قراءة كردستانية . ... للاتفاقية الأمريكية - العراقية
#صلاح بدرالدين#
الحوار المتمدن-العدد: 2325 - #27-06-2008# - 10:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
نظمت رابطة كاوا للثقافة الكردية بالتعاون مع رئاسة جامعة صلاح الدين بأربيل عاصمة اقليم كردستان حلقة دراسية في يومي الاثنين والثلاثاء ( #23-06-2008# ) على قاعة المركز الثقافي الجامعي تحت عنوان المعاهدة العراقية الأمريكية وكردستان ساهم فيها ثمانية شخصيات من النخبة الثقافية والسياسية والأكاديمية مع مشاركة جمهور واسع بالمداخلات والمناقشات الحرة لم تخل من النقد وتسجيل الملاحظات حول مختلف المسائل المطروحة .
الافتتاح :
افتتح المشرف العام على رابطة كاوا السيد صلاح بدرالدين الحلقة بتوجيه التحية باسمه ونيابة عن رئيس الجامعة الى الحضور من مساهمين ومشاركين واعلاميين موضحا أن اختيار هذا الموضوع يعود الى كونه في عداد القضايا الاستراتيجية المطروحة الآن بقوة في الساحة السياسية العراقية ومن ضمنها كردستان فبعد انهيار الدولة العراقية يعاد بناؤها من جديد عبر دستور جديد وقوانين حديثة وتعايش راسخ وواضح الأسس بين المكونات القومية والدينية والمذهبية وعلاقات شفافة مع المجتمع الدولي تستند على المصالح المتبادلة ومن تجلياتها هذه الاتفاقية أو المعاهدة المطروحة للنقاش والتي قد تدوم طويلا بعد ابرامها وهنا تكمن أهمية مناقشتها ومشاركة شعب كردستان في صياغتها بحيث تضمن حقوقه ومستقبله خاصة وأن بداية القرن الحالي بدأت تشهد العديد من المعاهدات والاتفاقيات بين الدولة الأعظم وبين دول وشعوب في قارات آسيا وأوروبا وافريقيا ( تيمور الشرقية – يوغسلافيا السابقة – دارفور ) هذا ومن الواضح ان شعب كردستان كان الضحية الأولى في الأزمنة القديمة والقريبة للمعاهدات التي ابرمت بين الأنظمة الحاكمة في بلدان توزعه وبين القوى الخارجية – بدء من جالديران مرورا بسايكس بيكو ولوزان وسعد أباد والحلف المركزي وانتهاء باتفاقية الجزائر ... – لذلك هناك ضرورة للحذر ومحاولة تضمين الاتفاقية ماهو لصالح الشعب العراقي ومن ضمنه كردستان .
المساهمات :
1 – السيد سعدي بيرة عضو المكتب السياسي للاتحاد الوطني الكردستاني قدم ورقة من أبرز نقاطها : ليست هناك حتى الآن مسودة للاتفاقية فقط هناك وثيقة اعلان مبادىء بين السيدين المالكي وبوش منذ عام 2007 وهو منطلق لكل المناقشات والتداولات . الموضوع هام وله علاقة بالعراق وبضمنه كردستان , بالنسبة لنا نتعتقد أن التصديق على الاتفاقية هو ضمانة لسلامتنا من شرور الجيران وهو لمصلحتنا ولن نعارض الاتفاقية بل نطالب بقواعد عسكرية في كردستان , هناك تفاصيل لكيفية ابرام الاتفاقيات ذات الطابع الدولي . الاتفاقية المطروحة تشمل القضايا الاقتصادية والدبلوماسية والأمنية وأهم ما فيها احترام سيادة ودستور العراق الفدرالي والمصالحة الوطنية والتعاون الاقليمي ومحاربة الارهاب , الوضع الراهن في العراق مختلف عن الوضع الدكتاتوري السابق حيث يمكن المشاركة الشعبية والسياسية في صياغة الاتفاقية , هناك اتفاق عام على البنود الرئيسية في ظل تواجد قواعد عسكرية امريكية في العديد من بلدان المنطقة اضافة الى التجارب الدولية السابقة – ألمانيا واليابان - , علينا عدم الانجرار وراء ادعاءات ملالي طهران في التحريض ضد الاتفاقية التي هي ضرورة عراقية وكردستانية مستشهدا بذلك باقوال السيد هشيار زيباري .
