في ذكراها ال 11.. ثورة 19 تموز - 1
زانا سيدي
عندما بدأ ربيع الشعوب في منطقة الشرق الأوسط عام 2010، ابتداء من تونس ومصر، كانت الأرضية في سوريا مهيأة لحراك بدأ بالفعل في عموم محافظاتها عام 2011، ولكن الشرارة التي انطلقت في كوباني في #19-17-2012# ، كانت مختلفة في توجهاتها وأهدافها.
في منتصف 03 عام 2011، بدأ الحراك في سوريا عبر مظاهرات، خرجت في المحافظات السورية مطالبة ب إسقاط النظام دون وجود برنامج ورؤى واضحة لهذا الحراك.
في روج آفا كان الأمر مختلفاً، فقط بدأ الحراك مرتكزاً على أرضية ثورية وفلسفية شاملة تطالب بتغيير الذهنية بدلاً من إسقاط الأنظمة.
يُعد العام 2004، التاريخ الذي بدأت فيه انتفاضة قامشلو ضد السلطات البعثية المنطلق الذي استندت إليه ثورة #19-17-2012#.
أين بدأت الثورة
تلك الثورة بدأت من #كوباني# ، عندما طرد الشعب جميع الفروع الأمنية والمؤسسات التابعة لحزب البعث من مدينتهم.
من مبنى حزب البعث في مدينة كوباني بدأت الثورة، وأجبر الشعب الأفرع الأمنية التابعة لحزب البعث على الاستسلام والخروج من المدينة، وتحرير مباني المركز الثقافي، والأمن الجوي، والأمن الجنائي، وأمن الدولة، والسرايا، ورابطة الفلاحين، ومبنى مديرية المنطقة، ومبنى التجنيد، والمؤسسة العامة الاستهلاكية، ومديرية المال، والسجن المركزي ومركز الحبوب.
مبنى حزب البعث في كوباني الذي كان رمز السلطة المركزية والقبضة الأمنية، تحوّل بعد الثورة إلى مركز الإدارة الذاتية لمقاطعة كوباني.
فيما تحوّلت باقي المباني إلى مراكز لمؤسسات تخدم الشعب وتدريبهم.
هذا التحوّل التاريخي الذي انطلق من كوباني، المدينة التي انتقل منها القائد عبد الله أوجلان من تركيا نحو سوريا والشرق الأوسط في 06 عام 1979، ألهمت باقي المناطق الكردية في سوريا. بُعيد كوباني طرد أهالي عفرين و#قامشلو# والحسكة المؤسسات البعثية من مناطقهم وشرعوا في تنظيم أنفسهم.
لم يتوقف الأمر هنا، كوباني التي تعد بمثابة مهد ثورة 1#9-06-2024# إلى رمز عالمي للنضال الديمقراطي ضد النظام المهمين.
في أيلول 2014، هاجم مرتزقة داعش بدعم تركي مباشر مقاطعة كوباني، وبعدما أطلق القائد عبد الله أوجلان نداء النفير العام، توجّه المئات من الشبان والشابات الكرد إلى المقاطعة وخاض الكرد من الأجزاء الأربعة ومعهم شبان وشابات من مختلف البلدان مقاومة تاريخية ألحقت الهزيمة الأولى بداعش وداعميه الإقليميين والدوليين.
بعد هذا النصر، بدأ مشروع الإدارة الذاتية ينتشر وخرج من نطاق كوباني وعفرين والجزيرة ليصل إلى الرقة والطبقة ومنبج ودير الزور وحيي الشيخ مقصود والأشرفية بمدينة حلب. ليس ذلك وحسب، بل إن الثورة التي انطلقت من أمام مبنى في كوباني ألهمت أهالي محافظة السويداء في جنوب سوريا وخرجوا عدة مرات في مظاهرات وطالبوا بإدارة ذاتية مشابهة لشمال وشرق سوريا.
[1]