تاريخ وهوية مدينة گر-چتل مهد صناعة مادة الخبز – الحلقة السابعة دراسة تاريخية
بيار روباري
الفصل الثامن
لغة سكان مدينة گر-چتل
في المحور السابق أوضحنا هوية سكان مدينة گر-چتل الكوردية، ومن الضروري التوقف عند لغتهم أيضآ. لماذا؟ لأن اللغة هي التي تحدد هوية سكان أي مدينة وهوية شعب ما من الشعوب والأقوام، وتمدنا بتفاصيل مهمة عن ثقافته هذا الشعب، وإلى مجموعة عرقية ينتمي. لهذا وجدت غريبآ أن جميع الباحثين والمؤرخين الأتراك، الذين كتبوا عن المدينة تجاهلوا لغة سكان المدينة رغم أنها في غاية الأهمية بحسب رأي، لا بل الأهم. قد يقول قائلا:
كيف لنا معرفة لغة سكان مدينة “گر-چتل”، ولم تكن الكتابة بعد قد إخترعت من قبل الكورد السومريين ولم يكن الخط المسماري قد ولد أساسآ، وبالتالي لم يكن هناك نصوص في موقع المدينة، فكيف لعلماء الأثار الذين نقبوا في الموقع، أن يعلموا بأية لغة كان يتحدث سكانها في غياب المعلومات؟؟
هذا السؤال المنطقي بالتأكيد لم يغيب عن ذهننا، وإلا لم طرحناه من الأساس. كل شعوب الأرض كانت تملك لغة وتتحدث بها قبل ظهور الكتابة بألاف السنين، ومع الزمن طوروا لغاتهم ووسعوها وإن ببطئ شديد من خلال إستحداث مفردات جديدة. إلا أن أسلاف الشعب الكوردي سبقوا بقية الشعوب في إكتشاف الزراعة، وهذا ما مكنهم من الإستقرار في الأرض وكان ذلك المدخل الطبيعي ل بناء القرى البدائية ومن ثم توسيع تلك القرى وتحويلها إلى مدن، وبالتالي الإنتقال من مرحلة الصيد وجني الثمار إلى مرحلة الإستقرار في الأرض، وتدجين الحيوانات والعيش من كليهما. وبالتالي بناء أول حضارة بشرية، وهذا ما مكنهم من إكتشاف الكتابة بفضل التبادل التجاري، ومن ثم إبتكار الخط المسماري في سومر حوالي العام (3200) قبل الميلاد في جنوب كوردستان، وهذا أعطى دفعة كبيرة جدآ لتطور وتوسع اللغة السومرية أم اللغة الكوردية، ومن ثم وضع أول أبجدية متكاملة في التاريخ في مملكة أوگاريت الخورية-الميتانية في العام (1750) قبل الميلاد، ومع الوقت إنتشرت هذا الأبجدية في ك مناطق الدولة الخورية-الميتانية، والدولة الهيتية حوالي (1500) قبل الميلاد. وكانت مؤلفة من (30) ثلاثين حرفآ، وهي نفس الأبجدية التي يستخدمها الشعب الكوردي اليوم، وبعد مرور حوالي (4000) أربعة ألاف عام، أضاف الكورد لها حرفآ واحد عفقط لى هذه الأبجدية الرائعة. والنوتة الموسيقية (7) السباعية، هي الأخرى وضعها أسلافنا الخوريين-الميتانيين في مدينة أوگاريت ويسخدمها الشعب الكوردي لليوم.
لقد أثبتنا في المحور السابق أن سكان مدينة “گر-چتل” كانوا من التوروسيين أسلاف الهيتيين الكورد، فلا شك أنهم كانوا يتحدثون لغة التوروسيين، أم اللغة الهيتية – الكوردية القديمة، وإن لم يكن في تلك الحقبة الزمنية السحقية حوالي (8000) الألف الثامن قبل الميلاد، وجود للكتابة ولا الحروف المسمارية، كي يتسنى لسكان المدينة تدوين معتقداتهم وأغانيهم وأساطيرهم على الألواح الطينية وحفظها، كما فعل من بعدهم بألاف السنين إخوتهم السومريين في جنوب كوردستان حوالي (3200) الألف الثالث قبل الميلاد. الشيئ الوحيد الذي كان متوفرآ لهم هو الرسم والنقش وصناعة التماثيل، ولهذا عثر العلماء على الكثير من الرسومات مرسومة على جدران بيوتهم الداخلية وبالألوان، ووجدوا العديد من التماثيل وخاصة النسائية منها، وهذا يدل على تطور فن الرسم والنحت والنقش لدى سكان المدينة، هذا إضافة إلى صناعة الأصباغ والأفران والسلالم.
