نحواعادة النظر في تعريف المعارضة والكرد
#صلاح بدرالدين#
الحوار المتمدن-العدد: 5478 - #01-04-2017# - 14:30
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
أمام اصطدام وفد ( الهيئة التفاوضية ) مرة اخرى في جنيف 5 بالجدار المسدود وانسداد الآفاق أمامه لأي اختراق محتمل وأمام حالة الاحباط المستمرة خاصة بعد اعلان الموقف المعلن للادارة الأمريكية الجديدة باعتبار رحيل الأسد ليس من الأولويات في حين كانت ومازالت المعارضة تتمسك به كشعار وحيد مع قبول ضمني لبقاء النظام ومؤسساته يعتقد البعض أنه حان الوقت لغياب كل مسميات المعارضة عن المشهد من ائتلاف وبقايا المجلس ووفد الهيئة التفاوضية وافساح المجال لتشكيلات الجيش الحر وفصائل الثورة والحراك الوطني المدني وتجمعات الشباب لاعادة هيكلة نفسها وتعزيز وحدتها عبر مؤتمر وطني عام وكمايبدو فان العقبة الأساسية أمام هذا الاحتمال هي أن القوى الخارجية المعنية بالملف السوري وبرضا وتشجيع النظام وحلفائه وأتباعه وميليشياته لن تسمح بحصول ذلك وستواظب على رعاية أطياف المعارضة الراهنة ومدها بأسباب الدوام والاستمرارية من مالية ولوجستية في سبيل ادامة أمد ادارة الأزمة السورية على قاعدة توافقات توزيع مناطق النفوذ وليس حلها ولن تجد بأفضل من مثل هذه الهياكل المعارضة لتنفيذ المهمة .
فمنذ الاعلان عن ( المجلس الوطني السوري ) بتركيبته الحزبية التقليدية المشوهة ومن ثم ترحيل أمراضه الى – الائتلاف – الذي رهن نفسه للنظام العربي – الاقليمي الرسمي وأنجب – الهيئة التفاوضية كمولود غير شرعي ومنذ أن ظهر – المجلس الكردي – من نفس الطينة الحزبية البالية قالت الغالبية الوطنية كلمتها للجميع : اذا كنتم تريدون تمثيل ثورتنا عن حق عليكم العودة الى الشعب واعادة بناء مؤسسات ثورية ديموقراطية منتخبة ومخولة عبر المؤتمرات الوطنية الجامعة من دون وضع الملامة على آخرين واختلاق الذرائع والتهرب من المسؤلية كما يفعل الائتلاف أو تضليل الناس ( بالانسحاب أو نصف الانسحاب أو ربعه ) كما يفعل المجلس الكردي .
أما بشأن متاجرة القوى الخارجية والنظام وأعوانه بمسالة الحرب على الارهاب نقول هناك فرق شاسع في منطلقات ودوافع محاربة تنظيم – داعش – الارهابي بين فريقين في سوريا خصوصا والمنطقة عموما : واحد مبدئي من أجل القضاء على مجموعة اسلامية سياسية خطيرة تهدد المجتمع بالفتنة والابادة وفي سبيل السلم الأهلي والتفرغ لنصرة الثورة ولمواجهة ارهاب الدولة الذي يقوده نظام الاستبداد وفريق آخر يرفع شعار ( محاربة داعش ) لأهداف سياسية بغية – الاغتسال – من وصمة الارهاب والتستر على ارهاب النظام وتطبيق الأجندة الحزبية ومواجهة الثوة ومحاربة الجيش الحر واثارة المعارك الجانبية واطالة أمد خراب سوريا وأزمتها وخلق سلطات أمر واقع مستحدثة وخرائط جديدة بقوة سلاح الميليشيات وبمعزل عن الاجماع الوطني الشرعي وباستطاعة أي وطني سوري وبسهولة معرفة أطراف الفريقين .
الورقة الكردية السورية والبازار السياسي
منذ الاعلان عن ( المجلس السوري ) بتركيبته الحزبية التقليدية المشوهة ومن ثم ترحيل أمراضه الى – الائتلاف – الذي رهن نفسه للنظام العربي – الاقليمي الرسمي وأنجب – الهيئة التفاوضية كمولود غير شرعي ومنذ أن ظهر – المجلس الكردي – من نفس الطينة الحزبية البالية قالت الغالبية الوطنية كلمتها للجميع : اذا كنتم تريدون تمثيل ثورتنا عن حق عليكم العودة الى الشعب واعادة بناء مؤسسات ثورية ديموقراطية منتخبة ومخولة عبر المؤتمرات الوطنية الجامعة من دون وضع الملامة على آخرين واختلاق الذرائع والتهرب من المسؤلية كما يفعل الائتلاف أو تضليل الناس ( بالانسحاب أو نصف الانسحاب أو ربعه ) كما يفعل المجلس الكردي .
وفي الساحة الكردية تبدو الصورة أشد قتامة ومايضاعف من تعقيداتها جهل الآخرين لتفاصيلها وحقائقها وخصوصياتها ابتداء من أطياف المعارضة ومرورا بالجوار والمحيط العربي وانتهاء بالأمريكان والروس والأوروبيين فمنظار كل طرف يستند الى مصالحه وتتحول القضية الكردية لديهم الى سلعة للمقايضة وورقة للاستخدام ولايهم لديهم من يمثل الكرد والحركة الوطنية الكردية ومن يحمل أجندات ايرانية أو يمارس الارهاب الآيديولوجي أو يعمل باالمنطق الحزبوي الضيق ومن يحمل مطامح الشعب الكردي ويؤمن بالثورة والتغيير الديموقراطي واالعيش المشترك في سوريا حرة تعددية تشاركية موحدة كل مايهمهم هو مدى استعداد طرف كردي ما الرضوخ لشروطهم وتقديم من يقاتل على الأرض تحت امرتهم وفي خدمة أهدافهم .
المشكلة أن نظرة المحيطين الداخلي والخارجي للشأن الكردي السوري لاتتعدى القشور حيث تستند الى مقاييس خاطئة بالتعامل مع الأحزاب واعتبارها ( الممثل الشرعي والوحيد ) للشعب الكردي متجاهلة وجود غالبية المجتمع الكردي خارج التنظيمات الحزبية ودور الوطنيين المستقلين والحراك الشبابي الثوري وممثلي منظمات المجتمع المدني والذي يشكل بمجموعه الكتلة التاريخية الضامنة للحركة الوطنية الكردية والمعبرة عن طموحات ومصالح الشعب والمشكلة الأخرى أن هذا الواقع ينطبق على الحالة الوطنية السورية أيضا فمن يدعي الآن التمثيل الشرعي الوحيد للسوريين وثورتهم يجافون الحقيقة والواقع ولايمثلون الا أنفسهم وهنا تختلط الأمور ببعضها وتغيب الحقيقة وتسود قوى الظلام ويحل الزائف محل الأصيل .
[1]