لقاء مع صلاح بدرالدين حول القضيتين الكردية والسورية
#صلاح بدرالدين#
الحوار المتمدن-العدد: 6154 - #23-02-2019# - 06:57
المحور: مقابلات و حوارات
لقاء مع صلاح بدرالدين
أجرى اللقاء : نادية خلوف
الأستاذ صلاح بدر الدّين من المناضلين الأوائل من أجل التّحرّر الوطني. بدءاً من انخراطه الكامل منذ شبابه بالقضيتين الكردية والسورية مرورا بعلاقاته النضالية في مجال التنسيق والتعاون مع منظمة التّحرير الفلسطينيّة وحركات التحرر والتقدم بالمنطقة ،ودائرته الأساسية في حياته السياسية كانت ومازالت القضيّة الكرديّة بشكل عام ، هو ناشط سياسي، ونشيط أيضاً، متّقد الذّهن. يحاول أن يجمع بوسطيته الأطراف المتصارعة على هدف حقيقي، وعلى وطن سوري يتّسّع للجميع.
السّؤال الأوّل وربما الأهمّ : لماذا استفحل العداء بين الكورد والعرب في سورية ، علماً أنّه في بداية الثورة كانوا جميعاً ينادون أنّ الشّعب السّوري واحد
ج في بداية الانتفاضة الثورية ببلادنا كان الحراك الوطني الكردي العام والشبابي بشكل خاص عبر تنسيقياتهم بمختلف مدن وبلدات ومناطق التواجد الكردي والمستقلون عامة هم من تجاوبوا مع الانتفاضة وشاركوا فيها بنشاط ولم يمض وقت طويل حتى تم التواصل والتنسيق بين تنسيقيات الحراك الشبابي الكردي وبين تنسيقيات الشباب العرب السوريين في حلب ودير الزور وحمص ودرعا ودمشق وريفها واللاذقية وسرعان ما توافقوا على خطاب سياسي واحد حول شعارات التظاهرات حتى أن تنسيقيات شباب درعا اقترحت أن تكون اسم فعاليات احدى أيام الجمع – آزادي – أي الحرية وكنت حينها مواكبا بشكل يومي لنشاطات تنسيقيات شبابنا في الجزيرة وكوباني – عين العرب – وحلب وعفرين وحي الأكراد بدمشق وداعما لهم وقد كتبت حينها كيف أن الشباب الكرد والعرب تفاهموا بهذه السرعة في حين أن بعض الأحزاب الكردية والعربية كانوا معزولين عن بعضهم البعض ولم تتوفر لغة التو افق بينهم لعقود ولكن وبعد أقل من عام عندما استفاقت الأحزاب الكردية التقليدية من هول الصدمة حيث لم تكن في برامجها ولا في تقديراتها أن سوريا مقبلة على ثورة وطنية شعبية سرعان ما واجهخت الحراك الشبابي والوطني المستقل وفي أكثر الأحيان التقت مصالحها مع مصالح النظام في محاربة الناشطين الكرد طبعا في أوج التفاهم بالبداية ظهر شعار ( واحد واحد الشعب السوري واحد ) وتبناه شبابنا حتى أنني أتذكر أن هذا الشعار أطلقناه نحن المشاركون الكرد في مؤتمر – آنتاليا – وتحول الى شعار وطني وبعد سيطرة جماعات – ب ك ك – على المناطق الكردية وظهور ( المجلس الكردي ) غاب هذا الشعار بل قامت أحزاب بتأجيج الصراع العنصري بين الكرد والعرب ولم يكن النظام غائبا عن هذا التآمر على الوحدة الوطنية .
-هل يمكن فصل الموضوع الكردي عن الموضوع السّوري . في سوريا؟
ج لا على الاطلاق هناك قضية وطنية عامة تخص كل السوريين بجميع مكوناتهم القومية و،الدينية والمذهبية وهناك قضايا تخص الكرد والآخرين والقضايا جميعها تتمحور حول النضال الوطني الديموقر اطي والتقدم الاجتماعي في اطار سوريا جديدة موحدة تستجيب لمصالح الجميع وتضمن حقوقهم في دستور البلاد بشكل واضح وكماأرى وحسب تجربة حركتنا منذ أكثر من سبعين عاما منذ خويبون وحتى الآن لاحل لقضايانا جميعا من دون الديموقراطية ولن ترى القضية الكردية أية حلول في ظل الاستبداد والدكتاتورية من جهة أخرى لن يتحقق الحل العادل والحاسم الا بتو افق عربي كردي لذلك قدرنا أن نتعايش بوئام وسلام ونكون شركاء في السراء والضراء في تحمل المسؤليات وفي خيرات البلاد وتقرير مصيرها .
-أقرأ دعوات من بعض السّياسيين الكورد للتحالف مع النّظام، كي يبعدوا الخطر التّركي. هل يستطيع النّظام فعل ذلك؟ وماذا تقول لهؤلاء؟
-ج كنا منذ البداية نرى خطورة نقل معارك – ب ك ك – مع تركيا الى الداخل الكردي السوري فذلك لم يخدم الثورة السورية ولا القضية الكردية وبحكم الجغرافيا والتاريخ والواقع السياسي المحيط ببلادنا من مصلحة الثوار السوريين مهادنة الجوار من أجل تامين العمق الاستراتيجي بل الاتفاق على المصالح المشتركة وأقصد الأردن وتركيا واقليم كردستان العر اق وحتى لبنان الوطني ومافعلته جماعات – ب ك ك – وبالتعاون مع نظامي طهران والأسد عكس ذلك حيث نفذت أجندة النظامين بخصوص هذا الموضوع الحيوي وبعكس مصالح وارادة السوريين من الكرد والعرب والآن مازال المخطط نافذا بمرحلته الأخيرة وهي الأرتماء علنا بأحضان نظام الاستبداد بذريعة ابعاد الخطر التركي طبعا غالبية الأحزاب الكردية السورية مع هذا النهج المدمر خاصة التي كانت تاريخيا مرتبطة بأجهزة النظام .