2 – السيد قادر عزيز رئيس حزب الكادحين الكردستاني بدأ بالقول أن الاتفاقية تأتي في وقت يقترب فيه أمد انسحاب القوات المتعددة الجنسيات والأمريكية خاصة , الاتفاقية لها جانبان : اقتصادي وأمني وحولها اختلافات في الساحة العراقية وفي امريكا ايضا بين الحزبين الرئيسيين وبسبب ضعف الادارة واحتمال انتقال الحكم الى ادارة جديدة وضيق الوقت قد تعمد الادارة الحالية الى ابرام اتفاق مؤقت , الاتفاقية بناء على طلب العراق ولصالحه بالدرجة الأولى لانه غير قادر على الدفاع عن النفس مع وجود بنود قيد المناقشة حول السيادة والهيمنة والحصار والموقف من الجوار المعادي بغالبيته وخاصة ايران وسوريا والارهاب , هناك علاقة مباشرة بكردستان أمني واقتصادي تتعلق بحماية شعبه من التحديات الداخلية والخارجية لذلك يجب تمسك الكرد بالاتفاقية في ظل عدم وجود أية اتفاقية مباشرة بين كردستان وأمريكا , بكل أسف النقاش يدور حول الاتفاقية في دوائر مغلقة في الحكومة العراقية وحكومة الاقليم وليس هناك شفافية وهذا اضعاف للموقف العراقي .
3– الدكتور شفيق قزاز رئيس أكاديمية كردستان قال : ليس هناك مع الأسف وثيقة بين أيدينا سوى اعلان المبادىء , هناك صراع وخلاف في العراق حول البنود المثارة وفي امريكا ايضا هناك اختلاف في الرؤى حول وجود القوات الأمريكية وأمنها وصلاحياتها وأماكن تواجدها وحجمها لذلك حتى الآن لم يحسم الأمر ونحن بصدد مناقشة مشروع اتفاقية , الكل يعرف اذا انسحبت القوات الأمريكية ستحصل كوارث من جهة أخرى فان الموضوع له صلة بالعلاقات المستقبيلية الأمريكية – العراقية , فأمريكا لم تنجح تماما في العراق ولن تنسحب بدون برنامج وتنظيم وحفاظ على ماء الوجه بل حسب اتفاقيات شرعية , كما أن هناك خلاف بين الادارة الأمريكية والكونغرس حول الموضوع وما اذا كان المقصود اتفاقية أم معاهدة لأن الأخيرة تحتاج الى مصادقة الكونغرس ذات الغالبية الديموقراطية المناوئة للرئيس بوش , يثار الآن من جانب البعض مسائل عديدة مثل : مستقبل النفوذ الأمريكي في العراق والمنطقة وجدول زمني للانسحاب , هناك مراهنة أمريكية على حكومة المالكي , هناك أيضا دور اسرائيلي في الملف العراقي وكذلك سعودي من بوابة السنة العرب , اعلان المبادىء وثيقة هامة ومقبولة لصالح الجميع وخاصة كردستان خاصة في مجال الدستور والفدرالية وليس أكثر من ذلك , ليست هناك بنود سرية لأنها ستخضع لمصادقة الأمم المتحدة والكونغرس
4– الدكتور ناصح غفور عضو برلمان كردستان قال : أن الموضوع هام واستراتيجي وهو اتفاق امني واقتصادي يشكل اعلان المبادىء منطلقه , ثم دخل في سرد التعريف الأكاديمي للاتفاقيات وطبيعتها وجوانبها القانونية ومراحلها من مفاوضات مباشرة ولجان مختلطة ومسؤولية السلطة التنفيذية في ابرامها بدون الحاجة الى تخويل , ممثلو كردستان مشاركون بصورة غير مباشرة في صياغة الاتفاقية عبر المشاركة في المفاوضات التي تجري بصورة غير معلنة وهي طبيعة المفاوضات , اعلان المبادىء هو الأساس واللجان المختصة لها دور في الصياغة ووضع الأسس , اعلان المبادىء يلبي مصالح العراقيين جميعا ومن ضمنهم شعب كردستان وخاصة في مجال التشديد على التغيير الديموقراطي والفدرالية والمشاركة والتعددية والتوافقية واحترام دستور العراق وحماية الشعب العراقي وفي ذات الوقت عدم التدخل في شؤون الجوار أو اثارة المتاعب للآخرين عبر القوات الأمريكية , السنة العرب مع الاتفاقية وغالبية الشيعة أيضا .
