حوار حول سوريا وكردها
#صلاح بدرالدين#
الحوار المتمدن-العدد: 5983 - #03-09-2018# - 16:27
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
حوار حول سوريا وكردها
برأيك استاذ صلاح بعد سبع سنوات مما يحدث في سوريا من التدخل الدولي والاقليمي، والقتل والتشريد والتهجير والاعتقال. بعد كل ذلك سوريا تتجه الى اين؟
ج1 – ماحدث لسوريا الشعب والوطن حتى الآن من قتل ودمار وتشرد واقتتال واحتلال وانتهاك السيادة هو ماكان مطلوبا من نظام الاستبداد والدوائر المعادية مقابل لجم الثورة ووقف التغيير الديموقراطي والابقاء على الدكتاتورية ومنظومتها الأمنية الطائفية الأحادية لقد اندلعت الانتفاضة الثورية الوطنية منذ ربيع 2011 عفوية سلمية تنشد الاصلاح والحرية والكرامة ولكن الطبيعة الفئوية الخاصة للنظام وجيشه وأجهزته الأمنية وادارته الحزبية الآيديولوجية زائدا تسلط جماعات الاسلام السياسي وجناحها الأكثر تنظيما – الاخوان المسلمون – على مقاليد المعارضة وكياناتها بدعم مباشر من المال القطري وتوفير مظلة الجغرافيا التركية واتفاق الجميع على مخطط – أخونة – الثورة السورية أدت الى استفحال الردات المضادة وانقلاب الموازين لصالح النظام الذي استغل نقطة ضعف الثورة السورية وعنوانها الاسلاموي الدخيل بل عمل ايضا على اغراقها بالعناصر الاسلاموية بعد اطلاق سراحهم من السجون ودفعهم لتشكيل المجموعات والفصائل المسلحة مما أوقع العديد من الأوراق بأيدي النظام واستغلالها على الصعيدين الاقليمي والدولي في وقت كانت النظم الحاكمة الرسمية في المنطقة والعالم بالضد من انتصار ثورات الربيع وخصوصا الثورة السورية واستعادة القرار الى الشعوب مما تواطأ الجميع دون استثناء على ضرب تلك الثورات وحصارها وعدم مد العون لها والنتيجة كانت وبالا على السوريين كما نشاهدها الآن .
هل الحل السياسي بمعناه الواسع (المصالحة، توسيع قاعدة الحكم، تحقيق العدالة الانتقالية، العودة والبناء) مازال ممكن ؟
ج2 – هناك العديد من سيناريوهات الحلول مطروحة ومعظمها ان لم نقل كلها خارج ارادة السوريين ومصدرها الخارج وتحديدا قوى الاحتلال التي تتحكم بالقوة وهي بغالبيتها تصب في مجرى ومصلحة نظام الاستبداد لقد بات واضحا ماذا يريد الشعب السوري وماذا قدم من تضحيات في سبيله بغالبيته الساحقة : الخلاص من الاستبداد والتغيير الديموقراطي والحوار واعادة بناء سوريا من جديد على قاعدة المساواة والتشاركية والتعددية وبضمانات دستورية لذلك ليس هناك حل سياسي عادل ومستدام بوجود الاستبداد فقد قدم السورييون أكثر من مليون شهيد وعشرة ملايين مهجر ونازح من أجل اسقاط الاستبداد ولن يستكين حتى تحقيق طموحه المشروع في اقامة سوريا الجديدة الديموقراطية وحتى لو فرض على السوريين حلول وقتية بشكل قسري وبقوة جيوش الاحتلالات فانها لن تتحقق ولن تدوم وسيمارس الشعب حقه المشروع وبكل الوسائل السلمية المتوفرة وحتى المقاومة ليقرر مصيره السياسي نعم من مصلحة السوريين تحقيق السلام والمصالحة واعادة البناء ولكن على أسس سليمة تتساوى مع تضحياتهم الجسيمة وبصريح العبارة فان ما يريد النظام تحقيقه الآن وكأنه المنتصر وعبر أساليبه القديمة وأجهزته وتواصله مع أطراف وجماعات بينها أحزاب كردية ماهي الا استمرار للقتل والابادة والجرائم بشكل جديد لأنه يريد بذلك النجاة من المحاسبة والقفز فوق أشلاء الضحايا وسيخرج الذين يتواطأون معه من أحزاب ومجموعات وبينها أطراف كردية بسواد الوجه بل سيتحملون عواقب وخيمة أمام الشعب .
ماذا عن التغير الديمغرافي في مناطق متفرقة من سوريا عامة، والمناطق الكُردية على وجه الخصوص، هذا الملف شائك، ليس النظام فقط متهم به، بل فصائل المعارضة ايضا ما تفعله بعفرين.؟
ج3 – نعم مخططات التغيير الديموغرافي في المناطق الكردية في مختلف أجزاء كردستان وخاصة في سورية قديمة ومتواصلة وهي احدى أسلحة الشوفينيين العنصريين في الحكم وخارجه ولافرق هنا بين القوميين العنصريين أو الجماعات الاسلامية المتطرفة فكلهم من أتباع آيديولوجية واحدة ويجب أن لايغيب عن البال أن الوضع السوري الملتهب والحرب الدائرة منذ ثمانية أعوام والتدخل الأجنبي والاحتلالات والحرب بالوكالة واصرار النظام والمحتلين الايرانيين على وجه الخصوص على تبديل التركيب الطائفي ونقل السكان من هنا وهناك واحلال آخرين بدلا عنهم ومن ألوان أخرى قد فتح مجالا لقيام قوى أخرى خارجية مثل المحتلين الأتراك وداخلية مثل فصائل مسلحة معينة وخصوصا في عفرين على ممارسة الشيء ذاته ضد السكان الأصليين من الكرد وكل ذلك خلق اشكاليات وتعقيدات غير طبيعية وعلينا هنا أن لانغفل تورط تيارات حزبية كردية بمخططات التغيير المذهبي خاصة اذا علمنا أن مركز – قنديل – العسكري ل – ب ك ك – المتحكم بمصير – ب ي د – تابع لولاية الفقيه الايراني وانعكس سلوكه في ماحصل في ( نبل والزهرا ) الشيعيتين وفي اجراء التغييرات الديموغرافية بخصوص عفرين ومنطقتها من أفعال وردود أفعال .
