بحثا عن - المشروع القومي - لكرد سوريا
#صلاح بدرالدين#
الحوار المتمدن-العدد: 6074 - #05-12-2018# - 03:35
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
بحثا عن المشروع القومي لكرد سوريا
صلاح بدرالدين
اذا وضعنا جانبا كل المشاهد المرئية الشكلية في التعامل الكردي – الكردي , والمواجهات الحزبوية , بين الوافدين , والمقيمين حول المصالح الضيقة , والنفوذ , والتزاحم حول من سيتصدر الصفوف بشأن تمثيل وخدمة الخارج , وحمل أجندات الآخرين , والانخراط في الحروب , والمنازلات , والمبارزات , بالوكالة , حول أمور لاتمت بصلة مباشرة الى جوهر قضايانا القومية والوطنية , وتحصل دائما خارج أسوار تاريخ حركتنا الأصيلة , فان أزمة حركتنا الوطنية الكردية السورية تتلخص منذ انبثاقها مطلع ثلاثينات القرن الماضي وحتى الآن , بدءا بحركة - خويبون – , ومرورا بنشوء التنظيم الحزبي الأول – ح د ك – س - , وانتهاء باالأزمة الشديدة التفاقم الآن بالتالي : الصراع حول صيغة ومضمون المشروع القومي – الوطني , الذي بدأ فعليا وشفافا منذ عام 1965 ومازال مستمرا , وبعبارة أشمل الموقف من ( تعريف الكرد , ومناطقهم الأصلية , وحقوقهم , ومدى احترام شخصيتهم المستقلة , ووسائل نضالهم , وموقعهم من القضية الوطنية السورية العامة , وطبيعة علاقتهم مع الجوار الكردستاني , وكيفية حل قضيتهم راهنا بالتوافق مع شركاء الوطن ) .
لانريد أن نذهب بعيدا , ولنبدأ باستعادة المناضل عبد الرحمن آبو لحريته , حيث ثبت للمرة الألف , وفي مجال التبعية وحمل أجندة الآخرين , أن ممارسات جماعات – ب ك ك – السورية , وهي كيانات في ظاهرها ( حزبية – مدنية – ادارية ) وفي جوهرها عسكرية – قمعية بسجون ومعتقلات وفرق اغتيالات , تسير على مبدا ( نفذ ولاتعترض ) , تخضع في ادارتها السياسية , وعلاقاتها المجتمعية , وطريقة تعاملاتها مع الناس , أفرادا , وأحزابا , وتيارات ثقافية , لمعايير ومفاهيم مرسومة بعناية من منظومة أمنية تحكم من وراء الستار حتى من دون معرفة ( الرؤساء المشتركين !؟ ) , تتوزع بين غرف عمليات فرعية غير منظورة , تستمد القرار النهائي من المصدر الأساسي الشديد المركزية الذي ينتهي في مركز – قنديل – , الذي يدار بدوره من مخابرات اقليمية على رأسها السورية والايرانية , وهي ظهرت أساسا لدعم الهلال المذهبي المعروف في المنطقة , ومحاربة الثورة السورية , ومواجهة حاملي المشروع القومي الوطني الكردي , وفي مقدمتهم الملتزمون بنهج مدرسة الخامس من آب , ومن يوالون مساعي – بزاف – راهنا في عقد المؤتمر الوطني الكردي السوري , للانتقال الى مرحلة تستعاد فيها عوامل اعادة بناء حركتنا من جديد , وهي قوية موحدة خالية من أدران الفتن والتبعية , والارتهان لأجندات الأعداء.
وفي مجال آخر , على جماعات – ب ك ك – السورية الاجابة على التساؤل التالي : ( حلفاؤكم ) الأمريكان خصصوا ملايين الدولارات لمن يدلهم على ثلاثة من أبرز قادتكم في التنظيم العميق لحزبكم الأم بمركز قنديل , وعاهدوا على أنفسهم طرد كل الجماعات , والميليشيات الموالية لنظام طهران من سوريا , والقسم الذي يقودكم مشمول بذلك , وأنتم تنكرون – زورا – صلة الرحم هذه , وتكتفون بتبعيتكم – الآيديولوجية – لتعاليم عمكم المؤسس – عبد الله أوجلان – , وهو صاحب نظرية اتفق فيها مع نظام الأسد الأب : ليس هناك شعب كردي سوريا وليست هناك قضية كردية سورية , وبهذه الحالة فان مشكلتكم مع كرد سوريا وجودا وحقوقا ومصيرا , وليست مع النظام , ولا مع تركيا , ولا مع ايران , ولن تحل حتى لو عدتم الى مخرجات اتفاقيات اربيل ودهوك التي طواها الزمن , بل بوقف التبعية لحزب يعتبرها أولياء أموركم الجدد (ارهابيا ) , والخضوع لارادة الشعب الكردي , بالانصياع أنتم وأحزاب – الانكسي - لندائه في قبول مقدمات ونتائج المؤتمر الوطني الكردي السوري المنشود , وهو الطريق الوحيد لحل أزمة حركتنا , وانقاذكم أيضا .
