدماء الكردية لعدم تجاوبهما لنداء الواجب من الغالبية الوطنية المستقلة في الاجتماع وتلبية مهام عقد المؤتمر الكردي الجامع الانقاذي من أجل استعادة الشرعية وانتخاب المحاور المنتخب الذي يمثل الكرد شعبا وقضية 7 – المهام الرئيسية العاجلة والملحة بل الوحيدة أمامنا ككرد سوريين هي ترتيب بيتنا آولا وإعادة بناء علاقاتنا الوطنية مع الشريك العربي لمزيد من التلاحم ودرء الفتنة وكذلك مع المكونات الأخرى وتعزيز علاقاتنا مع البعد الكردستاني وخصوصا مع إقليم كردستان العراق على أسس سليمة بحيث تحفظ احترام الشخصية الوطنية الكردية السورية وقرارها المستقل .8 – نحن لا نرمي الكلام على عواهله بل لدينا مشروعنا المفصل إزاء الوحدة والمصالحة والمؤتمر الوطني الكردي السوري والأطراف المعنية على علم واطلاع ونحن مازلنا ننتظر ردود الآخرين. [1]