التغيير في سوريا مدخل لحل أزمة المشرق ( 8 )
#صلاح بدرالدين#
الحوار المتمدن-العدد: 3288 - #25-02-2011# - 09:00
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
حكاية الرئيس الشاب
وسائل اعلام النظام وتوابعها من فضائيات وصحف ومواقع تحاول تشويه مضمون الانتفاضات الشعبية المندلعة في طول بلدان المنطقة وعرضها أمام أسماع وأنظارالمواطنين السوريين وتزييف أهدافها النبيلة الاجتماعية والديموقراطية وفي سبيل الكرامة والخلاص من حكم المخابرات ومافوياتها ومن توريث الاستبداد تارة باعتبارها من صنعها ومن انجازات نهجها الممانع واقتصارها على نظم الاعتدال ولن تطال أطراف محور – الممانعة – المعادية لفظيا ( للامبريالية والصهيونية والرجعية ) بنسخها الدكتاتورية العلمانية منها أو التيوقراطية القروسطية أو الطائفية السياسية وفي آخر تقليعة لها محاولة القفز على الحقائق باعتبار ما يجري صراع بين الجيل القديم من جهة واالجيل الجديد من الجهة الأخرى وسوريا ليست معنية بذلك وليست جزء من الصراع الدائر لأن رئيسها – يخزي العين – شاب تشرب باالثقافة الأوروبية حتى الثمالة ضليع بحسن اختيار لبسه الشخصي من أكثر الماركات العالمية ثمنا وأناقة وبريقا , فصيح في القاء محاضرات التوعية – الطلائعية - باجتماعات الحزب القائد للدولة والمجتمع وفي – مجلس الشعب – المعين ديموقراطيا ! حول المعلوماتية وآخر ماوصلت اليه تطورات الفكر القوموي وأوضاع الأمة وصمود نظام الولي الفقيه ومقاومة حزب نصرالله في مرحلة مابعد الأرسوزي وعفلق وصدام وعماد مغنية .
يتجاهل مروجوا نظرية صراع الأجيال بأن أولاد وأخوة وأقرباء الحكام المستبدين الشباب هم جزء لايتجزء من ماكينة النظام خاصة وبعضهم ورث السلطة على طريقة الملوك والأمراء مثل رئيسنا الشاب الذي غير الدستور خلال ساعات ليكون على مقاس عمره المطلوب للرئاسة ( بالمناسبة السورييون يرفضون التوريث بأثر رجعي ) , وبعض آخر ينتظر الدور والكل في موقع القرار حتى لو لم يكونوا مسؤولين وموظفين أوليس – سيف الاسلام – القذافي الذي يحضره الأب الدكتاتور ليكون وريثا ويدير ليبيا بدون موقع رسمي ويهدد ويتوعد المتظاهرين بالقتل والسحل وعظائم الأمور وهو من الجيل الشاب ؟ ألم يكن جمال نجل الرئيس المصري المخلوع مرشحا لوراثة أبيه في الحكم الفردي المطلق وهو أيضا شاب وسيم هادىء خلوق ؟ ألم يكن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بصدد تهيئة نجله لتسنم مقاليد الرئاسة وهو شاب في مقتبل العمر ؟ أليس شقيق الرئيس السوري الشاب ماهر الأسد الحاكم الآمر الناهي العابث بمقدرات البلد وهو لايشغل موقعا رسميا في السلطة والدولة ؟ أليس قريب الرئيس السوري رامي مخلوف ناهب البلاد والمتحكم برقاب العباد ومصادر خيرات الشعب السوري والمستولي على دخل البلاد القومي من الجيل الشاب ؟ وهنا يجب القول بأنه ليس كل شاب ثوري أو ديموقراطي بالضرورة والمسألة الوطنية وقضية التغيير الديموقراطي لاتتوقف على الشباب فقط نعم مامن شك أن الجيل الشاب في معظم بلدان المنطقة في المرحلة الراهنة يشغل أكثر من النصف من السكان بين 55 - 65%وحائز على الشهادات العليا في المهن والعلوم ولايجد مجالا لمواصلة حياته الاجتماعية والاعتماد على الذات حيث كل الطرق مسدودة أمامه ويعتبر في لغة سوق العمل غير منتج وفي عداد العاطلين عن العمل لذلك فهو ناقم على حكامه وانظمته وباحث عن وضع جديد يعيد اليه حقه المصادر في العمل والانتاج والابداع واعالة الأسرة والمشاركة في القرار الوطني وبناء الدولة الحديثة ولاشك أن الغالبية الساحقة من شباب بلداننا هي التي تتصدر التحركات الشعبية في موجتها الجديدة الراهنة وتتصدى لأدوات القمع السلطوية وتشكل الوقود للانتفاضات الشعبية من اجل التغيير الديموقراطي ,ولمصلحة كل الشعب ومن أجله أما أبناء واقارب عائلات النظم المستبدة الحاكمة من العمر الشبابي التي تترقب توريث السلطة على طريقة الملكيات فهي من ضمن صفوف المضادين للثورة والتقدم ولا تشكل الا نسبة تعد على اصابع اليدين في كل حالة ولايمكن اعتبارها النموذج الصالح للجيل الشاب الجديد الثائر من أجل الكرامة والحياة السعيدة والمستقبل الزاهر.