عفرين الجرح الكُردي النازف وإحدى التداعيات الكارثة السورية. برأيك استاذ صلاح من يتحمل ما حصل في عفرين؟ هل سياسات الحزب الاتحاد الديمقراطي مسؤولة عنها؟ أم أن المسألة هي تقاسم نفوذ دولي واقليمي في سوريا؟
ج4 – لاشك أن العامل الخارجي هو المتحكم بالمصير السوري ولكن لاننسى أن هذا العامل يعتمد على وقائع على الأرض أي أن العوامل الداخلية كانت مهيئة لنجاح العامل الخارجي وأقصد هنا تحديدا أن جماعات – ب ك ك – السورية والتابعة لقنديل هي من مهدت لماحصل في عفرين ومنطقتها وسهلت لاحتلالها من جانب تركيا لأنها سيطرت قسرا وبدكتاتورية حزبية على عفرين وبالرغم من أهلها وبرفض كامل للآخرين المختلفين وعلى حساب الثورة بل ضدها وفي خدمة النظام السوري وكذلك تصرفها الأرعن في اعتبار تركيا هي العدو الأول والرئيسي واستدراجه تنفيذا لرغبة النظام وتحقيقا للبند الرئيسي من اتفاقية ( آصف شوكت – مراد قرايلان ) بين عامي 2011 و2012 واغفال نظام الاستبداد باعتباره العدو الأول والأخير للشعب السوري وبينه ومن ضمنه الشعب الكردي السوري .
ماذا عن المدن الكردية الاخرى، قامشلو، ديريك، تربة سبي، عامودا، درباسية، سه ره كانيه؟ ماذا ينتظر تلك المناطق؟ هل هي عودة النظام التدريجي؟ أم هناك وضع مستجد كإحدى مفرزات ما حصل ويحصل في سوريا؟
ج5 – تلك المناطق التي ذكرتها لم تغادرها سلطة النظام بل كانت ومازالت تدار من النظام بتوكيل جماعات – ب ك ك – ووضع ومستقبل تلك المناطق مثل مصير المناطق الأخرى في سوريا وهناك كما ذكرنا تحرك لوسطاء وموالين كرد لاعادة سيطرة النظام كليا من دون رتوش بل هناك سباق محموم بين الأحزاب وأقصد أحزاب المجلسين ومابينهما في تقديم مابقيت من تنازلات بمعزل عن الشعب وارادته وبسبب الادارة السيئة لمناطق ( الادارة الذاتية ) وفقدان الأمل من أحزاب الانكسي فان هناك قطاعات واسعة بدأت تفقد الأمل ولاتهمها من يبقى ومن يزول بل تنشد الاستقرار والعيش الكريم وغير مبالية حتى لو عادت سلطة الاستبداد كاملة وهذا ماكانت تهدف اليه الأحزاب الكردية وقياداتها البائسة الفاشلة أي القضاء على أي أمل وقتل الروح الوثابة الطموحة بين الأهالي .
المستقبل الكردي في سوريا، كيف تراه استاذ صلاح؟
ج6 – في ظل الوضع المتردي وفقدان الثقة بالأحزاب السائدة وفشلها في صياغة المشروع القومي والوطني واستسلامها أمام نظام الاستبداد وتخليها عن قضايا شعبنا ليس أمامنا سوى استعادة الشرعية القومية والوطنية من جديد واعادة بناء حركتنا من خلال توفير الشروط اللازمة لعقد المؤتمر الوطني الكردي السوري بغالبية وطنية مستقلة شبابية من الجنسين ومشاركة حزبية غير طاغية حتى لاتتكرر المأساة مرة أخرى واقرار مشروع البرنامج السياسي الذي سيشكل نواة المشروع الكردي للسلام بشقيه القومي والوطني وانتخاب قيادة كفوءة بغالبية شبابية مستقلة لمواجهة التحديات الماثلة واعادة الأمور الى نصابها وترسيخ الشراكة النضالية على امتداد الأرض السورية وتعزيز العلاقات القومية المتساوية ولاأرى طريقا آخر لانقاذ مايمكن انقاذه وكلنا نرى ونسمع أن ما أطرحه الآن كحل وخيار أصبح مطلبا وطنيا واسعا بل هناك واضافة الى – بزاف – تجمعات ومنتديات تدعو الى ذلك حتى وان لم تكن كاملة الوضوح
كلمة اخيرة توجهها لحزب الاتحاد الديمقراطي والمجلس الوطني الكردي.
ج7 – اقول لهم : حلوا أحزابكم واعتذروا للشعبين الكردي والسوري وشاركوا بعد ذلك في المؤتمر الوطني الكردي السوري المنشود.
أجرى الحوار : ساروخان السينو - ديوارو.
[1]