من بيروت وجهة نظر جنولوجية
جاني غمكين
خلال يومي 18 و19 آب الجاري، اجتمعت أكثر من 80 مدافعة عن حقوق المرأة في العاصمة اللبنانية بيروت. وحدة الألم والمعاناة والنضال جمعت نساء تونس ولبنان ومصر واليمن والعراق وفلسطين والأردن وتركيا وإيران والسودان وسوريا تحت شعار المرأة الحياة الحرية. نساء متمكنات من مختلف الثقافات والهويات واللغات تغلّبن على كل العقبات التي وضعها النظام الأبوي أمام تجمعهن الفيزيائي، وانضممن إلى هذا النشاط القيّم بأمل كبير في التغيير.
مما لا شك فيه أن كل النشاطات النسائية تتمتع بجمال وخاصية مختلفة. شاركت نساء من الشرق الأوسط وأفريقيا بزيهن القومي، ما أضفى الكثير من الحماسة والروح المعنوية والقوة والعزم على قاعة المؤتمر. وتردد صدى شعار Jin, Jiyan, Azadî باللغة الكردية في قاعة المؤتمر، هذا الشعار المستمَد من فلسفة القائد عبد الله أوجلان، ما منح إحساساً بالعزة والفخر للمرأة الكردية. تحوّل إلى شعار القرن الحادي والعشرين الذي يعرف ب قرن المرأة.
ركّز المؤتمر النسائي الإقليمي على العقبات المشتركة التي تواجهها النساء في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وخلص إلى أن النساء في الشرق الأوسط وأفريقيا وأفغانستان وإيران وكردستان، هن ضحايا الحروب والصراعات والمخططات السياسية والعنف الأسري والعنف الاجتماعي.. الخ. وعلى الرغم من أهمية دور المرأة في الإنتاج الوطني للبلدان إلا أن وجهة النظر القائلة إن المرأة أقل شأناً من الرجل لا تزال سائدة في العديد من البلدان. وأشار إلى أن العاملين الرئيسين اللذين يسببان العنف ضد المرأة ويضعفان حقوقها وحريتها واستقلالها هما الاقتصاد والحرب. لذلك، تركزت معظم التقييمات على أهمية تعزيز القوة الاقتصادية وحماية المرأة.
خلال المؤتمر لم تُناقَش المشاكل وحسب، بل نوقشت الحلول أيضاً. وكان أحدها إنشاء صندوق اقتصادي للنساء، وقد اقتُرِح أنه إلى جانب النضال السياسي المشترك، من الضروري أن يكون هناك اقتصاد مشترك للمنظمات النسائية من مختلف البلدان (صندوق). كما تقرر أيضاً أن الكفاح من أجل حماية حقوق المرأة يجب أن يتم في المجال القانوني ويجب الضغط على الدول من أجل تغيير القوانين.
كما كان واضحاً من عنوان المؤتمر تجارب الحركات النسائية في الخروج من الأزمات فقد شاركت النساء تجاربهن. والأهم من ذلك كله، أن تجربة المرأة في روج آفا - شمال وشرق سوريا حظيت بالاهتمام ونوقشت. وذكرت النساء القادمات من الدول العربية والأفريقية أن تجربة المرأة الكردية في روج آفا مصدر فخر، وعرّفنها بأنها مثال حي للصمود والمقاومة، وقلن إن هذه التجربة يجب أن تُدرّس في الأكاديميات العالمية؛ وإنها يمكن أن تفتح الطريق أمام التغيير في البلدان التي تشهد حروباً وصراعات. كما كان نظام الرئاسة المشتركة في روج آفا – شمال وشرق سوريا والخبرات في مجال الحماية مصدر إلهام للنساء المشاركات. لقد حاز تأثير الحركة النسائية الكردية على النساء من الدول العربية والأفريقية على الكثير من الاهتمام. ربما لم يتعرفن بشكل مباشر ولم يزرن المنطقة الجغرافية التي يناضلن فيها أبداً، لكن النساء من البلدان الأخرى شعرن بأنفسهن بين المقاتلات في كردستان من خلال كلماتهن ولغة أجسادهن. وظهر ذلك على تعابيرهن عندما ذكرت أسماء مناضلات مثل ساكينة جانسيز، وفيدان دوغان، وليلى شايلمز، وزيلان، وهفرين خلف. واعتبرن نساء شنكال اللواتي نهضن من الرماد، وانتفاضة المرأة الإيرانية بشعار المرأة، الحياة، الحرية أمثلة يمكن الاستفادة منها.
وكانت أفكار وآراء القائد عبد الله أوجلان حول مسيرة حرية المرأة وكذلك علم المرأة (جنولوجيا) من المواضيع الساخنة للنقاش. المشاركات اللواتي وصفن القائد عبد الله أوجلان بأنه رفيق النساء، عبّرن عن سخطهن إزاء العزلة والتعذيب الممارس في إمرالي. وعندما سألنا النساء العربيات بشأن العزلة، كان جوابهن: لا نطالب فقط بإنهاء العزلة على القائد عبد الله أوجلان، بل نطالب بحريته الجسدية، ونحن في الأماكن التي نقيم فيها، سوف نواصل النضال.
ومن القرارات التي توصّل إليها المؤتمر؛ إنشاء لجان قانونية وشبكات محلية للدفاع عن السجناء وإطلاق حملات محلية من أجل الحرية الجسدية للقائد عبد الله أوجلان. وكذلك إنشاء تحالف نسائي لتوحيد وجهات النظر ومراجعة المفاهيم الأساسية من وجهة نظر نسائية. وتم التأكيد على دعم مقاومة المرأة الكردية وجميع النساء المناضلات ضد السياسات المعادية للنساء.
وفي النهاية، شكّلت نساء من 11 دولة مشهداً مشتركاً باعتبارهن معنيات بقضية الحرية، وأظهرت تعابير الوجوه والأعين المزيد من الإيمان بقدرة المرأة على إحداث تغييرات اجتماعية وديمقراطية، وخلق حياة حرة.[1]