تاريخ كتابة اللغة الكردية
بقلم: شيركو
لو كانت كلمة كرد تعني التخلف والانحطاط عبر الأزمنة الغابرة ، لما خلد اسما كرد وكردستان المظفرين في صفحات التاريخ .
يقول تعالى في قرآنه الكريم: “ستدعون إلى قوم أولي بأس شديد.
وقد ذهب بعض المفسرين إن الله يقصد قوم( الأكراد ) ذوي البأس والهيبة ، ويشير إلى عظمتهم وجلالهم في الدنيا .
وأن أمة ذات قوة وعظمة ، لا بد وأن تكون مدعومة بالأموال والثروات ، وممتلكة القراءة والكتابة . فلا يوجد قوم على وجه الأرض كالأكراد يعيشون في وطنهم ويستعملون لغتهم تحت نير خوف ورهبة . إذ أنه قبل ميلاد المسيح كانت كردستان ذات السلطة والعلم باللغة الكردية ، فكانت مهداً للحضارة، ومنبعاً لجميع العلوم والفنون ، وأساساً للصناعة والتجارة ، وبذلك قدمت لجميع أقوام الكرة الأرضية سبل التحرر والتقدم .
قد اندثرت الكثير من الآثار والمعالم عبر العهود الغابرة ، وانمحت بسب الكوارث الأرضية ،إلا أن الألواح الحجرية في (بي ستوون ) وعرش ( جه مشيد) والموجودة في المتاحف الأجنبية ( الخارجية) هي اعظم وأهم الآثار الدالة على عظمة وجلال الأسلاف . فأقوام الماويين ، والساسانيين هم : أكراد ، ولعلهم نجوم الأمل الأكثر إشعاعاً وتألقاً ،لأن مخطوطاتهم القديمة مكتوبة باللغة الكردية ، فكانوا قبل ظهور الإسلام وحدهم أعمدة لبناء الفن والعلم والحضارة .
وكان الفرس ينسبونهم إليهم ويتباهون بهم ، ولم توجد حينها دلائل لإثبات ذلك .
الماديين ( الميديين) :
يقول ابن خلدون: إن الميديين أكراد .
ويقول حسن بيرنياش في تاريخ ( إيران باستاندا ) وفي الصفحة 168 منه : ( الميديون آريون ، وهم أجداد الأكراد . ولغتهم هي نفس لغة الأكراد الموكريانيين وفي كتاب (عشق وسلطنة ) كتب : ( إن لغة الماديين ، لغة كردية ) .
ويقول مردوخ في إحدى مؤلفاته التاريخية : (إن السلطان الأول للميديين هو آراماس ومعروف عند اليونانيين ب كه يقوباد)
ويقول دومركان : كان الميديون موجودين قبل عيسى ب/2000/ سنة ، أسسوا إمبراطوريات وسلطنات كثيرة ، لطن حروب شهرتهم وتفوقهم ، عرفت قبل الميلاد ب/ 700/ سنة .
ويقول هيرودوت : إن مؤسس الإمبراطورية المادية هو فرارتس وسماه الكثير ب ديائه كو .
ويقول المؤرخ اليوناني كيتزياس : إن عدد سلاطين الدولة المسدية عشرة وكان آخرهم ( آستي كاس ) الذي دامت إمبراطوريته / 350 / سنة .
بهذه الأدلة يتأكد وجود الأكراد تاريخياً منذ زمن طويل ، وهم أساس العلوم والصناعات والزراعة والفلسفة وبناء المدن وتأسيس الدولة التي كانت عاصمتها (ئه كباتان ) أي ( هه مه دان ) .
أصل الساسانيين:
أسس الساسانيون إمبراطوريتهم قبل الميلاد ب/400/ سنة فاهتموا بالعلوم والفنون وزاولوا الطب والتجارة .
مؤسس الإمبراطورية الساسانية هو ( ئه ردشير) ،أبو (بابك ) الكردي من طائفة سارحي الأغنام (الرعاة ) وأمه (بايك) ابنة أفراد عشيرة (بازرنكي) الكردية ، يقال أنه عاش /88/ عاماً قضى /25/ عاماً إمبراطوراً وآخر إمبراطور ساساني اسمه (يه زدي كورد) الذي بقي /20/عاماً على سدة الحكم والإمبراطورية .
لقد تتالى /29/ إمبراطوراً في فترة إمبراطوريتهم ، وكانت عاصمتهم مادا يان التي سميت فيما بعد بالمدائن ، التي تبعد عن مدينة بغداد ب/29/ فرسخاً .
