المناطق الآمنة .. كيف ولماذا
#صلاح بدرالدين#
الحوار المتمدن-العدد: 5506 - #29-04-2017# - 20:55
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
بعد الضربة الجوية التركية لمواقع عسكرية ل– ب ي د – قبل نحو اسبوع في قراجوخ بمنطقة ديريك المحاذية لكل من الحدود السورية – التركية والسورية مع حدود اقليم كردستان العراق ارتفعت من جديد أصوات تنادي بمنطقة حظر طيران وهذه المرة ليست من جانب أنصار الثورة السورية والمعارضة بغية حماية المدنيين والمناطق المحررة من سيطرة نظام الاستبداد ولا من الحكومة التركية بهدف اقامة ملاذ للاجئين السوريين يفرون من الحرب لكي يتم التخفيف من الضغط والتكاليف عن كاهلها في الشمال السوري والشمال الغربي ولامن الحكومة الأردنية لمنطقة آمنة في جنوب سوريا لأهداف مشابهة للهدف التركي بل من طرف – ب ي د – لحماية سلطتها الحزبية الأمنية والعسكرية والادارية والذي كان ضد مبدأ وتفاصيل المناطق الامنة في كل سوريا منذ ستة أعوام وحتى الآن تماما مثل مواقف النظام وايران وروسيا .
بعد وصول الخطر الى باحة داره بدأ – ب ي د – يرفع شعار منطقة حظر طيران ( طبعا ليس المقصود طائرات النظام ولا المحتلين الروس والايرانيين ) مهددا بوقف العمليات العسكرية لتحرير الرقة من جانب – قوات سوريا الديموقراطية – اذا مااستمرت الغارات الجوية التركية مما دفع ذلك الجانب الأمريكي وهو الراعي الأول والوحيد لحملة تطهير الرقة من ارهابيي – داعش – والمراهن أساسا على قوات جماعات – ب ك ك – المدربة الآتية من جبال – قنديل – الى ممارسة الضغط على حكومة أردوغان وتسيير دوريات سيارة مدرعة تحمل العلم الأمريكي في بعض المناطق الحدودية بمحافظة الحسكة كاشارة الى توفير نوع من الحماية والاطمئنان واستمرارية العمل حسب الخطط الموضوعة بشأن الرقة ومن الملفت وكما توقعنا سابقا فان مابين – ب ي د – وأمريكا لايتعدى موضوع الرقة والخلاف التكتيكي القابل للحل في أية لحظة مع تركيا انطلاقا من مصالح – ب ك ك – وليس الشعب الكردي السوري ولايتناول مستقبل الكرد السوريين وحقوقهم كماتدعي الماكينة الاعلامية الأبوجية الدعائية .
كماأنه ليس مقبولا أو مرحبا به على الصعيد الوطني السوري أية اجراءات أحادية الجانب واقامة سلطات أمر واقع في اية منطقة سورية لاتحظى باالاجماع والتوافق الوطني لكل المكونات فانه وبالوقت ذاته لايجوز الاستجابة لامن جانب أمريكا وغيرها من ( أصدقاء الشعب السوري ) لمطالبات حزبية بمعزل عن الارادة الوطنية للشعب السوري ومصالح ثورته كما في الحالة الراهنة المتعلقة بطلب – سلطة ب ي د – بحظر طيران لحماية مؤسساتها الحزبية وليس للدفاع عن أية حقوق قومية كردية مكتسبة معترفة بها كرديا ووطنيا ودوليا تلك السلطة المفروضة كأمر واقع والمقامة أساسا من دون اجماع كردي ولا توافق وطني بل بدعم نظام الاستبداد وايران وقيادة قنديل الآبوجية العسكرية .
