على هامش تطورات كردستان العراق
#صلاح بدرالدين#
الحوار المتمدن-العدد: 5679 - #25-10-2017# - 01:29
المحور: القضية الكردية
1 - أخطأت ادارة – أوباما - عندما تعاملت مع حركات الاخوان المسلمين وهي الدينامو الأساسي في الاسلام السياسي بداية اندلاع ثورات الربيع واعتمدتها كمحاور باسم ثورات الشعوب كطرف ( اسلامي سني معتدل ) واليوم تعيد ادارة – ترامب – الخطأ ذاته عندما تعتبر أحد أجنحة حزب الدعوة العراقي وهو طرف رئيسي في الاسلام السياسي الشيعي التابع لولي الفقيه ذلك الطرف الذي يقوده – حيدر العبادي – باعتباره من يمثل الاعتدال ويمكن الركون اليه في ترتيب البيت العراقي وانقاذه من براثن حكم طهران في الخطأ الأول دفعت شعوب ثورات الربيع الثمن وفي الخطأ الثاني العراقييون وفي مقدمتهم شعب كردستان مرشحون أن يكونوا الضحية .
2 - تحرك دولي لافت وضاغط في الساعات الأخيرة بشأن تطورات الوضع بكردستان العراق فبالاضافة الى حراك بعض الدول الاقليمية والمحاولات الأمريكية المستمرة بادر اليوم الرئيس الفرنسي – ماكرون – باجراء اتصال تلفوني مع الرئيس مسعود بارزاني دار حول الوضع الراهن وسبل حل الأزمة والحوار السلمي من أجل انهاء الحالة غير الطبيعية التي يمر بها شعب كردستان العراق ولاشك أن مواصلة النشاطات الاحتجاجية السلمية في الخارج من جانب الوطنيين الكرد ستساهم في افهام العالم مدى خطورة الوضع وضرورات التدخل .
3 - شهد اليوم الأحد فعاليات تضامنية من الوطنيين الكرد المستقلين خصوصا في معظم البلدان والمدن الأوروبية مع حق شعب كردستان العراق بتقرير المصير وضد عدوان مراكز القوى المذهبية في بغداد والمجاميع الميليشياتية الايرانية بقيادة – قاسم سليماني – وقد تستمر وبالرغم من أن مثل هذه الفعاليات تعد رمزية ولاتنتقص من قيمتها ان كانت بأعداد هائلة أو قليلة الا أنه كان واضحا مدى الانقسام العميق والصورة السيئة الخاطئة لفهم طبيعة الصراع الداخلي وعدم فهم معادلة التمايز في اطار المصير المشترك ليس بين تيارات الشعب الواحد كمثال نأي أنصار – ب ك ك – بالنفس عن المشاركة بل أيضا بما يتعلق بشركائنا العرب السوريين والعراقيين من الديموقراطيين الذين نواجه نحن واياهم نفس الأعداء والخصوم ونسعى جميعا الى الحرية لقد وصل التضامن بكل أسف على المستويات القومية والوطنية والأممية الى أدنى مستوياته .
4 - من ألف باء أصول العلاقات الكردية – الكردية في الأجزاء الأربعة عدم التدخل بشؤون البعض واحترام خصوصيات البعض الآخر وتبادل الدعم المعنوي والمادي وقت الحاجة وبالرغم من اختراق هذه القاعدة من جانب البعض ( الكبار ) في مراحل معينة وكان ثمنه باهظا ومكلفا وآثاره سلبية على مسار حركتنا الكردية السورية حيث سيأتي الوقت الذي يمكن التأمل حوله بهدوء الا أننا وازاء مايخطط لأشقائنا في كردستان العراق وانجازاتهم القومية الهائلةعلينا بذل الغالي والرخيص من أجل التضامن معهم ومع من يحظى بثقتهم من القادة من دون شروط والابتعاد عن نزعة التشفي أو الظهور بمظهر ( الأستذة ) وتلقين الدروس أو الدخول في تفاصيل لانعرفها وليس من وظيفتنا الولوج فيها كما يحاول الآن بعض مواطنينا من أشباه ( السعادين ) وأحكامهم مطعونة فيها لأنهم كانوا ( ومازالوا ) اما أسرى لآيديولوجيا – ب ك ك – أو أيتام ( منصورة والمملوك ) .
5 - نشر القيادي والاعلامي البارز بأربيل الأستاذ – سرو قادر – بوستا البارحة ناشد فيه وسائل الاعلام المحلية والصحافيين بتوخي الحذر والدقة في نشر الأخبار والاحجام عن بث الشائعات التي قد ترتد سلبا على صمود الشعب والمزاج العام في الظروف الشديدة الخطورة التي يمر بها الاقليم ومن جانبي أتوجه الى أشقائي الكرد السوريين بالقول : لاتسعوا الى الحلول مكان الأشقاء في التقييم والاختيارات وتعظيم هذا وتخوين ذاك فهناك في كردستان العراق زعيم مجرب وقادة ومفكرون وساسة بمقدورهم مراجعة ماحصل وتشخيص الخطأ والصواب واتخاذ مايلزم من اجراءات حول الحاضر والمستقبل وان كان لدى البعض اجتهادات حول الأمور الداخلية فليرسلها عبر الوسائط المتعددة الى أصحاب القرار هناك وكمثال كم كان استغرابي شديدا عندما وزع البعض – يوتيوب – غير واضح المصدر والمعالم على أنها قصف طيران ( مجهول !؟) للحشد الشعبي وقد يكون من وراء نشرها نظام شرق أوسطي كريه أشد سوءا من أنظمة طهران ودمشق وأنقرة .
6 - القيادة السياسية لاقليم كردستان العراق وهي تحمل تراثا تاريخيا غنيا من دروس النكبات والانتصارات منكبة الآن في مراجعة تقييمية شاملة وباالعمق بشأن ماحدث في الأيام الأخيرة وكما أفهم فانها تنطلق من مسلمات الحفاظ على أمن وسلامة شعب كردستان وقطع الطريق على شرور وكوارث الاقتتال الكردي – الكردي وصيانة الانجازات وهي كبيرة وثمينة والاستعداد للتحاور مع الجميع في الداخل العراقي والخارج وقد يستفيق المجتمع الدولي في يوم ما ويعرف قيمة المضمون الديموقراطي والانساني والحضاري لتجربة الاقليم وقد يندم – التحالف – الدولي مع حلفائه العرب والاقليميين قبل الكل عندما يروا ممر – قاسم سليماني – من جلولاء عبر كركوك والموصل وشنكال وربيعة والقامشلي وحتى اللاذقية أصبح آمنا وسالكا بعد انسحاب قوات البيشمركة وبالتالي ومع كل الوطنيين الغيارى آمل أن تمر المصيبة بسلام وبأقل الخسائر.
[1]