-ماذا حول زيارة الائتلاف السّوري-المعارض- لرئيس إقليم كوردستان العراق؟
وهل تعتقد أنّ الائتلاف فيما لو نجح في تلقي الدّعم الكردي من أجل حل المسألة السورية ،سوف يعترف بحقوق الكورد لو وصل إلى السلطة-مثلاً-؟
-ج وفود ( المعارضة السورية ) لم تنقطع عن اربيل والزيارة الأخيرة جاءت بعد أن خسرت هذه المعارضة وأضاعت الثورة ولم يكن لديها ولن يكون الآن ومستقبلا أي جديد حيث فقدت كل أوراقها بفضل جماعات الاسلام السياسي وعلى رآسها الاخوان المسلمون أعتقد ماطرحه الوفد بخصوص ( المنطقة الأمنية ) لن يكتب له النجاح أما عن الموقف السياسي تجاه الكرد وقضيتهم فرغم صدور بيانات بمضامين جيدة سابقا الا أن ( المعارضة ) الآن غير مؤهلة وليس بيدها السلطة والقرار .
-من المسّلم به أنه قبل الإسلام لم يكن يوجد مسلمون، وربما كنا جميعاً زرادشتيين، ولكن ، هناك نغمة كوردية بأنّهم لا ينتمون للإسلام ، وهذه حريّة شخصيّة. السّؤال هو: هل البيئة الكردية هي بيئة مسلمة؟
-ج البيئة الكردية عموما محافظة ومعتدلة والكرد متمسكون بعقائدهم من دون تطرف وغالبيتهم الساحقة مسلمون مع وجود أزيديين ومسيحيين أما ما يصدر من نوازع فردية ضد الاديان وخاصة الاسلام فاعتقد أنها ردود فعل ضد فظائع داعش وغيره من جماعات الاسلام السياسي وما نسمعه ليس تحليلات فكرية ثقافية مقنعة بل مشاعر وتمنيات فردية .
- في سورية نوعان من المعارضة . إحداهما تشدّ على يد بوتين. هل يمكنك شرح ذلك؟
ج للأسف مازال بعض اليسار يعتبر بوتين خليفة لينين ويلتقي مع موقف نظام الأسد بخصوص روسيا والحقيقة أن بوتين نقطة التقاء بين مصالح الطغمة الحاكمة وهي بقايا الك ج ب وضباط الصناعات الحربية والمافيات العابرة للقوميات والمعارضة المؤيدة لبوتين تقبل الاحتلال الروسي لبلادنا على غرار حكومة فيشي التي أيدت الاحتلال النازي لفرنسا .
-لماذا جرى ما جرى في عفرين؟ وما هو الحلّ؟
ج المسبب الرئسي لمحنة عفرين هو جماعات – ب ك ك – وسياساتها العقيمة هي من أدت الى تسليم عفرين لتركيا حيث كانت تتحكم بالمنطقة وتمارس القمع ضد مخالفيها من الكرد وكانت على وشك تسليم المنطقة للنظام وجرت مفاوضات برعاية روسية لهذا الغرض ولكن الأتراك كانوا أسرع و احتلوا عفرين ومنطقتها طبعا الاحتلال التركي مرفوض وعليهم الالتزام بقواعد ومتطلبات الاحتلال عبر هيئة الأمم وتسليم المنطقة لأهلها من خلال لجان مدنية منتخبة ومنع التجاوزات وآي مساس بالتكوين الديموغرافي للمنطقة واهعادة المهجرين من أهل المنطقة و تركيا تتحمل المسؤلية لأنها دولة محتله وبيدها السلطة والقرار .
-كيف تتصور مستقبل الحكم في سورية؟
لاأعتقد أن هناك أي حظ لاستمرارية نظام الأسد المسؤل عن قتل وسجن وتشريد الملايين ولابد من أجل بقاء سوريا كدولة موحدة ووطن للجميع وتحقيق المصالحة وتنفيذ العدالة زوال هذا النظام من خلال اعادة بناء الحركة الوطنية السورية عبر مؤتمر وطني عام وصياغة برنامج جديد وقيادات جديدة لتحقيق ماعجزت عنه المعارضة التقليدية الاسلاموية السابقة عبر النضال بمختلف أشكاله الممكنة وهو أمر يحتاج الى جهود مخلصة ووقت ودعم واسناد .
كل الشكر للأستاذة ناديا خلوف وهي احدى الرموز النسوية السورية التي أفنت عمرها في نشر ثقافة العيش المشترك والسلم الأهلي ومازالت تواصل مسيرتها الثقافية الوطنية المبدعة .
الأستاذ صلاح بدر الدين: شكرا لك، وشكراً لنضالك المستمر من أجل القضية السّورية ، والكردية.[1]