في أزمة الداخل الكردي السوري وسبل الحل ( 2 – 2 )
#صلاح بدرالدين#
الحوار المتمدن-العدد: 3849 - #13-09-2012# - 08:57
المحور: القضية الكردية
دعونا نتقن أصول الاختلاف والحوار
عندما أتمنى على ملحقات – ب ك ك – ( الاتحاد الديموقراطي – لجان حماية الشعب – مجلس شعب غرب كردستان ...) الاعلان عن فك الارتباط النهائي عن نظام الاسد ووقف العمل بالاتفاقيات السابقة معه من طرف واحد المفروضة عليها كما يعتقد البعض والخروج من تحت عباءة قيادة – ب ك ك – وهو حزب في اطار حركة التحرر القومي الكردية له دوره وشهداؤه البررة ومناصروه , قضيته الرئيسية في تركيا وله أجندته قد تكون مفيدة له ومدمرة لكرد سوريا واعلان ذلك على الملأ فذلك يعني أولا حرصي على أن يكون مختلف الطاقات في أماكنها الصحيحة من خارطة الصراع وامكانية ترتيب الأوراق الكردية في اصطفاف جديد قبل فوات الأوان فخلال مسيرة الثورة السورية انتقلت العديد من المجموعات والأفراد من معسكر النظام الى صفوف الثورة وبالاضافة الى انضمام مسؤولين سوريين كبار وضباط ودبلوماسيين الى صفوف الشعب السوري انحاز الكثيرون من المترددين في الساحة الكردية الى الثورة وبينهم تيارات حزبية وهناك قوى خارجية من دول ومؤسسات وحركات بدأت تميل نحو اعادة النظر في مواقفها المؤيدة للنظام السوري وعلى سبيل المثال راعي الكنيسة المارونية في لبنان البطريرك الراعي الذي أعلن بداية الثورة عن وقوفه الى جانب نظام الأسد ووصفه بحامي الأقليات وخاصة المسيحيين والآن يصرح بأنه لايهمنا من يحكم سوريا بل الأهم هو توفير الاستقرار وهذا تصحيح للموقف يسجل لنيافته.
وفي هذا السياق أوردت وكالة رويتر للأنباء في الثامن من الشهر الجاري ( ان - قوات الامن السورية انشأت اللجان الشعبية المسلحة في مناطق الأقليات المسيحية والدرزية والشيعية في العاصمة دمشق بهدف معلن وهو مساعدة الأهالي والحماية من اعتداءات – الارهابيين – ولكن بحقيقة الأمر لاتريد سوى اشعال فتيل الفتنة الطائفية ) وكل من يمعن النظر في هذه الأنباء المنقولة من جهات اعلامية موثوقة لايتفاجأ أبدا من مخططات نظام الاستبداد المبني أساسا على مفاهيم الأحادية العنصرية والفئوية الطائفية البغيضة وأساليبه الهادفة الى بث الفرقة والانقسام بين صفوف السوريين لضرب الثورة الشعبية على مبدأ – فرق تسد – ويتذكر على الفور ممارساته المشبوهة منذ بداية الثورة تجاه المكون الكردي في استصدار المراسيم بخصوص من سلب منهم حق المواطنة من حزب ووالد الرئيس الحالي بالذات واستنجاده برئيس العراق للتدخل من أجل استمالة الكرد السوريين الى جانبه ومن ثم اعادة العلاقة السابقة مع – ب ك ك – وظهور مسميات جديدة على الساحة الكردية السورية مثل لجان الحماية الشعبية وهي التسمية ذاتها التي تظهر في العاصمة دمشق وكأن مصدرها واحد وهنا تتوفر أسباب جديدة لانسحاب الاخوة في – ب ك ك – من مشروع نظام الأسد الآيل للسقوط عاجلا أم آجلا .
