حوار حول التطورات السورية والقضية الكردية
#صلاح بدرالدين#
الحوار المتمدن-العدد: 6182 - #20-04-2019# - 13:50
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
حوار حول التطورات السورية والقضية الكردية
الترجمة العربية للقاء السيد صلاح بدرالدين مع فضائية كوردستان 24باللغة الكردية في بتاريخ #22-03-2019#
مقدم البرنامج المحاور السيد جمال باتون :
اقترب موعد الإعلان الأمريكي و- قسد - عن نهاية داعش في سوريا فماذا مابعد داعش ؟ - الرئيس الأمريكي يقترح ان تعلن أمريكا عن الاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان – ورفض من جانب المجتمع الدولي : روسيا والصين وأوروبا والدول العربية وهيئة الأمم المتحدة – والاعتقاد السائد أن العالم بصدد إعادة النظر بالحدود المرسومة فما انعكاس ذلك على القضية الكردية ؟ والأنظار تتجه نحو دور روسي أكبر باللعبة مستقبلا .
صلاح بدرالدين :
نعم عسكريا قد يبدو للوهلة الأولى أنه تم القضاء على – داعش – ولكن حتى بالجانب العسكري الأمر ليس واضحا ومن الناحية السياسية والاجتماعية والثقافية مازالت هناك البيئة الحاضنة لنهج هذه المجموعة الموغلة في الارهاب خاصة بوجود نظام دكتاتوري مستبد مجرم في دمشق وانعدام الاستقرار وبقاء القضية السورية دون حلول رغم مئات الآلاف من الضحايا وملايين المهجرين وخراب ثلاثة أرباع البلد وهذا يعني أن الحرب في سوريا لم تنته بعد وكل الاحتمالات قائمة بما فيها عودة الإرهابيين مجددا بطرق أخرى وتحت مسميات مستحدثة فارهاب النظام يجلب الإرهاب من كل حدب وصوب من جهة أخرى ماجرى في – باغوز – يكتنفه الغموض ويتساءل المعنييون : أين عشرات الآلاف من ارهابيي داعش ؟ وأين قادتهم وأمراءهم ؟ .
وعلى الصعيد الخارجي فان الإدارة الأمريكية الحالية تمر بظروف صعبة وتحاول توجيه الأنظار الى الخارج وتستثمر موضوع داعش في سوريا لتحسين وضعها الداخلي وكذلك للتمكن من اقتسام النفوذ مع روسيا خاصة وأن الوجود الأمريكي في سوريا يستند الى مسألة داعش ومحاربة الإرهاب كما يعلن ذلك المسؤولون الأمريكان .
وهناك مؤشرات عن تقدم ما بين الروس والأمريكان حول الملف السوري خاصة بعد تيقن روسيا أن أستانا وسوتشي لم تعودا صالحتين والتوجه الآن نحو جنيف من جديد بعد فشل التوجه الروسي في اقناع العرب والأوروبيين للانفتاح على نظام اسد والاعتراف به كمنتصر والسبب الآخر هو عجز روسيا لوحدها في عملية الاعمار وحالحاجة الماسة لأموال وخبرة الأطراف الأخرى .
كماذكرت أعلاه حول تكتيك إدارة الرئس ترامب بتوجيه الأنظار والاستنجاد باللوبي اليهودي بأمريكا لانقاذه فانه ولأسباب أخرى أيضا يريد ( اهداء ) الجولان لاسرائل وهو أجراء مرفوض من السوريين بكل مكوناتهم والموقف هذا لايتعلق أبدا بإعادة المجتمع الدولي النظر في الحدود الدولية المرسومة منذ الحربين العالميتين أو اعتبار ذلك سابقة لتقسيم سوريا الى كيانات أو تمهيد لاستقلال كرد سوريا فهيئة الأمم مازالت حريصة على الحدود الدولية وضد أي تغيير فيها وأوروبا وأمريكا غير معنية بالمسائل الداخلية السورية ولم تعلن رسميا عن مواقف تجاه حق تقرير مصير الكرد أوغيرهم بل لم تعلن يوما عن تعددية قومية بالمجتمع السوري لذلك كل مايقال ويتردد بهذا الخصوص محض تصورات واثارات إعلامية ليس الا .