نعم رئيس سوريا الذي ورث الحكم يعتبر شابا قياسا بالحكام المستبدين الآخرين الذين بلغوا من العمر عتيا وطال حكمهم عقودا تماما كما طال حكم آل الأسد من الأب الى الابن الذي تجاوز الأربعين وهو عمره السياسي القمعي بنظر السوريين الذين اعتبروه امتدادا لعقود سوداء خلت ولم يشعروا بأي فرق يذكر منذ توريثه ولكن مافعله هذا الرئيس الشاب خلال عقدمن تسلطه بحق الشعب والوطن من اساءة وقمع وكم أفواه واضطهاد عنصري وقتل وما مارسه بحق الجوار من الأشقاء من ارهاب وهيمنة وابتزاز يزيد أضعافا على جرائم أعتى الحكام وأكبرهم سنا وأطولهم عهدا حتى لو فصلنا عن عهده خطايا السلف فقد نكص يمين القسم ولم يلتزم بأي بند من نصه الدستوري وضرب عرض الحائط كل الوعود والعهود التي قطعها على نفسه منذ الذكرى السنوية الأولى وحول ربيع دمشق الى ظلام دامس وألغى جميع المنتديات الثقافية وأسكت كل الأصوات الحرة التي كانت تنادي بالاصلاح فحسب وليس بالاسقاط وتمادى نظامه وأجهزته القمعية في اعتقال وملاحقة وسجن من لم يكن مواليا من المفكرين والمناضلين وممثلي التيارات السياسية والثقافية في المجتمع السوري ولم يكن تمثيليته الكوميدية في الزعم باغلاق سجن المزة السيء الصيت الا وسيلة تضليلية مفضوحة بعد أن افتتح العشرات من المعتقلات وأقبية التحقيق والتعذيب , وفي شن هجمة شعواء على الوطنيين الكرد وتحويل مناطقهم الى ادارات استثنائية أمنية ومرتع لتجاوزات واعتداءات وقهر رجال الأمن والمخابرات المطلقي الصلاحيات والامعان في تنفيذ مابقيت من خطط عنصرية قديمة مثل الحزام ونتائج الاحصاء باضافة مراسيم وقرارات شوفينية جديدة مثل المرسوم 49 وفي عهده تم قتل أبناء الكرد بالرصاص الرسمي الحي واغتيال رموزه واصطياد شبابه في مناسبات عيد نوروز ومواصلة اعتقال وملاحقة ناشطيه وتقديمهم الى المحاكم العسكرية مع أقصى العقوبات ولم تشهد المعتقلات السورية هذا العدد الكبير من السجناء والمحكومين الكرد في أي عهد مضى منذ الانتداب الفرنسي وحتى الآن واعتبار الكردي متهما دائما وأبدا ان كان في بيته أو خارج المنزل أو مسافرا أو عائدا من السفر وفي ظل ولايته السوداء شهدنا المحاولات المحمومة لضرب الكرد بالعرب في المناطق الكردية المختلطة واثارة الفتنة العنصرية باشراف مباشر من شقيقه الأصغر سيرا وراء مقولة – فرق تسد – ولكن يقظة شعبنا الكردي ووطنية بعض زعامات العشائر العربية قطعتا الطريق على مخطط الأسد الصغير .
قد نسمع أضاليل أخرىكثيرة مازالت مخزونة في جعبة حماة النظام وماكينته الاعلامية بذات المعنى أو خلافها ومن غير المستبعد أن نسمع أكثر في الأيام القادمة كلما يقترب الخطر خاصة بعد مايحصل الآن من ثورة شعبية شجاعة عارمة ضد نظام زميل الرئيس الشاب في الممانعة والخطاب القوموي الثوري اللفظي – معمر القذافي - فشعب سوريا يعيش أيضا حالة غليان وترقب منتظرا بفارغ الصبر ساعة الانتفاضة واليوم المنشود .[1]