غالبية قيادات أحزاب كل من ( تف دم والانكسي ) , مازالت ( تتجاهل ) باعلامها مشروع – بزاف – , ولكنها تتابع بيانات لجان المتابعة التشاورية , ونشاطاتها , في اجتماعاتها المغلقة , وعبر تقارير أجهزتها , والبعض منها اضطر تماشيا مع نبض الشارع الوطني الى الاشارة ايجابيا , وبكلام معسول بشأن المؤتمر الكردي السوري , وجوابي على هؤلاء : عاجلا أم آجلا ستواجهون الندامة في وقت لن تنفعكم , أما البعض من الوطنيين فيقول عن طيبة قلب : مشروع – بزاف – مثل غيره لن يرى النور , والجواب هو : نعم من حقكم ابداء الحذر , لأن قيادات الأحزاب ومنذ نهاية الثمانينات وحتى الآن وبسبب اعوجاجها , وانقساماتها , واختراقاتها الأمنية , وتبعيتها لأجندات الآخرين , وترهلها ,عودتكم على فقدان الأمل والاحباط , وبمجرد ظهور الوليد المبارك , وأقصد مشروع – بزاف – منذ أعوام بموضوعيته , وتاريخيته , وبعد جهود نظرية , وعملية مضنية , وحوارات مكثفة مع المعنيين , نكون قد أخترقنا جدران الظلمة , واجتزنا الحاجز الأصعب , واتكالا على ارادة شعبنا وعنفوان شبابنا وناشطينا , من النساء والرجال , لاعودة الى الوراء أبدا , والى المزيد من اللقاءات التشاورية , وتوسيع وتعزيز لجان المتابعة في كل مكان يتواجد فيه الكرد السورييون .
بزاف كحراك فكري – ثقافي - حر , يعتمد العلاقات الشفافة وسيلة , واللقاءات التشاورية بالداخل والخارج طريقا , شعبه مجاله الحيوي , لايسعى كما هو ثابت في مشروعه الى أي تقاسم وظيفي مع سلطة الأمر الواقع , أو تزاحم مع مدعي ( التمثيل القومي الشرعي الوحيد ) , ينتهج سبيل الحوار الصريح والمباشر مع الجميع , ولايبحث عن عقد اتفاقيات ( ادارة الأزمة ) مع الأحزاب لأنها غير مستقلة منقادة من جماعات مصالح بالوكالة , بل يسعى بكل قوة الى العودة الى الجذور , واستعادة شرعية وصلاحية حركتنا الوطنية الكردية السورية , باعادة بنائها تمثيلا , ونهجا , ومشروعا قوميا – وطنيا , انه ثنائية المنشأ , من جهة امتداد تاريخي للجوانب الناصعة في نضال شعبنا منذ – خويبون – , وجهود البناة الأوائل في انجاز أول عمل تنظيمي , وانتهاء بتحولات كونفرانس الخامس من آب في اعادة تعريف الوجود والحقوق والمسار , والتلاقح من جهة أخرى مع أنبل ماقدمه الحراك الشبابي الكردي وتنسيقياتهم خلال الثورة السورية , ونحن الآن وباسم – بزاف - في بداية انجاز المرحلة التالية , في عصر جديد , ووسائل غير تقليدية بنفس طويل , ومن خلال الجهود التطوعية التكاملية , وباستقلالية مطلقة في اطارمبدأ الولاء للشعب والوطن , وهذه المواصفات هي موقع قوة – بزاف - .
بعد الانقسامات , وانهيار الحركة من الأساس بفعل الردات الحزبوية المضادة , تظهر بزاف كمشروع استرتيجي مستقبلي تجديدي , يلامس بنية الحركة الكردية من الجذور , ولأن حجم الخراب الحاصل بلغ ذروته , فالانقاذ لن يتحقق سريعا حسب الرغبات الصادقة , بل يخضع لشروط ونتائج عملية معقدة ثلاثية الأضلاع كردي – وطني – كردستاني , في انضاج حوامل العاملين الذاتي ( وضوح الرؤيا النظرية – بلورة البرنامج السياسي – توفر القيادة الكفوءة ) , والموضوعي ( زوال الاستبداد - احلال السلام - تحولات ديموقراطية – توافق المكونات السورية على النظام البديل – تصحيح وتعزيز العلاقات الكردستانية ) , ونحن ككرد بكل طبقاتنا , وفئاتنا , وتياراتنا , مسؤولون عن توفير شروط العامل الأول ( و- بزاف – تتنكب الآن لانجاز المهام باللقاءات التشاورية والتحاور , بشأن صياغة المشروع , وانتخاب لجان متابعة في جميع أماكن التواجد الكردي السوري , تحضيرا لعقد المؤتمر الوطني الكردي السوري الانقاذي الجامع ) , أما العامل الثاني فنتحمل جميعا جزءا من متطلبات انجازه مع شركائنا السوريين , وأشقائنا الكردستانيين .
لاأعتقد أن البزافيين بصدد حتى التفكير بانتظار زوال الآخرين من أحزاب المجلسين , حتى يثبتوا مشروعهم بالتعاون مع باقي المجاميع الوطنية المستقلة , والحراك الشبابي , وممثلي منظمات المجتمع المدني , الذين لم تستوعبهم لجان المتابعة بشكل كامل في مختلف أماكن التواجد الكردي السوري بالداخل والخارج حتى اللحظة , وذلك لكي يباشروا اتخاذ الخطوات اللازمة في اعادة بناء الحركة , وتوفير شروط عقد المؤتمر الوطني الكردي السوري , وغالب الظن أنهم يفضلون مشاركة أنصار الأحزاب بالثلث ( غير المعطل ) باللجنة التحضيرية , وفي عضوية المؤتمر أيضا , أما مظاهر انهيار تلك الأحزاب ( دورا ونفوذا وتأثيرا ) التي لاتخطؤها العين , وفقدان قياداتها الصدقية بين الأوساط الوطنية , فلاشك أنها تؤشر الى ضرورة تسريع الخطى , وانجاز مشروع اعادة بناء الحركة , لمواجهة التحديات , كضرورة قومية وطنية ملحة , قبل وصول عدوى الانهيار من الأحزاب الى الشعب والقضية , وحدوث الفراغ النهائي.[1]