نظام الأسد لم ينتصر وفاقد السيادة والقرار وفي أصعب أيامه ومفكك ومصيره مرتبط بنظامي روسيا وايران وليس بمقدوره البقاء طويلا بل أن رأسه مطلوب للعدالة الدولية لذلك لن يكون مرجعية للشعب اليوري أبدا بل أن زواله شرط لابد منه لعودة السلم والاستقرار أما أن يقوم الكرد منفردين بالتحاور معه فهو انتحار وضربة مميتة للقضية الكردية السورية التي هي بجوهرها قضية الديموقراطية وحقوق الانسان وتقرير المصير ضمن سوريا موحدة .
وفي هذا السياق يحضرني تصريح الأستاذ نيجيرفان بارزاني رئيس حكومة إقليم كردستان العراق الذي أثيرت من حوله الآراء المتباينة بدعوته كرد سوريا للتحاور في اطار الدولة السورية الموحدة وكما أرى فان مايرمي اليه من حيث المبدأ سليم وهو أنه وبالنهاية فان قضية كرد سوريا تحل في دمشق وفي اطار وحدة الأراضي السورية ولكن السؤال المفصلي هو : مع أي نظام ؟ وأي كرد يقومون بذلك ؟ والجواب أن النظام المستبد الراهن أو نظام الأسد الابن والأب هو من عقد القضية الكردية أكثر وهو السبب في تطبيق المخططات الشوفينية وفي محنة الكرد والسوريين عموما ونظام بهذه المواصفات ليس مؤهلا لحل القضية الكردية ولا أية قضية أخرى تماما مثل نظام البعث العراقي والمقبور صدام الذي لم يحل القضية الكردية بل فرض حرب الإبادة على شعب كردستان .
ثم من من الأطراف الكردية السورية يتمتع بالشرعيتين القومية والوطنية حتى يكون مؤهلا لتمثيل الكرد وإيجاد حل لقضيتهم ؟ جماعات ب ك ك أصحاب سلطة الأمر الواقع تمارس القمع والدكتاتورية تجاه الآخر المختلف وتعلن لاصلة لها بالمسآلة القومية الكردية وأفرغت المناطق وخونت المختلفين معها أو طردتهم واعتقلتهم وهي بالأساس جزء من أجندة نظامي طهران ودمشق وجاء مسلحوها منذ 2011 لمواحهة الثورة السورية والوطنيين الكرد المنخرطين بالثورة وهي ليست منتخبة ولا مخولة للتحدث باسم كرد سوريا أما – الأنكسي – فهو ضعيف وفي موت سريري لاحول له ولاقوة ويبحث عن شراكة مع الجماعة الأخرى وهي ترفضه ولاتحمل أي مشروع قومي وطني واضح المعالم وغير منتخب أيضا لذلك نحن أمام أزمة فقدان الشرعية وانعدام التمثيل والتخويل داخل الحركة الوطنية الكردية السورية والطريق الى تفادي الأزمة يمر عبر عقد المؤتمر القومي – الوطني الكردي السوري الجامع وقد طرح حراك – بزاف – مشروع المؤتمر منذ 2012 .
نعم يمكن أن يقرر كرد سوريا أي خيار بمافي ذلك خيار الحوار مع أي طرف كان ولكن بعد توحيد الصف والاجماع القومي والوطني وإنجاز المؤتمر المنشود بغالبية وطنية مستقلة ومشاركة كل الأحزاب والجماعات والمؤتمر المنشود لا يمكن عقده بنجاح الا بدعم واسناد إقليم كردستان العراق في هذه الظروف الراهنة .
أما أن الأحزاب وخاصة أحزاب – الأنكسي – لها دور واستطاع تجميع الآلاف في احتفالات نوروز فأقول نوروز عيد قومي وتمت الاحتفالات بمئات الالاف قبل ظهور الأحزاب و- الانكسي – حتى وجود بعض علاقات له مع العالم فان ذلك بفضل الإقليم وهناك علاقات أوسع ل ب ي د وقسد وهذا لايعني شيئا من دون برنامج سياسي سليم وواضع يصب في مصلحة السو،ريين والمسآلة الديموقراطية وحقوق الكرد المشروعة .
ماأطرحه في غاية الصراحة ومن دون مجاملات ولست عدوا لأحد وهناك رفاق وأصدقاء لي في جميع الأحزاب وقياداتها وهناك فرصة سانحة والظروف الموضوعية ايجاابية للقضية الكردية والعلة في العامل الذاتي الذي يحتاج الى إعادة بناء من جديد وأكرر أن دعم الأشقاء في الإقليم شرط لنجاحنا.[1]