قال الكولونيل دوهووسة في عام 1863: إن الرأس الضحم والعضلات القوية والشعر الأسود والحواجب العريضة عند الأكراد هي مطابقة تماماً لصفات الساسانيين القدماء .
ويقول الطبري :إن (ئه ردشير) هو ابن (بابك) ابن( ساسان) بن (بابك) الزراري .
ويقول ياقوت الحموي في معجم البلدان : إن ما يذكرنا بالساسانيين هو مدينتهم (المدائن)والتي كان اسمها (كورد آوا).
ويقول استرابون : إنه (ئه ردشير) تفوق على الفرس ، واسمه ليس (شاهه نشاه)، وهذا يوضح أنه كوردي ، لأن أي إنسان لم يحكم قومية غير قومه لا يصبح شاه نشاها .
ويدل تاريخ موصل : إن (ئه ردشير) قد أسس الدولة الساسانية القديرة بمساندة ومساعدة الماديين وقد حارب (ئه ردشير) السلطان (أردواني ) آخر ساكني (هاخامه) لكونه فارسي .
والطبري يورد في الفصل الأول وفي الصفحة /478/ نص الرسالة التي بعثها (أردوان ) الفارسي إلى (ئه ردشير) بعد الحرب الثانية بينهما ، يبدي فيها سخطه وعجزه وهزيمته ( إنك قد عدوت طورك واجتلبت حتفك أيها الكردي المربي في خيام الأكراد ، من أذن لك في التاج الذي لبسته والبلاد التي احتويت عليها وغابت ملوكها وأهلها ومن أمرك ببناء المدينة التي أسستها (في الصحراء) ؟ .
القراءة والكتابة باللغة الكردية قبل الميلاد وحتى اليوم:
كان (تنك كه لوو) الملقب ب(شه لكلول) الكردي الأصل ، عالماً وأديباً في الجزيرة ، وفي مناطق شمال الموصل قبل الميلاد ب/700/ عام له كتب عديدة باللغة الكردية في المواضيع الدينية والفلكية .
(آرياته) عالم وطبيب مشهور كتب كتباً بالكردية عن فنون الطب باللغة الكردية ، وبالأبجدية الكردية آنذاك . يقول حسن بيرنياس في تاريخ (إيران باستا ندا ) كان لزردشت كتابان :
1- آويستا 2- ويين كورد
وكان (ويين كورد) مكتوباً على جلود (12000) جاموس .
وضع (آزربورد مارسويه ند ) ألفباء للخط البهلوي ، يتكون من /42/ إشارة تحافظ على مقام جميع الأصوات الصعبة من فتحة وكسرة وضمة ، وهي الحروف التي كتب بها (آويستا )وسميت ب(زه ند) والخط الزندي .
(نموذج الخط الكردي والأبجدية الكردية قبل الميلاد ب(2800) عام )
وهذه صفحة مترجمة من (آويستا) ومن كتاب (كيكرو كوهن) إن (ويين كورد) هو أقدم كتاب كوردي باللغة البهلوية ولغة اللور والكلهور الرعاة .
يقول (آه زربود) بعد ظهور الإسلام ( أنا آزه ربود) ابن ( هه مه د) زعيم البادينان ، وبوساطة الورق الذي يبدو وسيلة ، بعون الله تم كتابة (ويين كورد) بأجمعه مرة أخرى .
ويقول هيرودوت : لعل أفراد سلسلة السلاطين للإمبراطورية المادية ، كانوا يقرؤون عرض حالاً عند المحاكمة .
ويقول كونتزياس اليوناني : إن طبيب بلاط ئه ردشير وضع كتاباً تاريخياً يتحدث عن جرائد (تقويم) البلاط الملكي .
وكذلك الطبيب أفلاطون و يولووتارك وغيرهم من المؤرخين قد كتبوا عن مواضيع كثيرة أخرى .
والتوراة الذي كتب عهد ال(هه خامه نيشان) يتحدث عن القانون والتعليم (القراءة والكتابة) لدى الإمبراطورية الميدية وهذا ما يؤكد وجود القراءة والكتابة والصحافة . وكذلك القانون والمحاكم في كردستان منذ القديم .
إن كتابي (آويستا) و(يين كورد) مكتوبان شعراً وكانا يقرآن بصوت عال وجميل ، في بلاط الإمبراطورية الساسانية كان باربود يلقي الشعر ثم يؤديه غناءً ولحناً بصوته و(سه متوور) ته .
