طريق الكرد السوريين للخروج من المأزق
#صلاح بدرالدين#
الحوار المتمدن-العدد: 5868 - #09-05-2018# - 11:14
المحور: القضية الكردية
طريق الكرد السوريين للخروج من المأزق
صلاح بدرالدين
لم يعد سرا ما آلت اليه الحالة الكردية في سوريا من تراجع واذا كنا نضع بالاعتبار التأثير السلبي للعوامل الموضوعية الوطنية منها والاقليمية والدولية منذ أكثر من سبعة أعوام بعد نشوب الثورة التي كانت سلمية بالأساس ثم حولها نظام الاستبداد الى تدميرية ودينية ومذهبية واستخدم كل موارد وامكانيات الدولة لقمع الشعب السوري والكرد من بينه بل ابادته مستعينا بكل مارقي المنطقة والعالم وارهابييهم وميليشياتهم المذهبية مبيحا لهم الدوس على السيادة الوطنية فقط من أجل الحفاظ على الكرسي وادامة نظام دكتاتوري لفظه السورييون بغالبيتهم الساحقة فلايمكننا مقابل ذلك وبأي حال من الأحوال تناسي العامل الذاتي الكردي الأكثر سلبية والذي له الدور الرئيسي في حاضر الكرد ومستقبلهم .
الثورة السورية التي قامت من أجل الحرية والكرامة والتغيير الديموقراطي شكلت فرصة تاريخية لكل الطبقات والفئات والمكونات المظلومة والمضطهدة ( بفتح الهاء ) وفي المقدمة الشعب الكردي لتجميع القوى وتنظيم وتوحيد الصفوف وطرح البرنامج السياسي الموحد من أجل تحقيق انتصار الثورة أولا ثم بناء النظام الديموقراطي ووضع الدستور الجديد الذي يضمن الحقوق ويحميها واذا كان المشهد الوطني العام لم يكن على مايرام بعد سيطرة الاسلام السياسي على مقاليد المعارضة وتجيير الثورة لمصالح آيديولوجية عبر زجها بأتون مشروع ( أخونة ثورات الربيع ) بدعم اقليمي من النظام الرسمي ودولي أيضا في السنوات الأولى من عمر الثورة مما دفع كل ذلك الى خروج المعارضة من خط الثورة بل التآمر عليها ثم اجهاضها كما نرى المشهد الآن .
سوريا تعاني الآن وبالاضافة الى شرور نظام الاستبداد والاجرام المزمن من عدة احتلالات فهناك الاحتلال العسكري الروسي منذ أكثر من ثلاثة أعوام كطرف داعم وحليف ومشارك في قتل السوريين عبر أشد أنواع الأسلحة الحديثة فتكا متكئا على قواعد بحرية وبرية ومطارات عسكرية معتبرا نظام الأسد الطائفي قاعدة لادامة الاحتلال وترسيخ النفوذ وهناك الاحتلال الايراني عبر القواعد العسكرية والمواقع الميليشياوية ومخابيء ومصانع الأسلحة والأخطر تورطه في اللعبة الطائفية من تهجير قسري واعادة توطين وتغيير التركيب الديموغرافي في العديد من المناطق والمدن وهناك أيضا الاحتلال التركي لمنطقة عفرين ومناطق من ادلب وحلب ولاننسى الاحتلال الأمريكي أيضا لمناطق شاسعة في شرق وشمال شرق البلاد اضافة طبعا الى – احتلالات – ميليشيات حزب الله اللبناني .
من على منبر – كولان - أدق ناقوس الخطر
على الصعيد الكردي كان ومازال المشهد أكثر قتامة فلم يمر العام الأول من الثورة حتى حصلت تطورات سريعة عنوانها الرئيسي تصدر الأحزاب للمشهد الكردي السوري بعد ازاحة الوطنيين المستقلين والشباب الذين وقفوا مع الثورة وكان استبعادهم مطلبا من النظام رضخت له قيادات أحزاب ( المجلسين ) بتشجيع من الجوار الكردستاني الذي كان الرأي السائد فيه وقوف الكرد السوريين على الحياد كما تمنى ذلك الرئيس العراقي الراحل الذي أشرف – عن بعد - على تشكيل ( المجلس الوطني الكردي ) وتمويل مؤتمره التأسيسي أو الاصطفاف الى جانب النظام والوقوف ضد الثورة بحسب موقف – ب ك ك – وفرعه السوري – ب ي د – أو مجلس غربي كردستان .
وقد استمر الموقفان حتى الآن ومن دون أي تأثير في تغيير المعادلة الوطنية بل تعمقت عزلة الكرد السوريين عن الشؤون السورية ولم يتحقق في ظل هذه السياسات أي مكسب قومي للكرد السوريين بل ازدادت الفجوة توسعا في الصف القومي وضاع المشروع الوطني الكردي في زحمة الصراعات الحزبية وانفردت جماعات – ب ك ك – في اقامة سلطاتهم الأمر واقعية من منطلق رفض الآخر المختلف بل تخوينه أو تهجيره أو تصفيته مما أدى ذلك الى تفريغ المناطق خصوصا من العنصر الشبابي ولم تقدم أحزاب ( المجلس الكردي ) المنتهية الصلاحية والدور والفاقدة للمشروع الوطني البديل الأفضل بل أن ادارة صراعها ضد الطرف الآخر كانت لمصلحة تعزيز نفوذ – ب ي د – وخسارتها للبقية الباقية من الأعضاء والأنصار .
سوريا تشهد حاليا سيناريوهات متعددة الجوانب والأهداف وعلى أرضها يستمر الصراع بين القوى الخارجية عبر الوكلاء أو مباشرة بعض الأحيان ومازالت الحروب الصغيرة والمتوسطة مستمرة والمناطق الكردية تعاني الأمرين أولا فقدان منطقة عفرين بسبب التصرفات المغامرة لجماعات – ب ك ك – أي أن ثلث الكرد السوريين أرضا وشعبا بات في مهب الريح والبقية الباقية معرضة لكل الاحتمالات اما لاعتداءات وبراميل النظام أو للاحتلال التركي أو لزحف الهلال الشيعي الايراني – العراقي والكرد بقيادة أحزابهم المتصدرة للمشهد لاحول لهم ولاقرار ولا برامج ولا خطط للخلاص .
صحيح أن مسؤولية فشل العامل الذاتي الأساسية تقع على عاتق قيادات الأحزاب من ( المجلسين ) ولو بصورة متفاوتة ولكن كل الشعب الكردي السوري مسؤول عن واقعه ومصيره وأن العاملين الوطني السوري والكردستاني لهما حصة من المسؤولية وعلى مختلف الأطراف المعنية البحث عن عمل انقاذي سريع ولاشك وكما نعتقد أن قبول مبدأ المؤتمر القومي – الوطني الكردي السوري هو المخرج من الأزمة والاستعداد للمساهمة في عقده وانجاحه هو الطريق الأسلم والاستعداد للمشاركة في لجنة تحضيرية مستقلة نزيهة هو المقياس لصدقية الرضوخ للمصلحة القومية والوطنية ومن على هذا المنبر أوجه النداء الى الجميع لدعم واسناد الوحدة والاتحاد وأن حركة كردية سورية قوية وموحدة هي انتصار للجميع وخصوصا لحركة المعارضة الديموقراطية السورية والحركة الوطنية الكردستانية عموما ومركزها المتقدم اقليم كردستان العراق على وجه الخصوص.[1]