وبدلا من الموقف الأمريكي الراهن غير المفهوم والاشكالي من سلطة – ب ي د – ونشر قواته لحماية سلطة حزبية دكتاتورية مقامة ضد ارادة الكرد السوريين كان من الأنسب ممارسة الضغط على حليفه الجديد المزمع استخدامه وقودا في معارك خارج المناطق الكردية السورية من أجل التجاوب مع ارادة الغالبية الكردية في التفاهم والمصالحة وتحقيق الاجماع الكردي الوطني وحماية المؤتمر الوطني الكردي المنشود والمطروح كمشروع من جانب – بزاف – منذ أعوام في أية بقعة من أرض الوطن الذي تنادي به الأغلبية الساحقة من شعبنا من الكتلة التاريخية للمستقلين الوطنيين والحراك الشبابي من أجل صياغة البرنامج القومي والوطني المكمل للبرنامج السياسي للثورة والمعارضة لدى شركائنا العرب السوريين وسائر المكونات .
كان ومازال مطلب المناطق الآمنة لكل أو أجزاء من مناطق البلاد شعارا وطنيا سليما من أجل حماية الثوار ومعارضي النظام والمدنيين المسالمين ووقف عمليات القصف الجوي والمدفعي والصاروخي ورمي البراميل المتفجرة ان كان من جانب قوات النظام أو القوات الروسية أو الايرانية أو التركية كما أن اقامة المناطق الآمنة حول سوريا وحدودها المشتركة مع تركيا والاردن ولبنان واقليم كردستان العراق بات من المسائل الملحة التي على أصدقاء الشعب السوري والمجتمع الدولي تحمل مسؤولية تحقيقها .
أما مفهومنا لطبيعة المناطق الآمنة فيختلف عن نظرة الفرقاء الآخرين من دول وجماعات التي تنطلق من مصالحها الخاصة الضيقة وأهداف أمنها الذاتي فالأمر كما نرى لايتعلق بحظر الطيران العسكري وتبعاته من الجو فحسب على مناطق تمتد ألاف الكيلومترات طولا على الحدود الدولية ومئات أو عشرات الكيلومترات عرضا في العمق السوري بتحقيق الأمن والأمان والحماية على الأرض أيضا وذلك بطرد ادارات وأجهزة وقوى نظام الاستبداد والجيوش والميليشيات ان وجدت بتلك المناطق وابطال كل ماصدر عن سلطات الأمر الواقع من أية جهة حزبية أو فصائلية كانت وعودة النازحين والمهجرين السوريين الى تلك المناطق من تركيا والاردن ولبنان وكردستان العراق كمرحلة أولى ثم من أوروبا والدول الأخرى بمراحل لاحقة وبصورة طوعية وانتخاب ادارات شعبية جديدة لادارة الشؤون الحياتية وتوفير مستلزمات الحياة الكريمة الحرة .
من جهة أخرى لن تكتمل أمن وسلامة هذه المناطق الا بحظر السلاح ومنع المسلحين من الظهور وتحديد أماكن ومعسكرات خاصة لمقاتلين من أجل محاربة – داعش – والقوى الارهابية الأخرى وذلك بالتعاون والتنسيق مع التحالف الدولي لمحاربة الارهاب ولاشك أن بيشمركة – روز – من كرد سوريا المتواجدين الآن في اقليم كردستان العراق سيكون لهم دور بارز الى جانب المقاتلين الكرد السوريين التابعين ل – ب ي د - في محاربة الارهاب وذلك بضمانة واشراف الطرف الأمريكي وتنسيقه مع قيادة بيشمركة كردستان العراق .
ان المناطق الآمنة في سوريا تفرض لحماية فئات ومجموعات لاتستطيع حماية نفسها ويتم فرضها بمقتضى قرار من مجلس الأمن كما يتم تكليف دولة أو اثنتين بتنفيذ هذا القرار كما تهدف المناطق الآمنة الى توفير التدخل الانساني من خلال ممرات آمنة لحماية مدنيين حقوقهم مهدورة ويتعرضون للمخاطر من خلال قرار يصدر عن مجلس الأمن بناء على توصيات لجنة حقوق الانسان التابعة لمجلس حقوق الانسان وقد تدخلت الأمم المتحدة في عدد من الدول سابقا .[1]