1
من هنا يمكننا القول وبثقة عالية جدآ، أن لغة سكان مدينة گر-چتل كانت اللغة التوروسية، وهي إم اللغة اليهيتية الكوردية الحالية، ومدينة گر-چتل كانت دون شك مدينة كبيرة بمقاييس ذلك الزمان، حيث بلغ عدد سكانها حوالي (10.000) عشرة ألاف نسمة في ذروة إزدهارها. وللتأكيد على أن اللغة الهيتية هي إم اللغة الكوردية الحالية سوف تشاهدون في نهاية المحور جدول بالكلمات الهيتية – الكوردية المشتركة.
وظلت اللغة الهيتية وهي إحدى اللهجات الكوردية المهيمنة على شمال غرب كوردستان، وأما في شمال #شرق كوردستان# سادت اللغة الخورية-الميتانية هي السائدة وهي أيضآ إحدى اللهجات الكوردية المعروفة وسادت في غرب كوردستان أيضآ أي (سوريا) الحالية. وإتمزجت هاتين اللهجتين مع الزمن وخاصة بعد سيطر الهيتيين على الدولة الميتانية دون حروب، ونتج عن هذا المزج اللغة الكوردية الحالية، التي يطلق عليها اليوم “الكورمانجية” الشمالية، وللألسف الأكثرية الساحقة من الباحثين يجهلون هذه الحقيقة التاريخية المهمة.
ولا ننسى أن مدينة كركاميش (جرابلس الحالية) كانت بمثابة العاصمة الثانية للدولة الهيتية، والمدينة تقع في وسط كوردستان، ولهذا يصعب التمييز بين الخوريين والميتانيين والهيتيين على الإطلاق، ليس فقط في مجال اللغة وإنما في الدين، الألهة، الثقافة، الحياة الإجتماعية، التقاليد والأعياد. هم في الحقيقة شعب واحد ولكن بمسميات مختلفة.
بعد إكتشاف العاصمة الهيتية هاتوسا (بوغازكوي) اليوم، التي تقع إلى الشرق من مدينة “أنقرة” ويبعد عنها نحو (140كم)، وبدء عمليات التنقيبات الأثرية فيها العام (1906) ميلادي، بإشراف العالم الألماني
“ﮪ. فينكلر” بالتعاون مع عالم الآثار التركي “ثيودور ماكريدي”، وإستمرار هذا العمليات حتى العام (1912م) ومن بعدها تابعها البحث والتنقيب عدد من الباحثين الألمان. تبين أن تاريخ مدينة “هاتوسا” إلى العصر النحاسي أي (6000 ق.م) الألف السادس. وقد إستمر الإستيطان حتى نهاية (3000) الألفية
الثالثة قبل الميلاد تقريبآ. وقد أُعيد إستيطان “هاتوسا” من جديد منذ النصف الثاني من القرن (1700) قبل الميلاد. في عهد الأمير الهيتيي لابارنا (1565-1540) قبل الميلاد، وبني فيها مقر حكمه ولاحقآ سمى نفسه باسم “هاتوسيلي” نسبة إلى إسم المدينة.
التنقيبات كشفت الكثير من المعلومات عن اللغة الهيتية، ومدى إنتشارها ودورها وإستمرارها لألاف السنين، وعمليآ هي مستمرة لليوم عبر اللغة الكوردية الحالية، تمامآ كما هو الحال مع اللغة السومرية والإيلامية والكاشية والميدية والساسانية.
لقد تمكن الباحث التشيكي “روزني” في العام (1915) من إثبات إنتماء اللغة الهيتية إلى اللغات الهندية- الأوروبية، عن طريق مقارنتها بالإغريقية واللاتينية والهندية السنسكريتية، واضعاً بذلك حجر الأساس لولادة علم الهيتيات. ثم تتابعت الأبحاث التاريخية واللغوية التي أظهرت الرابط بين الهيتية والخورية.