الكتب الكردية قبل الإسلام:
الكتب الكردي باللغة كردية كثيرة لا حصر لها ، قبل الإسلام ،إلا أن المسلمين عندما غزوا كردستان ، ألقوا العديد من الرسائل والصحائف والمخطوطات في الأنهار بذريعة أنها مجوسية و زردشتية ، انتشل بعض منها وكانت على قسمين :
- القسم الأول : ديني ، دين الماديين ، آويستا ، زه ند، ويين كورد ومواضيع أخرى عن الزردشتية .
- القسم الثاني : مواضيع عن السياسة والعادات والصحة والتعليم والأدب والتاريخ والأساطير والقصص وشؤون إدارة الدولة ، وبعضه عن قوانين الشطرنج وفنون الفروسية ورمي السهام ، وعن الصناعة والزراعة والغابات وعلوم الأرض والفلك والفلسفة ، وفيما يلي أسماء بعض الكتب الكردية قبل الميلاد وقبل ظهور الإسلام : آويستا ، ويين كورد ، بوندهسن ، داتستان دينييك ،آرتاري ، ويرافنامه ، كارنامه ى ئه ردشيري بابه كان ، زريران ، داتستان ريدك ، خوسره وكووتان ، وشتره نكنامه ، خوتاي نامه ، خوواي نامه ، روستم نامه ، . . . الخ .
ويجب أن يعلم أن (خوتاي نامه) عرف باسم (سير الملوكي) ، و(خوواي نامه) باسم (شانامه) حيث ترجما من البهلوية إلى الفارسية والعربية . وأن كتاب (كليلة وده مه نهش) قد جاء من الهند ودخل كردستان في عهد القاضي والحاكم الكردي (ئه ردشير) وترجم إلى البهلوية وبعد ظهور الإسلام ترجم من البهلوية إلى الفارسية أما (شانامه) فهو كتاب تاريخي كان مكتوباً باللغة البهلوية قبل الإسلام ، وفيما بعد ترجم إلى الفارسية .
إن الرسائل والكتب التي ظهرت باللغة الفارسية في العصر الإسلامي ، كانت بكاملها مكتوبة باللغة الكردية في عهد الساسانيين ثم ترجمت إلى الفارسية ومن هذه الكتب : وامق وعذرا ، يسني وراميتي ، ئه سكه ونامه ، يووراسب ، بلهور ، شيرين ومنه رهاد ، بارام نامه كرشاسب نامه ، بهمن نامه ، روستم نامه ، شهريار نامه ، جهانكير نامه ، فه رامه رزنامه ، برزوونامه ، به ختيار نامه ، هزار ئه فسانه ، وتستاني سندباد وآلاف الكتب الأخرى المكتوبة بالبهلوبة وترجمت منها إلى الفارسية .
اللغة البهلوية:
بقول الاستاذ سعيد نفيسي : إن اللغة التي كتب بها آويستا هي لغة آرية ، وكانت موجودة منذ القدم في إيران الحالية ومستعملة قبل قدوم أجداد الفرس القدماء إلى إيران ، وعندما كتبوا آويستا بتلك اللغة سموها لغة آويستا ، ولغة آويستا كانت اللغة الرسمية في زمن الساسانيين . والآن هناك الكثير من اللغات المحلية في مناطق إيران تشبه البهلوية ، وهذا يوضح أن اللغات التي كانت داخل إيران هي ليست فارسة بل كردية .
الدكتور رضا زاده شفق كتب في تاريخ الأدب الفارسي وفي الصفحة /25/ :إن اسلوب لغة آويستا رائج في شمل إيران حيث إقليم كردستان .
والأستاذ شيخ محمد آية الله يقول ي تاريخ مه ردوخ وفي الصفحة /41/ : إن (زه ند آويستا) كما هو مكتوب بلغة الماديين ، اللغة التي تشبه اللهجة الموكريانية بل هي مطابقة لها .
وحسب رأي بعض الأخصائيين في اللغات مثل هورات و درستر ، فإن لغة آويستا الزردشتية هي لغة كردية - ميدية.
ويقول ملك الكلامي : إن عشرات القصائد البهلوية مثبتة في الكردية الكرمانجية .
إن معظم الكلمات التي يقال أنها بهلوية محضة مثل : (سه را ، سه ردار ، سويا ، فه رمان ، سه رهه نك ، سه رتيب ، . . . الخ .) تستعمل الآن بكثرة وبعمق في كردستان .
إن البهلوية أمة وتعني الحضارة ، وخاصة لحكام وسلاطين الساسانيين ، الذين كان زعيمهم (ئه ردشير) البهلوي ، وهو ذاته مؤسس الإمبراطورية الساسانية .