5 – السيد محمد ملا قادر عضو المكتب السياسي للحزب الديموقراطي الكردستاني اعتبر أن ما يقوله في هذه الندوة تعبير عن موقف البارتي والى حد كبير موقف الحركة التحررية الكردستانية في هذا الجزء ثم بدأ بسرد تاريخي موجز حول علاقات العراق مع العالم الغربي منذ سقوط الامبراطورية العثمانية وحتى الآن والتجه الخارجي نحو هذا البلد بسبب غناه وموقعه الاستراتيجي حيث اتخذ الصراع الى وقت قصير طابع الصراع بين حركات التحرر في هذه المنطقة من جهة والامبريالية العالمية من جهة اخرى وكيف ان هذه البلدان تعرضت الى مسلسل من الانقلابات العسكرية كان للغرب علاقة ما بمعظمها , جرت محاولات عديدة من جانب الامريكان للسيطرة على المنطقة وكسر شوكة الاستبداد وكانت عملية عاصفة الصحراء جزء منها , ثم قامت صلات وعلاقات امريكية عراقية عبر المعارضة – سابقا – التي كانت من الكرد والاسلاميين خصوصا , بعد 11 سبتمبر 2001 اتخذت الأحداث مسارا آخر حيث ظهر الارهاب كعامل حاسم من عوامل الصراع ومن ثم تم تحرير العراق من الدكتاتورية بفضل الدعم الامريكي المباشر بعد خسائر بشرية ومادية كبيرة . الوجود الأمريكي سيتواصل هنا في العراق من أجل مصالحها بالدرجة الأساس , هذا الوجود سيكون لمصلحة كل العراق ولحماية البلد لذلك نؤيد هذا الوجود بقوة عبر اتفاقيات أو معاهدات أو تحالفات , هناك نقاش واسع حول التفاصيل وقد يتم حل وسط بين الطرفين , نحن في كردستان أكثر الناس تعرضا للخطر والوجود الامريكي بمثابة حماية لنا من عدوانية الجوار .
6 – السيد سامي شورش وزير الثقافة السابق في حكومة الاقليم حدد في بداية حديثه جانبي الاتفاقية واحد باتفاقية اقتصادية ودبلوماسية وثقافية نحو ترابط استراتيجي بين الطرفين وآخر يتعلق بطبيعة الوجود الامريكي العسكري والامني وتفاصيله المستقبلية بعد انتهاء المدة القانونية حسب الفصل السابع لتواجد القوى المتعددة الجنسيات على ارض العراق حيث لابد من تنظيم العملية مع الدولة التي كانت محتلة سابقا خاصة وان العراق عاجز عن الاعتماد على الذات وسد الفراغ , تحديد العلاقات الجديدة من شأنه التمكن من الدفاع عن العراق , الخلاف مركز على الجانب الامني من الاتفاقية في حين ان الجميع متفقون على الجانب الأول الذي اشرنا اليه , ليست بين ايدينا وثائق حول الاتفاقية فقط هناك اعلان المبادىء بين الجانبين وكذلك تسريبات اعلامية , كل ما ظهر هو اسئلة واجوبة متبادلة ومفاوضات على الطاولة بعضها بشكل سري وعلينا الانتظار لحين الاعلان عن مشروع الاتفاقية , ليست هذه المرة الاولى يعقد فيها العراق معاهدات مع الخارج , الفرق بين الحاضر والمعاهدات السابقة التي ابرمت بين امريكا والمانيا مثلا ان العراق مازال في حالة حرب والارهاب متواصل وهذا يتطلب تحضيرات واجراءات ذات طابع امني وصلاحيات عسكرية امريكية لمعالجة الوضع , العراق وسط دولتين مارقتين مشجعتين للارهاب وهما سوريا وايران , مقارنة بين المعاهدة العراقية البريطانية قبل عقود وبين الاتفاقية المقترحة الآن مع امريكا نتوصل الى كون الأخيرة لصالح شعب كردستان في ظل وجود الاقليم الفدرالي والدور الكردي في المصير العراقي والمصالحة الوطنية والاستقرار في الاقليم , يجب تثبيت خصوصية كردستان في الاتفاقية بعد اعادة السيادة , خاصة وان سيادة العراق تنتهك فقط من على جوانب الحدود الدولية المشتركة عبر كردستان مع تركيا وايران مما يستدعي قواعد عسكرية في كردستان لحماية السيادة , والكرد بحاجة الى الحماية ليس من الجوار فحسب بل من بغداد ايضا في حال الاجحاف بالحقوق , كان الانسب وجود ممثل لحكومة اقليم كردستان في المفاوضات مع امريكا .