اللغة الهيتية كانت متطورة من حيث النحو والصرف والمفردات. ودونت بها الكثير من النصوص التي تعود إلى (1700) القرن السابع عشر قبل الميلاد. وهي لغة الدولة الهيتية التي بسطت سيطرتها على معظم أنحاء شمال غرب كوردستان إضافة لكل غ#رب كوردستان# لمدة تزيد على (400) أربعة قرون، حتى إنهيارها إثر غزوات شعوب البحر المدمرة لها في أواخر (1300) القرن الثالث عشر قبل الميلاد.
وورد إسمها في المصادر المصرية القديمة والآشورية وكذلك العهد القديم. الهيتيين كانوا يسمون لغتهم نيشية التي تعني (لغة نيشا) نسبة إلى مدينة نيشا عاصمتهم القديمة قبل هاتوسا. وقد مرت اللغة الهيتية بمرحلتين أساسيتين هما:
1 الهيتية القديمة:
تعود بداياتها إلى (1700) القرن السابع عشر قبل الميلاد وإستمرت إلى (1500) القرن الخامس عشر قبل الميلاد، ولم يصلنا منها سوى مجموعة صغيرة من النصوص للأسف.
2 – الهيتية الحديثة:
2
إستمرت من (1500) القرن الخامس عشر قبل الميلاد، وحتى إلى نهاية (1300) القرن الثالث عشر قبل الميلاد. وكتبت بها معظم النصوص المكتشفة في أرشيف هاتوسا. كما إكتشفت بعض النصوص والرقم الهيتية في أوگاريت، إيمار، ألالاخ، پاتين، أگرو، گرگاميش، شمأل، مبوگ، دلبين ومدن خورية أخرى.
أما عن مضمون تلك النصوص فقد ضمت وثائق تاريخية ومعاهدات ومراسلات دبلوماسية ونصوصاً إدارية، إقتصادية، قانونية، أدبية، دينية وأسطورية.
وكتبت الهيتية بالخط المسماري القديم الذي كان مستخدمآ في آلالاخ وأوگاريت وقطْنة، مما يدل على أن الهيتيين قد أخذوا نمط كتابتهم عن الخوريين والميتانيين، ولعل ذلك تم في عهد الملك “هاتوسيلي” العام (1650) قبل الميلاد. كما إن الهيتيين إستخدموا في نقوشهم وتماثيلهم وأختامهم كتابة تصويرية سميت بالهيروغليفية الهيتية، وإختفت مع زوال مملكتهم، ثم عادت إلى الظهور في مطلع (1000) الألف الأول قبل الميلاد.
أبرز سمات اللغة الهيتية:
وجود الحرف الحلقي (خ) فيها، كما هو موجود في اللغة الكوردية.
عدم إمتلاكها المثنى تمامآ مثل اللغة الكوردية الحالية.
لا يوجد فيها سوى جنس عام (للمذكر والمؤنث) وجنس محايد مثلها مثل اللغة الكوردية الحالية.
يقتصر تصريف الفعل على صيغتين ولكل منهما نهاية خاصة به.
تتضمن اللغة الهيتية زمن الماضي والحاضر والمستقبل كما هو الحال في بنتها اللغة الكوردية الحالية.
اللغة الهيتية دونت بخط مسماري مشابة تمامآ للخط المسماري الذي إستخدم في غرب كوردستان وشمال شرق كوردستان حيث كان يحكم الخوريين والميتانيين من أسلاف الكورد. ويختلف هذا الخط بعض الشيئ عن الخط المسماري الذي إبتكره الكورد السومريين.
وحسبما أظهرت وثائق أرشيف مدينة خاتوشا والمواقع القريبة الأخرى منها، فان المسمارية الهيتية كانت تشكل أكثر من 90% من نسبة الوثائق المدونة، حيث إستعملت في توثيق كل الوثائق والمراسلات التي كتبت من قبل إدارة الدولة الهيتية، بينما الهيتية الهيروغليفية إستخدمت في الغالب للنقش على الصخور، لا سيما المرتفعة منها، من أجل التعريف بالملوك والحكام في عموم أنحاء الدولة الهيتية.