( الأبجدية الكردية قبل الإسلام)
كانت الأبجدية الكردية تستعمل حتى أواخر عصر الخلفاء العباسيين والأمويين كتب أحمد بن وحشي النبطي في إحدى مذكراته ( شوق المستهام في معرفة رموز الأقلام ) في سنة /241/ هجرية ، موضوعاَ عن الأبجدية الكردية قائلاً :
( لقد رأيت بأم عيني /30/ مجلداً من الكتب الكردية مكتوبة بالحروف الكردية ، ويوجد في الشام (دمشق) من قبل ، موضوع أحدهما غرس النخيل وتربيته ، والثاني موضوعه التنقيب عن المياه في الأماكن اليابسة والجافة ،أظن أنهما ترجما إلى العربية ، حتى يستفيد البشرية منهما .
ويقول أحمد نبطي : هذه الأبجدية في غاية الإتقان والتطبيق من بين الأبجديات عامة ، حيث توجد فيها مجموعة أخرى من الحروف التي خرجت عن نطاق الأبجديات المألوفة ،فحرفا ب ، ج مميزان ، وفيها (7) انواع من أخرى من الحروف حيث لا نظير لها في أية لغة أخرى ، وأصواتها لا توجد في لغة ، فهناك ستة حروف لا مثيل لها في الأبجديات والكتابات الأخرى ، فهي سلسة في هجائها وحركاتها وذلك بسب مخارج تلفظها .
قراءة جميع اللغات سهلة عند الأكراد ، فيقرؤون القرآن بطلاقة كعربي وربما أفضل منه لفظاً ونطقاً .
اقتبس العرب كلمات كثيرة من الأكراد وهي كردية في أصولها وجذورها ، وما زالت قائمة ومثبتة في اللغة الكردية وحدها ، وغير موجودة في اللغة العربية .
القراءة والكتابة الكرديتين ، والكتب الكردية بعد ظهور الإسلام
كانت اللغة الكردية وأبجديتها متداولة حتى زمن الحجاج بن يوسف الثقفي دون انقطاع .
يقول سعيد نفيسي : كتب كثيرة بلغة آويستا ،كانت متداولة حتى عام /600/ هجري ، سراً وعلناً ، وقد شاهدها آلاف العلماء مثل بابا طاهر الهمداني وأبو مسلم الخراساني
سبب انقطاع اللغة الكردية لعدة قرون:
كانت الكتابة والقراءة حتى نهاية عصر العباسيين باللغة الكردية في كردستان ، بعد ذلك عمل الملالي والشيوخ ، وبعض الأكراد على اخماد سراج اللغة الكردية .
ففي عهد الخليفة الأموي عبد الملك بن مروان ، كانت اللغة الكردية ، لغة الدولة في الدوائر والمدارس والمساجد ، وبالرغم من سيطرة العرب على الدفاتر وأمور الدولة والمستخدمين ، إلا أن الساكنين في جميع الولايات كان يتداولون كتب القانون ودفاتر الديوان وشؤون الدولة بلغتهم الأصلية .
فالأكراد مثلهم مثل مصر والشام وحدهم كانوا يستعملون اللغة الكردية ، فدفاتر ودواوين الدار العراقي بكاملها ، كان تحت تصرف الأكراد واللغة الكردية كانت اللغة الرسمية الوحيدة ، وفي زمن الحجاج الثقفي كانت جميع الدواوين الرسمية بإدارة رجل كردي اسمه ( زادان مه رروخ) وكان كاتب الحسابات اسمه ( صالح بن عبد الحمن ) الذي عينه المسلمون في كردستان بديلاً عنه فيما بعد .
لم يكن صالح عبد الرحمن ذا اعتبار وشأن لدى الحجاج ، وكان يخجل كونه تحت إمرة ( زادان مه رروخ) فازداد غلاظة وغيظاً . ذات يوم قال صالح لزادان : أنت تعرف سبب عدم احترام الأمير لي ، وسوف أبلغ منصباًً أعلى منك وسترى ذلك ، رد عليه زادان : لا تقس على قلبك ولا تتعذب ،فالأمير لا يستغني عن خدماتي ، لأنه لا يملك أحد غيري يسير أمور الديوان فقال صالح : أنا أسيره ، وإذا رغب الأمير فأنا مستعد للترجمة إلى العربية أيضاً : فقال زادان له : هيا ، اكتب بضعة أسطر لأراها...