في مسألة أهمية دول الجوار كعمق استراتيجي للسوريين وثورتهم على الصعد السياسية والانسانية والعسكرية واللوجستية وأمثلة تركيا والأردن واقليم كردستان العراق نموذجا كأطراف صديقة في معادلة توازن المصالح وبصورة متفاوتة للشعب السوري تستقبل مهجريهم وترعى سلامتهم وعيشهم الكريم وتمنح الحرية والأمان لنشاطات معارضاتهم يتمنى كل وطني سوري أن يستمر ذلك ويتطور نوعيا الى درجة تأمين شروط الانتصار بأسرع وقت ممكن مثل مناطق آمنة يحظر فيها الطيران ومساعدات عسكرية نوعية للجيش الحر وأن لايظهر أي عائق داخلي وخارجي لدى تلك الأطراف يمنع تعميق المواقف التضامنية أو يعرقلها مثلا لانتمنى أن يستمر ضغط ايران وحكومة بغداد على اقليم كردستان أو أن تصعد المعارضة الكردستانية وتيرة المواجهة مع حكومة الاقليم في هذه الظروف الدقيقة بحيث تؤدي الى التقليل من دعم الثورة السورية والانشغال عن أداء الواجب القومي تجاه كرد سوريا في محنتهم وفي هذا السياق تقضي مصالح السوريين وثورتهم أن لايطرأ أي عامل مستجد حتى من جانب معارضي الحكومتين يؤدي الى الحد من الموقف التضامني التركي والأردني وهذا لايعني أن السوريين طرف في الصراعات الداخلية في البلدين بل قد يكونوا ضمنا من المتعاطفين مع مطالب المعارضة الديموقراطية ولايخفى قلق وهواجس وشكوك السوريين حول توقيت نشاطات جماعات الاسلام السياسي الاردنية وتيارات – الممانعة – الموالية لنظام الأسد وكذلك العمليات العسكرية المتصاعدة لقوات – ب ك ك – في تركيا وعلى مقربة من الحدود السورية هذا البلد الذي يحوي على أكثر من ربع مليون لاجىء ونازح سوري بينهم آلاف الكرد السوريين المعارضين لنظام بلدهم ومن حقهم أن يتساءلوا : لماذا الآن وبعد تهدئة جبهة المواجهة تماما مع الجمهورية الاسلامية الايرانية المناصرة الأساسية لنظام الأسد ؟ أو ليس انتصار الثورة السورية ومجيء نظام صديق للكرد وحل القضية الكردية السورية لمصلحة قضية شعبنا في تركيا ؟ أوليس تجاور كردستان تركيا لجزء آخر من الوطن التاريخي المشترك ينعم بالحرية كما هو حاصل باقليم كردستان العراق تسريع لحل القضية الكردية في تركيا نهائيا ؟ خاصة وأن غالبية أطراف حركة التحرر القومي الكردية توصلت الى استنتاج دروس بالغة الأهمية من أحداث القرن الماضي من أبرزها عدم جدوى انتهاج دروب العنف والعمليات العسكرية المرفوضة أصلا من جانب المجتمع الدولي لحل القضية الكردية من جانب الأنظمة الغاصبة كانت أم خلافها .
صحيح ليس لكرد المنطقة وحركتهم التحررية حتى الآن مرجعية قومية مجمع عليها وصحيح أنهم يفتقدون الشكل التنظيمي المناسب للتنسيق والعمل المشترك والى تعريف موحد للمصالح القومية العليا مما يؤدي ذلك في غالب الأحيان الى اجتهادات ذاتية غير موضوعية على طريقة – كل يغني على ليلاه – ولكن من المعلوم أننا جميعا بأمس الحاجة الى ادارة عملية النقاش والحوار حول مصيرنا وقضايا الخلاف بيننا بالطريقة الأفضل وفي غاية الشفافية والمصارحة وأن نعرف كيف نختلف ومن أجل ماذا من دون اللجوء الى وسائل بالية مثل التخوين وشخصنة الخلاف السياسي ومن دون استغلال الوسائل الاعلامية من فضائيات وصحف ومواقع ألكترونية ضد أفراد وجماعات وتيارات سياسية مخالفة كما يمارسها – ب ك ك - أو افساح المجال لمندسين مكلفين من الأجهزة السورية خصوصا – وفرصتهم ذهبية بمثل هذه الظروف والأجواء الملبدة - اخترقوا بعض تلك المنابرالتابعة لحزب العمال الكردستاني ليشعلوا فتيل الفتنة تمهيدا لتنفيذ مخطط المواجهة بين أبناء الشعب الواحد والوطن الواحد .[1]