7 – الدكتور شيرزاد نجار استاذ العلوم السياسية في جامعة صلاح الدين تناول الاتفاقية المتوقعة ابرامها من منظور القانون الدولي وتساءل هل ان الاتفاقية ستعقد بين طرفين متكافئين ؟ , البنود مازالت سرية ماعدا اعلان المبادىء عام 2007 , قال ساترفيلد لن تمر الاتفاقية على الكونغرس وهذا يعني انها ستكون بقرار الرئيس الحالي ولن تنتقل الى الرئيس القادم , الخلاف مركز على الجانب الامني وحتى الجانب الاقتصادي يتضمن عقدة النفط , سرد تاريخي حول كيفية وطبيعة المعاهدات الامريكية مع العالم منذ عهد ايزنهاور والنقطة الرابعة وحتى الآن , عقدت معاهدة امريكية عراقية عام 1954 ووثائق حلف بغداد , العلاقات الامريكية العراقية الحديثة تخضع للفصل السابع , اعادة السيادة كاملة للعراق تتطلب اتفاقية استراتيحية , مقارنة الوضع العام في البلدين الاقتصادي العسكري الامني وسؤال من يحتاج لمن ؟ توصلنا الى الحاجة المشتركة للجانبين في عقد الاتفاقية , هناك خسائر امريكية باهظة تتطلب التعويض وحاجة عراقية قوية للحماية والمساعدة , ولكن لن تكون الاتفاقية متكافئة بطبيعة الحال نظرا لموازين القوى المختلة بين الجانبين لصالح امريكا طبعا , امريكا بحاجة الى تثبيت النفوذ ومراقبة المنطقة وصيانة مصالحها الاستراتيجية ومواجهة الارهاب , يبقى هناك تفسيران للاتفاقية عراقي وامريكي , اعلان المبادىء لايتضمن شيئا حول حقوق كردستان , الاتفاقية غير عادلة ولكن الواقع يلعب دوره .
8 – السيد عبد الرزاق علي الكاتب الصحافي أشاد بالتعاون الثقافي بين جامعة صلاح الدين ورابطة كاوا , ثم قال : اما ان امريكا تود الرحيل أو تثبيت وجودها أكثر , هناك ماعدا الاسباب الخارجية سبب داخلي وحاجة امريكية انتخابية الى ابرام الاتفاقية , امريكا لن ترحل وستعوض عن خسائرها وتثبت مصالحها وتحسن صورتها في العراق والمنطقة , زيادة اسعار النفط حافز آخر , هناك حلف قوي معادي لأمريكا والخيار هو اعادة تنظيم الوجود في العراق , العقيدة العسكرية الامريكية تغيرت بعد احداث سبتمبر بالمزيد من التوجه نحو الخارج لحماية الداخل بعد ان وصل العدو الى عقر الدار , الالتزامات الامريكية تجاه الكرد ستطبق , الوجود الامريكي في العراق وكردستان مسالة مصيرية واستراتيجية من اجل تحسين الوضع الاقتصادي والحماية الامنية والتنمية والاستقرار والحل السياسي لمستقبل الكرد وعدم نشوب المواجهات الداخلية المسلحة والنشاط الاعلامي اي ابقاء القضية الكردية في متناول الراي العام.
[1]