حفاظا على - ثوابت - الحوار الكردي – العربي (1)
#صلاح بدرالدين#
الحوار المتمدن-العدد: 6224 - #09-05-2019# - 15:40
المحور: التحزب والتنظيم , الحوار , التفاعل و اقرار السياسات في الاحزاب والمنظمات اليسارية والديمقراطية
مدخل :
في تعريف الحوار الكردي – العربي
هو حوار الشعبين أو الأمتين الكردية والعربية على مستوى جغرافية البلدان الأربعة الأساسية التي تقتسم الكرد وكردستان وفي فضاء الشرق الأوسط عموما وكل مكان يتواجد فيه الكرد والعرب والأولوية في هذا المجال لعرب وكرد العراق وسوريا المتعايشين في ظل الدولتين المعنيتين وشركاء الوطن والأرض على قاعدة الاعتراف المتبادل بحق تقرير المصير والحل السلمي والحوار وللشتات الكردي الموزع في بلدان المنطقة والمتعايش أو المندمج في مجتمعات لبنان والأردن ومصر وفلسطين وباقي ديار الدياسبورا الأوروبية والشرق أوسطية وغيرها والمقصود هو حوار الشعوب ومجتمعاتها المدنية ونخبها الثقافية غير الحكومية خاصة وأن الكرد لايتمتعون حتى الآن بدولة مستقلة مقابل أكثر من عشرين دولة عربية وفي هذه الحالة سيكون الميزان مختلا لصالح الأنظمة وغير عادل عندما يتم الحوار بين طرفين غير متكافئين .
بدأنا بهذا المدخل التعريفي للتعامل بموضوعية مع مايحصل الآن من سلوك خارج عن أسس وقواعد الحوار الحقيقي بين الشعبين والذي يعتبر امتدادا للخطأ أو لخلط الأوراق الذي تم منذ عقود مما أثر سلبا على مسار الحوار والتفاهم وتحديد الأسس والقواعد اللازمة والعادلة للتعايش وحقوق كل طرف وواجباته تجاه الآخر .
مستويات ثلاث للحوار الكردي العربي
الأول : حوار الأمتين كماذكرنا في التعريف أعلاه وهو ينطبق على حالة ( جمعية الصداقة الكردية – العربية ) التي أتشرف برئاستها والتي تأسست عام 2000 في أربيل – كردستان العراق من ممثلي منظمات المجتمع المدني والفعاليات الثقافية والاجتماعية وبرعاية من السيد مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان وكذلك وكشكل فرعي يتعلق بخصوصية ثنائية بين الفلسطينيين والكرد ويندرج في الاطار العام لحوار العرب والكرد في حالة ( جمعية الصداقة الفلسطينية – الكردية ) التي قامت في – رام الله – البيرة – عام 1999 بمشاركة شعبية وبرعاية الرئيس الراحل ياسر عرفات وحضوري شخصيا ثم اتفقت مع ( ج ص ك ع ) ببرنامج مشترك وهو مانبحث عنه ونعمل على إقامة مثل هذا النموذج في بلدان أخرى وتواصله وتعميقه ومأسسته ومده بالبرامج والمشاريع وتوسيعه ليكون بمتناول المجتمع المدني في كل أماكن التواجد العربي والكردي وليس حكرا على أفراد من النخبة أو وسيلة ومادة لاستغلال السلطات الرسمية .
الثاني : الحوار الوطني في دولة واحدة بين المكونات المختلفة وبينها الكرد والعرب خاصة وأن سوريا والعراق على سبيل المثال دولتان متعددة الأقوام والديانات والمذاهب ومكونات مثل هاتين الدولتين على تواصل يومي دائم في المدينة والريف والعمل بل وهناك شبه اندماج اجتماعي وتزاوج وتصاهر لذلك من الخطأ اطلاق تسمية ( الحوار الكردي العربي ) في مثل هذه الحالات بل قد يحصل نقاش أو حوار على المستوى الوطني وفي حدود الدولة المعنية يتناول مسألة الشراكة في السلطتين التشريعية والتنفيذية والحقوق والواجبات والدستور والقوانين وقد حدث أن تم الخلط بين الحوار الوطني في دولة واحدة وبين الحوار العربي – الكردي بين أمتين وكمثال عندما دعت اللجنة المصرية للتضامن كلا من الحزبين الرئيسيين في كردستان العراق ( الحزب الديمقراطي الكردستاني وحزب الاتحاد الوطني الكردستاني ) للحوار في القاهرة ( 27 – 28 – مايو 1997 ) وتعلق الأمر فقط بكرد وعرب العراق وأطلق عليه خطأ :الحوار العربي الكردي .