لقد إتضح من خلال الإكتشفات الأثرية، كيف كان الهيتيين الكورد يكتبون نصوصهم المسمارية، وكيف يحفظون الألواح الطينية التي يكتبون عليها. بدى واضحآ أن الكتبة الهيتيين إستعملوا الطين كمادة رئيسة للكتابة، اذ كان يتم تقطيع لوح الطين إلى أشكال وأحجام مختلفة، وفي أكثر الحالات كانت الألواح التي يكتب عليها مستطيلة الشكل في إتجاه عمودي وليس أفقي، وتختلف أطوالها من الصغير الذي لا يتجاوز البضعة سنتيمترات، إلى الألواح الطويلة التي تتراوح ما بين (41-35سم) وعرض (25سم) وسمك نحو (6سم). وعند الكتابة على اللوح كان يقسم الى عمودين أو ثلاثة أو أربعة عواميد، وتكون هذه الأعمدة مفصولة بخطوط رأسية، ولكن أكثر طريقة إستخدمها الكتاب الهيتيين في هذا المجال، كانت الألواح المقسمة إلى (2) عمودين من الكتابة مفصولة بخطوط رأسية.
وكان اللوح يغطى بالكتابة من الوجهين، وأحياناً من وجه واحد، أما أداة الكتابة فهي كانت ذاتها التي كان السومريين يستخدمونها، أي عيدان القصب أو أي مادة عضوية أخرى، إذ كان يضغط بها على الطين الطري، لتشكيل العالمات المسمارية، ثم يترك تحت الشمس ليجف ويصبح صلبآ.
الرابط بين اللغة السومرية والهيتية؟
3
الجواب المباشر على هذا التساؤل هناك رابط وقوي بين اللغتين دون أدنى شك. لماذا؟ لأن كلا الطرفين السومرين والهيتيين ينتميان لنفس الشعب وهو الشعب التوروسي – الخوري. السومريين نزلوا بإتجاه الجنوب والهيتيين نزلوا بإتجاه الغرب والشمال الغربي من جبال توروس.
ورغم الفارق الزمني الكبير بين إستعمال اللغة السومرية في جنوب كوردستان، وبين قيام الدولة الهيتية، إلا أنه ثبت وبالدليل القاطع من خلال أرشيف مدينة “هاتوسا” عاصمة الهيتيين بإن السومرية كان لها تأثير على اللغة الهيتية، حيث عثر علماء الأثار في موقع المدينة على معاجم هيتية وما يقابلها بالسومرية لكن أهم تأثير للغة السومرية، هو استعمال العالمات السومرية.
ويقصد بذلك ما يعرف بي (كاديوجرام)، وهي عالمة مفردة توضع عند الكتابة لتدل على معنى أو فكرة كاملة دون كتابتها في سياق النص، وهي طريقة إستعارها الكتاب الهيتيين لتوفير الوقت عند الكتابة، وبما أن هذه الطريقة تحتاج إلى كتبة هيتيين متمكنين ومتفقهين في اللغة السومرية، فيمكن لنا القول بأنه لا بد وأن قواعد اللغة السومرية كانت تدرس في مدينة “هاتوسا”.
العلاقة بين اللغة الخورية – الهيتية:
اللغة الخورية هي لغة أجداد الكورد الذين إستوطنوا الجزء الشرقي من سلسلة جبال توروس ومنها نزلوا إلى منطقة “آمد، رها، الجزيره الفراتية، هلچ (حلب)، چيايه كورمينج، ألالاخ، أوگاريت، رستن، قطنة، گولان، إيمار، هسك، رقه، باخاز، در-زور، دلبين، أگرو، أوركيش، گوزانا، دليوك، گرگام، گرگاميش، شنگال وهموكاران. الدولة الخورية يعود تاريخيآ إلى (8000) ألأف الثامن عام قبل الميلاد، هذا ما أكدته أثار مدينة گوزانا.
