سوريا وكردها والمستقبل الغامض
#صلاح بدرالدين#
الحوار المتمدن-العدد: 5701 - #17-11-2017# - 14:46
المحور: القضية الكردية
سوريا وكردها والمستقبل الغامض
صلاح بدرالدين
تكاد معادلة الصراع على سوريا من جانب القوى الخارجية المعنية بالملف السوري العالمية منها والاقليمية تستفرد بقرار تقرير مصيرحاضر بلادنا ومستقبلها وتعطل كل فعاليات الصراع في سوريا الطامحة في ترتيب الأوضاع الداخلية بما فيها النابعة من قوى وعناصر خندق الثورة والتغيير حتى خيار اعادة بناء العمل الثوري وانقاذ مايمكن انقاذه عبر انجاز ( المؤتمر الوطني الجامع ) لتحقيق المراجعة النقدية الشاملة لستة أعوام حبلى بالأحداث والتطورات والدروس والعبر والقليل من الانتصارات والكثير من الاخفاقات لم يعد من أولويات المعارضة الفاشلة بدءا من – المجلس الوطني ومرورا بالائتلاف وانتهاء بالهيئة التفاوضية – التي تسير منذ البداية في ركب النظام العربي والاقليمي الرسمي وتحمل أجنداتها المعادية من حيث الجوهر للديموقراطية والتقدم والتغيير .
سوريا دولة وشعبا بشرا وحجرا حاضرا ومستقبلا موقعا ودورا تتوزع الآن من خلال بازارات ( جنيف وسوتشي وأستانا وحميميم والرياض ) بين حدود نفوذ الأطراف الخارجية والمحتلين والأقوى سينال الحصة الأكبر ولاشك أن السوريين وخصوصا الموالين للثورة هم الحلقة الأضعف في كل مايجري الآن على حساب السيادة الوطنية وحق تقرير المصير والحرية والاستقلال من جانب آخر فان مايفرض بالقوة على شعبنا لن يكون الا أمرا وقتيا غير ضامن للسلام سرعان ماتتغيير المعادلات أمام ارادة الشعب ليقول كلمته الفاصلة ان لم يكن عبر الثورة والمقاومة ان لم تتوفر الشروط فقد يكون بالنضال السلمي وفي أطر منظمات المجتمع المدني والحوار بين المكونات والتيارات السياسية هذا ما نتنبؤ به على الصعيد الوطني السوري العام .
أما بشأن الساحة الكردية السورية فهناك مؤشرات على ظهور ونمو قوى مجتمعية شبابية فاعلة تطمح في ترسيخ خيار النضال المدني السلمي عبر الحوار واعادة البناء مثل – بزاف - الذي يعبر عن طموحات الغالبية من شعبنا الكردي السوري ومسؤولية في العمل على اعادة بناء حركتنا الكردية وبقدر مانحن في – بزاف - معنييون بانجاز المشروع القومي – الوطني الكردي في اطار الحركة الديموقراطية والثورية في سوريا نرى أن شعبنا مغيب – دورا وحقوقا - عن مؤتمرات ( جنيف والرياض 2 وحميميم وسوتشي وأستانا ودمشق ) والتي تدار فعليا من جانب الدول المحتلة لبلادنا ونظام الاستبداد وحتى تحقيق مانصبو اليه من عقد المؤتمر السوري الجامع لن نبق متفرجين بل سنواصل حراكنا المدني ضد الاستبداد ومن أجل اعادة اللحمة والتكاتف وترسيخ ثقافة الاعتراف المتبادل بين الكرد والعرب وسائر مكونات بلادنا ووضع الأسس الثابتة من أجل تحقيق السلام واعادة الاعمار وصولا الى سوريا ديموقراطية تعددية تشاركية .