قبل الانعقاد بأشهر تواصلت مع السيد رئيس اللجنة المصرية – أحمد حمروش – واقترحت عليه أن يتوسع الحوار ليشمل الكرد والعرب بالمنطقة وان تعذر كرد وعرب العراق وسوريا فوعد خيرا ثم سافرت الى القاهرة وقمت بزيارة مكتب اللجنة وكان رئيسها مسافرا ثم راجعت نائبه في اليوم التالي فأبلغني بوضوح وعلى لسان رئيسه بأن السقف المسموح لنا من الحكومة المصرية هو العراق فقط وفي كلمة السيد حمروش أمام الاجتماع : ( دعونا الى هذا الحوار مع التنظيمين الرئيسيين في العراق – ح د ك و ا و ك – مؤمنين بأننا نتحاور تحت شعار وحدة العراق الذى تتأكد وحدته الوطنية بالتآخي العربي الكردي لأنه لم يعد مجال في هذا العصر لانكار حقوق القوميات والأعراق ولأن هذا التآخي يشكل ضمانة قوية للسلام والأمن والاستقرار .......دعونا لهذا الحوار في وقت تحاول فيه قوى خارجية أن تتلاعب بمصائر الأكراد وتقرير مصيرهم ضمن ترتيبات تدبر لهذه المنطقة لكي تفرض علينا من خارجها ... ) .
وقد حصل أن عقدت مئات الندوات في الخارج وفي أربيل والسليمانية ودهوك بعضها حول العلاقات العربية الكردية ضمن العراق ويزعم بعض المنتفعين الذين أصبحوا بما يشبه ( متعهدوا ) الاجتماعات بأنهم أول من أداروا الحوار العربي الكردي قبل عقود وأعوام ولكن أي حوار ؟ وتمادى البعض الى حدود استثمار مثل تلك اللقاءات وتجييرها ضد الهدف الرئيسي أي بمواجهة الحوار الديموقراطي بين الأمتين وعلى سبيل المثال شاركت جمعيتنا ( جمعية الصداقة الكردية العربية ) من ضمن فعالياته في ندوة ( الأمم الإربع ) بتونس بدعوة من ( المعهد العربي لحقوق الانسان ) وتم تداول علاقات الكرد والعرب والفرس والأتراك وسبل التعايش واحقاق الحقوق وخرجت الندوة بإعلان مناسب قابل للتطوير وتم الاتفاق على التواصل وعقد الندوات السنوية ولكن بعض المشاركين من ( متعهدي ) الاجتماعات وضعوا العراقيل من أجل نسف اعلان تونس وتفردوا بعقد ندوات في بلدان أخرى ( عمان – بيروت ) وبتسميات مخترعة عجيبة أخرى للنيل من تلك المكاسب التي كانت لخير شعوبنا والتي تحققت في المنتدى الأول بتونس .
الثالث : يعتبر البعض خطأ أن العلاقة مع نظام عربي ما هو بمثابة حوار عربي كردي ويستشهد هؤلاء بعلاقات أو صلات قادة حزبيين من كردستان العراق قبل عقود مع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر بالحوار بين الشعبين وهو أمر بعيد عن الواقع فالحوار الحقيقي والمفيد والمتوازن والمتكافئ هو بين منظمات المجتمع المدني والجهات غير الحكومية وهو لايتناقض مع لقاءات فوقية ان تمت بين هذآ المسؤول أوذاك بشرط أن تكون شفافة وتخدم مصالح الشعبين العربي والكردي.[1]