ولغة الميتانيين هي لغة الخوريين لأن الميتانيين أحفاد الخوريين وهم عشيرة أو قبيلة من هذا الشعب وعاشت وحكمت المنطقة حوالي الألف الثالث قبل الميلاد، والعديد من الأدلة الأثرية تشير إلى أن قسماً منهم إستقروا في الأقسام الجنوبية من شمال غرب كوردستان، أي نزلوا إلى جوار إخوتهم الهيتيين. من هنا اللغة الأكثر إستخداماً في الدولة الهيتية إلى جانب الهيتية المسمارية كانت اللغة الخورية وهذا ما تبين من أرشيف مدينة هاتوسا بشكل جلي وواضح. كما شاهدنا مدى الترابط بين اللغة الخورية والسومرية والهيتية والميتانية، وهن في الحقيقة لغة واحدة ولكن بلهجات مختلفة، وسبب هذه الإختلافات بسبب البعد الجغرافي بين الثلاثة.
بعض الإستنتاجات التي توصلنا إليها مما تقدم:
1- اللغة الهيتية هي لهجة من اللهجات الخورية الكوردية، واللغة الكوردية هي إم اللغات الهندو-أوروبية.
2- الهيتية تسمية أطلقها العلماء عليها نسبة الى إسم المنطقة التي إنتشرت فهيا، وهي بلاد خاتي. الهيتيين أنفسهم كانوا يسمون لغتهم لغة “نيشا” نسبة إلى مدينة نيشا (كانش) موطنهم الأول.
3- الدلائل الأثرية أكدت على أن اللغة الهيتية لغة الكتابة منذ بداية أوائل الألف الثاني قبل الميلاد، إلا إن ما وصلنا منها قليل جدآ، وما وصلنا في معظمه يعود إلى اوائل القرن (1400) السابع عشر قبل الميلاد.
4- دون الهيتين لغتهم بخط مسمارى خاص بهم، وعلى الرغم من أنهم إستوحوه من الخط المسماري السومري، إلا انه يختلف عنه كثيرآ كما ذكرنا سابقآ.
5- اللغة الهيتية المسمارية سادت شمال غرب كوردستان في (2000) الالف الثاني قبل الميلاد. اللغات الأخرى لم تشكل أكثر من 11% من تاريخ الهيتيين المدون.
6- تراجعت اللغة الهيتية المسمارية بعد إنهيار دولتهم في أواخر الألف الثاني قبل الميلاد، ومن ثم حلت محلها اللغة الهيتية الهيروغليفية التي أصبحت اللغة الرئيسية من بعد تأسيس ممالك هيتية جديدة متفرقة في شمال غرب كوردستان وغرب كوردستان مع مطلع الألف الأول قبل الميلاد.
4
جدول بالكلمات الكوردية – الهيتية
Kurdî Hîtî Yonanî Latînî Îngilîzî Erebî
Aw water neró aquq water ماء
New/nû mewa néos novus new جديد
wett fetos étos سنة
Yek aika énas unus one واحد
Penc panga pénte خمسة
Heft satt eptá septem seven سبعة
Neh nah ennéa novem nine تسعة
Min mi I`m أنا
Nan ninade خبز
Kutan ekutan الأكل
Ma? Ma? ألا؟
Da/dan day díneis dare أعطى
Kal gal géros عجوز
Halan halanan حرب
Hemû Hemuan جميع
Kî ku quis مَن؟
Kes kursek شخص
Kesekî kurseki شخص ما
Kî be Ki it pa من يكون
Ket kate وقع/ سقط
Pê pede pedites قدم
Mû mi شَعر
Tu ta tu/ vos أنت
Guh kêstug أذن
Hatin/têyî tia venire يأتي
Ga dûd ثور
Meş maş مشي
Sipî supî áspro أبيض
Kêr kuer cultro knife سكين
Hestî hestayî ostá ossa عظام
Serî/qaf sare kefáli caput رأس
Şewat şiwat حريق
Hinek hink بعض
5
6
الثقافة والفن في گر-چتل:
عثر العلماء في مدينة “گر-چتل” على الكثير من الجداريات والتماثيل النابضة بالحياة في جميع أرجاء المستوطنة، والجداريات معظمهم رسمت على الجدران الداخلية للبيوت وبعضآ منها على جدران البيوت الخارجية. وبرأي العلماء الذين نقبوا في الموقع تعتبر الخريطة العامة للقرية الموجودة على الحائط أقدم خريطة في العالم.