ومثال على ما نرمي اليه تم التوقيع قبل أيام في – بروكسل – على مذكرة اتفاقية تعاون وعمل مشترك بين كل من ( المؤسسة الأوروبية للسلام التابعة للاتحاد الأوروبي ومركزها بروكسل ) ( وجمعية الصداقة الكردية العربية ومركزها أربيل عاصمة اقليم كردستان العراق وهي منظمة مؤيدة لأهداف – بزاف - ) تقضي باقامة منبر مستدام للحوار الكردي العربي في سوريا خصوصا والعراق والمنطقة بشكل عام ودعم السلم الأهلي والاستقرار والعيش المشترك والعمل على بناء شراكة كردية عربية حقيقية مبنية على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة لادارة المنطقة ودعم استقرارها ومنع جميع التنظيمات والجهات الارهابية والطائفية من استغلال النعرات العنصرية والقبلية لافتعال حروب بين الكرد والعرب تحت اي مسمى او ذريعة او شعار وكذلك العمل الجاد لتحقيق الرعاية والتوجيه مابين الاقليمي والدولي وتفعيل المنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني للقيام بدورها ولتحقيق الأهداف الآنفة الذكر سيتم البدء بتنظيم مؤتمرات ولقاءات وندوات وأنشطة ثقافية واعلامية لاغناء وتعزيز الحوار العربي الكردي والسلام المجتمعي والتحاور حول طبيعة أنظمة الحكم مستقبلا وسياسات دعم الاستقرار والتنمية الاقتصادية واعادة الاعمار .
وكانجاز في غاية الأهمية في هذا السياق المدني وبرعاية المركز الأوروبي للدستور والحقوق الإنسانية تقدم 13 سوريا بدعويين جديدتين أمام القضاء الألماني في برلين ضد جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب على خلفية عمليات تعذيب في سجون النظام السوري وكان سبعة سوريين تقدموا في اذار/مارس بشكوى بحق 17 مسؤولا في سوريا بينهم اللواء علي المملوك رئيس مكتب الأمن الوطني السوري واللواء جميل حسن رئيس المخابرات الجوية فكل التقدير للناشطين الحقوقيين – أنور البني ومازن درويش – وللناشط الشبابي المعتقل السابق عضو لجنة المتابعة في – بزاف – ألمانيا - شبال ابراهيم - والمعتقل السابق – يزن – على مبادرتهم ومساهمتهم في رفع الدعوى ضد نظام الاستبداد المجرم .
كما أكدنا عليه سابقا وطالبنا بضرورة الوحدة والاتحاد بين كرد سوريا وقواهم الفاعلة ونتمسك بانجاز المؤتمر القومي الوطني الكردي للخروج ببرنامج سياسي ومرجعية قيادية شرعية لأن الاصطفافات الحزبية الراهنة عاجزة عن تمثيل طموحات شعبنا وحمل مشروعه القومي بل تسيء الى تاريخه ودوره في المسألة الوطنية الديموقراطية وفي قضية العيش المشترك مع عرب سوريا وباقي مكونات الوطن ومسار الأحداث يؤكد مانذهب اليه .
ف - ب ي د - يطالب ببقاء القوات الأمريكية في سوريا حتى تحقيق الحل السياسي ( وهو غير الحل الذي يطالب به سورييو الثورة وضمنهم الكرد ) ومادام هناك تدخل تركي وايراني وفي حين لايمكن الا الترحيب بالاشارة الى تدخل ايران وفي الوقت ذاته لايجوز التغاضي عن وجود أربعة احتلالات لبلادنا وهي ( الروسية والايرانية والتركية والأمريكية ) ومما لاشك فيه أن الاحتلال لايختلف بين هذا وذاك ولكن الروسي هو الأخطر وكان سببا رئيسيا في بقاء نظام الاستبداد يليه الايراني لطبيعته العنصرية والطائفية البغيضة وهنا لانريد استباق الأحداث ولكن يبدو أن – ب ي د – ينطلق فقط من مصالح حزبية فلايمكنه البقاء من دون غطاء خارجي لأنه ببساطة غير مقبول شعبيا .
أما – المجلس الوطني الكردي – فهمه الوحيد أيضا هو الحفاظ على اسمه وتركيبته المفككة الراهنة وعلى استعداد لركوب الموجة مادام له تمثيل في محافل وكيانات حتى من دون تأثير بل كملحق في معظم الأحيان وكما تشير التسريبات فانه سيشارك في الرياض 2 ضمن الائتلاف وليس كطرف مستقل بالرغم من أن الأوساط السعودية – الخاصة – المشرفة على ادارة المؤتمر قد تستمزج رأي ( المجلس ) في دعوة عدد من الكرد باسم المستقلين الذين لن يكونوا الا ضمن الموالين الحزبيين وفي الحالتين ليس لشعبنا الكردي من يمثله الآن ويعبر عن طموحاته المشروعة.[1]