في مسلمات اعادة بناء الحركة الكردية السورية
#صلاح بدرالدين#
الحوار المتمدن-العدد: 5284 - #13-09-2016# - 13:28
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
منذ ظهور الحركة الوطنية الكردية السورية بأشكالها التنظيمية وتعبيراتها السياسية وكياناتها الحزبية وتياراتها وألوانها كانت تحمل في أحشائها بذور التطوير والتجديد بصور وتجليات شتى واذا كنا نعتقد وفي حالتنا الخاصة أنه ليس كل ظاهرة خلافية وصراعات جانبية هنا وهناك في غضون عقود ثمانية من عمر الحركة كانت تنشد التجديد الا أنه لايمكن تجاهل محطات رئيسية بارزة على هذا الطريق مثل الانقسام ( العمودي والأفقي ) الأول في جسم الحركة عام 1965 بشأن جملة قضايا خلافية حول تعريف الوجود والحقوق والدور والموقع حيال المحيطين الوطني والقومي والذي أفرز التيار القومي الديموقراطي اليساري الذي مازال يشكل الرافعة الأساسية كنهج وثقافة وخطاب سياسي بالرغم ما لحق به من تمزق وتشرذم تنظيمي .
لقد تزامن صعود التيار القومي الديموقراطي في وجه النزعة اليمينية الانتهازية كرديا مع بدايات اختراق النظام لصفوف الحركة والذي وجد في جماعة اليمين مدخلا مناسبا للتمدد والتأثير لذلك لم تكن مهام القيادة المرحلية المنبثقة عن كونفرانس الخامس من آب أحادية الجانب بل ثنائية في معركته السياسية ضد التوجه اليميني الكردي والاختراق الأمني معا وسوية أما ظاهرة الانقسامات التي تلت تلك المرحلة فجاءت في خضم واقع مؤسف كانت الكلمة الأولى فيها لمراكز الأجهزة الأمنية وخاصة المسؤولة منها عن الملف الكردي الى درجة أنه كان لكل جهاز من الأجهزة الخمسة الرئيسية نصيب من الكتل والجماعات المستحدثة .
مانحن بصدده اليوم بخصوص مشروع الانقاذ والتجديد واعادة البناء يختلف عن جميع المراحل السابقة بمهامه وآلياته ووسائله ومناخه السياسي الوطني وعوامله القومية الكردية وأهدافه القريبة والبعيدة ويتخذ على ضوء ذلك أهمية استراتيجية كبرى لاتقل عن تحولات آب قبل نحو نصف قرن من الزمان لذلك من الضرورة بمكان العمل الجاد ومنذ الخطوة الأولى من أجل توفير أسباب النجاح وكما أرى عبر أخذ المسلمات التالية بعين الاعتبار :
الأولى – أن مهمة اعادة البناء تخص مصير ومستقبل الشعب الكري في سوريا وهي فوق الطبقات والفئات والأهواء والأحزاب والجماعات والآيديولوجيات وتدور حول اعادة التوازن الى وجوده المهدد بالزوال وموقع حركته الوطنية المفقود وطنيا وقوميا ودورها في رسم المستقبل وتحديد المصير .
الثانية – توفر القناعة التامة بمحاذير وأضرار ماهو قائم الآن على صعيد الأحزاب من سطوة مغامرات سلطة الأمر الواقع العائدة الى تفرعات – ب ك ك – وانكفاء الأحزاب التقليدية وفشلها حتى بالحفاظ على وجودها التنظيمي والسياسي وبخطورة السياسات الحزبية المتبعة وتاثيراتها القاتلة على الوجود والحقوق وفي هذا المجال ليس المطلوب القضاء على ماهو سائد بل تغييره وتطويره سلميا عبر الحوار وازاحة ماهو ضار بالبحث عن الأفضل والأسلم من خلال الكتلة التاريخية من المستقلين والحراك الشبابي ومنظمات المجتمع المدني .
الثالثة – اعتبار المبادرة الراهنة في برنامج اعادة بناء الحركة الوطنية الكردية السورية محاولة في العودة الى تعزيز المشروع الوطني الكردي التاريخي واصلاحه وتقييمه فكريا وسياسيا وثقافيا وتنقيته من الأدران العالقة واعادة تعريف الحركة ومهامها وأهدافها وشعاراتها على ضوء المستجدات الوطنية والكردستانية والتأكيد مجددا على الاستحقاق الكردي في تقرير مصيره السياسي والاداري في اطار سوريا الديموقراطية الجديدة الموحدة .
الرابعة – التأكيد على المصير الوطني الواحد على قاعدة العيش المشترك مع الشريك العربي والمكونات الأخرى في أجواء الحرية والسلم الأهلي والمساواة في الحقوق والواجبات وعدم الانجرار للدعوات المشبوهة الصادرة من الأطراف الخارجية المؤججة للصراعات ذات الطابع العنصري واتخاذ الحذر الشديد من محاولات استخدام الكرد كأداة في ضرب وحدة البلاد أو رأس حربة لتنفيذ مخططات الآخرين مع الأخذ بعين الاعتبار أن مصير بلادنا الآن بأيدي الآخرين ومصيرنا كمصير شركائنا بالوطن في حال فرض أية مخططات جديدة بالقوة وبمعزل عن ارادة شعوبنا كما حصل قبل قرن من الزمان .
الخامسة – في مسالة العلاقات القومية اعتبار انجازات شعب اقليم كردستان العراق مكاسب قومية ناتجة عن التوافق الكردي العربي يجب الحفاظ عليها وتطويرها والتمسك بالعلاقات الأخوية مع رئاسة الاقليم التي تشكل مركزا قوميا مرموقا مجربا معنيا بشكل ايجابي بالملف الكردي السوري والوقوف الى جانب نضال الكرد في كل من كردستان تركيا وايران من أجل حق تقرير المصير وفي الحالة الراهنة يعتقد أن الشكل الأمثل للعلاقات القومية هو التنسيق والتعاون واحترام خصوصيات الآخر والتشديد في الحفاظ على الشخصية الوطنية الكردية السورية المستقلة ورفض أي الحاق قسري أو أي تجيير لقضية كرد سوريا لمصالح أحزاب وجهات في صراعاتها الخاصة كما تقوم بها الآن قيادة – قنديل – لحزب العمال الكردستاني التركي .
السادسة – المشروع الراهن ليس عملا انقساميا كما كان الحال في صراعات الأحزاب بل هو عمل فكري ثقافي سياسي متمم ومكمل للمسيرة التاريخية المتجددة في الحركة الكردية وهو جهد عقلاني غير مغامر وطويل النفس غير متسرع نابع من مصالح الشعب الكردي ومعبر عن الغالبية الساحقة ليس اختراعا لفرد أو مجموعة محددة والكل مشارك فيه مباشرة أو غير مباشر وبما يتعلق الأمر بي فلست الا أحد حاملي المشروع وأقولها بكل وضوح فان مساهمتي مؤقتة بحكم وضعي الخاص لن تتعدى الخطوات الأولى الأساسية وبعد وضع المشروع في الأيدي الأمينة من بنات وأبناء شعبنا ومناضلينا وناشطينا وماأكثرهم .
الاقتناع بتلك المسلمات والاجماع حولها يشكلان الخطوة الأولى تجاه تحقيق اعادة البناء .
[1]