عودة الى القضية الكردية السورية
#صلاح بدرالدين#
الحوار المتمدن-العدد: 6038 - #29-08-2018# - 17:03
المحور: القضية الكردية
عودة الى القضية الكردية السورية
صلاح بدرالدين
تختلف المواقف السياسية في ساحتنا الكردية السورية – تماما كمثيلتها السورية العامة – بخصوص كل القضايا الماثلة الى درجة التباين وأحيانا التناقض فمايتعلق الأمر بعفرين المحتلة واضافة الى الصراع الاقليمي – الدولي – التركي – الأمريكي – الروسي – الايراني هناك سوريا وكرديا من يرى وجوب التحرير وادارتها عبر اللجان المحلية المنتخبة أو فصائل محسوبة على الجيش الحر والائتلاف والانكسي أو تركيا أو اعادة سلطة – ب ي د – أو سلطة النظام علما أن 40% من البلاد اما محتلة من تركيا وأمريكا أو بأيدي – قسد - والفصائل المسلحة و60% محتلة من روسيا وبادارة النظام بحسب كل التقديرات بما فيها الأمريكية وأمام هذا المشهد المقلق نحن ككرد وكسوريين أحوج مانكون الى وقفة مسؤولة والعودة الى الاتحاد ووحدة الموقف من خلال الاجماع القومي ( بعقد المؤتمر الكردي السوري ) والوطني ( بعقد المؤتمر السوري الجامع ) فلا خطط – خفض التصعيد هنا وهناك والمصالحات الجانبية ولاقرارات اجتماعات أستانة وسوتشي وجنيف – جلبت السلام للسوريين ولا التركيز على الجزء أو الحل المناطقي يفيدان حل قضيتنا القومية التي تشمل كل المناطق وتخص الكرد جميعا .
من المعلوم أنه ومنذ أعوام وبعد طول انتظار وبعد فقدان الأمل نهائيا من أي دور ايجابي ملموس من أحزاب المجلسين ( تف دم وانكسي ) وعجزها عن صياغة وتحقيق المشروع القومي والوطني وبلورة المطالب الكردية المشروعة وتوفير أسباب الاعتراف بها انبثقت حركة تجديدية في أوساط الوطنيين المستقلين أعلنت بالخارج أولا ثم بالداخل باسم – بزاف – تحمل مشروعا يدعو الى اعادة بناء الحركة الوطنية الكردية السورية من الجذور وذلك من مسلمة أن أسباب الاخفاق والمأزق تكمن في داخل الحركة وفي العامل الذاتي أساسا أي في ضرورة اجراء عملية التغيير في بنية الحركة وشكلها ( البرنامج السياسي – وسائل وآليات العمل – القيادة الكفوءة ) وفي أجواء استعادة الشرعيتين القومية والوطنية من خلال المؤتمر الوطني الكردي السوري الجامع .
وفي هذا السياق تأملت مطولا وبشغف مضامين البيانين المنشورين باسم ( لجنة متابعة بزاف ) في كل من دمشق والقامشلي وللمرة الأولى خلال الأسبوعين المنصرمين واستنتجت : أولا – الخطاب الهادىء الموضوعي المتزن في طرح الواقع على الأرض كماهو وضرورات التصدي من أجل اعادة البناء بالنفس الطويل . ثانيا – تجنب المظاهر الشكلية والمانع الأمني في عدم نشر الأسماء والصور وتساوي االطبيعة (القمعية ) في هذا المجال بين ( أمن ) النظام بالعاصمة و( أمن ) سلطة الأمر الواقع بالقامشلي بالرغم من أن حراك – بزاف – هو فكري – ثقافي – حواري - سياسي وليس تشكيلات حزبية أو عسكرية . ثالثا – ابتكار وسيلة جديدة للعمل النضالي تناسب الوضع الراهن بالداخل وهي لقاءات تشاورية محدودة العدد تتبعها انتخابات للجان متابعة في كل مدينة وبلدة ومنطقة على حدة . رابعا – رغم مرور مدة قصيرة على البيانين الاأن الانطباع العام بين أوساط الوطنيين كان ايجابيا على أمل استمرارية الحراك واللقاءات التشاورية وانتخاب لجان المتابعة في مختلف المناطق وبالتأثير التفاعلي المتبادل بين الداخل والخارج وكل التحية والتقدير لمناضلينا الشجعان وجنود حركتنا المجهولين شكلا والى حين .
وفي موضوع متصل لاحظت تعليقات على مقالتي الأخيرة حول المؤتمر الوطني تنم اما عن : التشاؤم المفرط أو الرهاب من سوء نوايا قيادات الأحزاب أواستصغار ارادة الغالبية الشعبية أمام سطوة الآخر واستضعاف الذات واستغبائه أمام الآخر المقابل ( السوبر مان ) لا أيها الاخوة والأصدقاء نحن وأنتم دعاة المؤتمر المنشود على حق وضمن مسار تاريخ تطور حركتنا نحو الأمام وأولا وآخرا نعبر عن الضمير الأغلبي لاعادة الحرية والكرامة لشعبنا والحياة لحركتنا ومانرمي اليه هو توفير شروط تشكيل اللجنة التحضيرية من غالبية مستقلة من الثلثين والثلث الآخر للأحزاب ( لأنها فشلت وعليها الاذعان ) وعضوية المؤتمر ستكون انعكاسا لطبيعة اللجنة ثقوا تماما أن الآخرين ( وهم قلة ) اما ( نمرا من كارتون ) لاتاريخ له ولامستقبل ولامضمون ولاضمان ولاأفق أو كبناية واهنة متعفنة من الداخل سقوطها متوقف على قرارخارجي قيد الصدور ... وأخيرا أقول : ثقوا بارادة شعبكم واعتمدوا على أنفسكم وكل خطوة تخطونها في هذه الظروف حتى لو كانت مشاركة باجتماع أو اطلاق كلمة مفيدة بمثابة أميال للوصول الى الهدف المنشود .
واذا كان لابد من وضع النقاط على الأحرف حول فشل أحزاب ( المجلسين ) وكمثال قريب فقد حققت تركيا ماأرادت في القمة الرباعية حيث تجاوب الزعماء الثلاثة بشكل غير مباشر مع وضع الرئيس التركي داعش والنصرة وب ي د في الخانة الارهابية الواحدة علما أن الرئيس الفرنسي كان مخولا من الرئيس ترامب لتمثيل الموقف الأمريكي وفي الجانب الآخر وفي موسكو وخلال زيارة – التوبة والندامة الفضائحية لوفد ( الهيئة التفاوضية ) التي استثمرت التمثيل الكردي الشكلي – الباهت كورقة كانت مناسبة لأن يلقي لافروف على مسامع الحاضرين كلمات لاذعة بحق الكرد اللاهثين وراء سراب الوعود الأمريكية والتشديد على وحدة سوريا بقيادة نظام الاستبداد وهكذا وفي ( المعسكرين ) لاصوت ولاوجود للتمثيل الكردي الحقيقي ولاضمانة لمستقبل شعبنا , في جميع الأحوال نعيش بالوقت الضائع ومصير السوريين بأيدي خارجية مع أوركسترا محلية مهمتها التصفيق وشهادة الزور وللتاريخ نقول أثبتت قيادات أحزابنا الكردية براعتها بهذا المجال وانتظروا بيانات انتصاراتها.
[1]