ابجدية جلادت وقياس الحاجة إلى الحرف
تأليف درويش غالب
الغاية من الكتاب أن يكون أداة ووسيلة لاظهار حقيقة أبجدية جلادت وقطع دابر الشك لدى من يشكون بها.
موضوع الكتاب هو الابجدية الكردية اللاتينية التي تحددت معالمها بعد الحرب العالمية الاولى على يد الامير جلادت بدرخان، بغية تسهيل تعلم#اللغة الكردية# ، كرد فعل على الجهود الساعية لإزالة المعالم الثقافية للشعب الكردي ولغته قسرا. تتعرض هذه الابجدية إلى انتقادات مجحفة دون سند علمي. اما الجانب الاخر من الكتاب يتعلق بتوحيد الابجديتان الكرديتان، اعتمادا على قياس نسبة الحاجة إلى الحرف (الصوت) في أبجدية اللغة.
ينقسم الكتاب إلى عدة اقسام و هي:
1- موجز عن عوامل انقسام اللغة إلى لهجات وتوحدها، وعن توحيد اللغات الانكليزية و الايطالية و الالمانية والدور البارز للكتّاب في إيجاد لغة أدبية لشعوبهم تمهيدا لتوحيدها.
2- الجواب على منتقدي الابجدية في النقاط التالية.
أ – ماهية الاعتراضات التي يثيرها منتقدي أبجدية الأمير جلادت وأدلتهم.
ب - مجموع اعتراضات المنتقدين ناقصة، وهذا يدل على ان مجموع ما يقدمه هؤلاء لا يشكل دراسة منظمة للصوتيات في اللغة الكردية أو التي تؤثر في نقل المعنى. وبذلك يمكن اهمال هذا النقد باعتباره غير منظم ولايحيط بموضوعه كاملا، و بالتالي غير علمي.
ج –أن عملية البحث عن الحلول للقضايا المتشابكة كاللغة، يشكل مرحلة الفحص والتجريب أهم المراحل. وقد عبرت الابجدية الكردية خلال مايقارب القرن تجربتها بنجاح، واثبتت هذه التجربة ان الاعتراضات المثارة لاتظهر في سياق اللغة المكتوبة وماهي إلا أمثلة خارجة عن السياق. وقد رفض جماهير الكتاب كل محاولة لتعديل الابجدية.
د – أن اسباب تعدد الاصوات في اللغة تعود إلى الجذور التاريخية و لغات الشعوب المجاورة وخاصية تميز الفرد بصوته. وبذلك يمكن اعتبار ان تعدد الاصوات في اللغة هي خاصية عامة بما فيها اللغة الكردية أيضا. وبمقارنة الابجدية الكردية مع ثلاثة انظمة الكتابة لأهم اللغات في العالم الحديث وهي الانكليزية والعربية والصينية. يظهر توافق الابجدية الكردية مع اللغة الكردية بشكل ممتاز. و خاصة إذا اخذنا بعين الاعتبار ان اللغة العربية تحافظ على الدقة التامة للفظ لارتباطه بقراءة القرآن المقدس.
تختلف اللغات الانسانية فيما بينها في مجالات ونواحي عديدة، وتمتلك أساليب وامكانيات متنوعة ولكن جميع اللغات الانسانية تتساوى في القيمة من حيث التعبير عن المعنى. ولغة الكتابة الكردية تعبر تماما ما تستطيع ان تعبر عنه اللغة الكردية شفهيا، وبذلك تتساوى اللغة الكتابية الكردية في القيمة مع بقية أنظمة الكتابة للغات الانسانية.
ﮪ - ظهرت الابجديات كتطور تاريخي، اعتبارا من الهيروغلوفية مرورا بالابجديات السامية الاولى إلى تعدد الابجديات الحالية. استفادت الشعوب من تجارب الشعوب الاخرى ونقلت منهم وتطور شكل الاحرف وتغير عدد الاحرف الابجدية. آخر ما استخدمه الاكراد للغتهم لأكثر من ألف عام، كانت الابجدية العربية مضافة إليها الحروف الاعجمية. حافظ الامير جلادت على التطورالحاصل في الابجدية السابقة ولم يضف إليها أي من الاحرف الصامتة ما لم تكن موجودة في الابجدية السابقة. وميز الاحرف الصوتية في الابجدية السابقة وأضاف للضرورة حرفين صوتيين.
و- أستخدم جلادت تقسيما علميا سليما للاصوات، كما انه قدم تعريفا للابجدية أكثر التصاقا بالصوت مما قدمه الادب العالمي من تعاريف. وبذلك حقق جلادت نجاحا باهرا في سرعة وسهولة تعلم القراءة باللغة الكردية.
3- يتعلق هذا القسم بقياس نسبة زيادة حروف النص كما برهن شانون رياضيا في نظرية المعلومات و طبقه على اللغة الانكليزية. بدورنا تم أجراء جميع مراحل القياس للغة الكردية، علما أن مثل هذا القياس تجري للمرة الاولى للغة الكردية.
4- تعديل منهج شانون في القياس، ليظهر نسبة الحاجة إلى وجود الحرف (الصوت) في الابجدية، وهذا القياس يظهر دور الحرف (الصوت) في ايصال المعنى ومدى الحاجة إلي وجوده في الابجدية.
هذا المنهج مفيد جدا للشعب الذي يسعى للحصول على أبجدية للغته، او الذي اجبر على تبني أبجدية جديدة كالشعب الكردي خوفا على لغته، وربما لهذا السبب لاتوجد ادبيات عالمية تتعلق بهذا الموضوع مباشرة.
الكتب التي تحمل صورة الرجل الموجودة على غلاف الكتاب, تدل على حداثة المعلومات وجودة لغته ومضمونه العلمي واللائق.
[1]