وغاص صالح حينذاك حتى يديه وفمه في العربية ، فغضب زادان جداً، ونفض يد صالح بشدة ومنعه قائلاً : حذار ، أن تفعل هذا مرة أخرى . ولكن الجواسيس - للأسف - أبلغوا ذاك للحجاج ، فأضاف على قتل اللغة الكردية عندما أمر ( ابن الأشعث ) بقتل زادان أيضاً .
عين الحجاج صالح عبد الرحمن مكان زادان وطلب منه ترجمة جميع الدفاتر وأمور الدولة إلى اللغة العربية .
ذهب (مه ردانشا )ابن زادان فه رروخ إلى صالح ، فرآه منهمكاً ومضطرباً في عمله والذي لم يتأمل منه التوقف عن فعله الندم عليه ، فدعى عليه شراً وقال : ليهلك الله جذورك ويشل أصابعك ، كما هلكت جذور اللغة الكردية .
حينذاك فشلت جميع مساعي الوطنيين الكرد ومحبي كردستان دون جدوى وانهالت على صالح سيول الذهب من خزينة الدولة ، وقال صالح بعدها عن الحجاج : أجل ، لم تثبت قدماي عند الحجاج خلال /20/سنة مضت ومنحني مئة مقدار من الذهب ، والآن يمنيني بالذهب الخالص ، في حين أن نصف موجودات خزينته من الذهب لا تفي بما قدمته .حتى النقود (العملة النقدية ) كانت مصكوكة باللغة الكردية في كردستان ، وفي كل الأماكن الناطقة بالكردية .
وقليلاً ما كانت تحدث جرائم وجنايات حتى في الأيام السوداء الأخيرة من عصر الخلفاء العباسيين .
بقيت اللغة الكردية وأبجديتها مستعملين على نطاق ضيق ويشكل سري ، ومن الكتب والرسائل الباقية هي : آويستا ، ويين كورد ، شيرين وخه سرو ، وحووت خوواني روستم ، جيهانكير وروستم ، خاوه ران به هنه سا ، . . الخ .
فكانت أكثرها على شكل قصائد شعرية ومكتوبة بالحروف العربية ومنتظرة خدم الأجانب من الملالي والشيوخ الذين أوصلوا إلى خبر مفاده : إن كل من يحرق كتاباً مجوسياً و زه روشيبا (أي زوردياً) سوف يحظى بالقصور والحوريات . لهذه الأسباب ،خمد نبراس اللغة الكردية الجميلة لعدة قرون .
قراءة وكتابة اللغة الكردية:
بيد أن الأدباء نظموا القصائد بشكل إفرادي ( كل فرد من ناحيته ) ، ففي القرن السابع عشر الميلادي كتب أحمد خاني : مه م وزين ، نوبهار(بجوكان) ، مولود نامه ، عقيدا إيماني ، باللغة الكردية .
ووضع العلامة خالد يوسف ضياء باشا ، الهدية الحميدية في استانبول عام 1794 ميلادي .
وطبع في روما عام 1777 ميلادي ، القاموس الكردي - الإيطالي ( كراماتيكا كارسوني) . وبعد كارسوني وحتى أواسط القرن التاسع عشر ، نشرت باللغة الكردية عدة قواميس صغيرة وعدة كتب للنشر ودواوين للشعر لبعض الأدباء وما زالت موجودة حتى الآن .
وطبعت ثلاثة قواميس ورسالة في الأدب الكردي باللهجة الكرمانجية في بييتروبورغ (بطربورغ) ، خلال الأعوام 1856، 1857 ، 1857، الميلادية . وفي عام 1860 ميلادي كتب (أي رزابا) عدة مقالات عن تاريخ الأدب الكردي ونشرها . ثم ألف عدة قواميس ( كردي - فرنسي ، فرنسي - كردي ، كردي - روسي ، روسي - كردي ،
كردي - كردي )9 وقد ساعده في تأليفها أحمد خاني وملا بايزيدي .
وحفظت المسودات في أرشيف جامعة لينينغراد ، إلا أن قاموسه الكردي - الفرنسي ، طبع عام 1867 في الجامعة ، وكذلك القاموس الكبير ( كردي - لغات أجنبية )المكون من /446/ ورقة والذي يحتوي على /1500/ كلمة كرمانجية وقليلاً من الكلمات الصورانية وتقابلها معانيها بالفارسية والعربية والأرمنية .
----------
- هذا الموضوع التاريخي ، مأخوذ من كتاب : فه رهه نكي مه هاباد - جابي يكه مين - هولير- جابخانه ى كوردستان.
[1]