كما وجدوا لوحات مختلفة على جدران المنازل الداخلية، ورأوا العديد من الأشكال مثل مشاهد الصيد والأنماط الهندسية والنجوم والفهود والطيور والغزلان. بالإضافة إلى اللوحات الموجودة على الجدران، تم العثور على شخصيات بشرية صغيرة مثل النساء والرجال والحيوانات. كل هذه الاكتشافات المثيرة للاهتمام هي رموز لما كان يجري من أفكار ومعتقدات وعوالم إجتماعية للأشخاص الذين عاشوا في ظل ظروف تلك الفترة.
كما وعثر المنقبين على صور لرجال منتصبين، ومجموعات من الرجال في مشاهد وهي تصطاد بعض الحيوانات وعلى رأسهم الثور، ولهذا رأينا صور حمراء للثور والغزلان المنقرضة من المنطقة. كما عثر العلماء في الموقع على صور النسور التي تنقض على أشخاص مقطوعة الرأس، لأن سكان گر-چتل كانوا يتركون أمواتهم في العراء لتنهش لحومهم الطيور والحيوانات المفترسة، ويحتفظون فقط بالعظام. إلى جانب ذلك إكتشفوا رؤوس الحيوانات وهي معلقة على الحيطان. بالإضافة إلى ذلك، تم العثور على تماثيل نسائية طينية مميزة في الطبقات العليا من الموقع. تُظهر هذه التماثيل تشابهآ قويآ مع التماثيل الموجودة في أماكن أخرى، مثل تمثال “سيكلاديز”.
لم يتم العثور على أي مباني كبيرة بحيث يمكن لها تشغل وظيفة المعابد أو القصور الملكية. ولكن من خلال المقابر والجداريات والتماثيل إستنتج الباحثين أن السكان كان لديهم ديانة بها ثروة من الرموز. ربما كانت الغرف التي تحتوي على الكثير من هذه الأشياء عبارة عن مزارات أو أماكن إجتماعات عامة. الأكيد كانت هناك درجة عالية من المساواة الاجتماعية بين أبناء المستوطنة، كما يتضح من عدم وجود منازل يمكن التعرف عليها بوضوح على أنها سكن للكهنة أو الملوك. وكون التماثيل في معظمها نسائية، إستنتج العلماء والباحثين أنه لم يكن هناك تمييز بين الجنسين، بل المرأة كانت هي الإلهة والقائدة والرجال والنساء كانوا يحصلون على نفس كمية الطعام، ومن الواضح بأن الجنسين كانوا يتمتعون بنفس الوضع الاجتماعي.
وفي المستويات العليا من المدينة، يتضح أن سكان المستوطنة كانوا ماهرين في الزراعة وتربية الماشية. كما وعثر العلماء على تماثيل نسائية في صناديق تستخدم لتخزين الحبوب مثل القمح والشعير. وكان أهل المستوطنة يزرعون البازلاء واللوز، وكانوا يجنون ثمار الفستق والفاكهة من الأشجار التي كانت موجود في التلال المحيطة بالمستوطنة. إلى جانب ذلك دجنوا الأغنام وهناك أدلة على بدء تدجين الماشية. ومع ذلك، ظل الصيد مصدرآ مهمآ للحوم. وكانت صناعة السيراميك وأدوات السج من الصناعات المتطورة. ومن المحتمل أن الأدوات المصنوعة من حجر السج كانت تستخدم محليآ، كما تم الاتجار بها مقابل المحار والصوان من غرب كوردستان.
وهناك لوحات تُظهر عالم الحيوان وحده وعلى سبيل المثال، كركيتان تواجهان بعضهما البعض تقفان خلف ثعلب، أو في تفاعل مع الناس، مثل نسر ينقر على جثة بشرية أو مشاهد صيد. كما تم العثور على نقوش جدارية في “گر-چتل” مكررة، وغالبآ ما تمثل الحيوانات، مثل أزواج من الحيوانات التي تواجه بعضها البعض والمخلوقات الشبيهة، التي يُعتقد أنها دببة أو آلهة أو بشر عاديين، يتم تمثيلها دائمآ بشكل مفلطحة مع إزالة رؤوسها وأيديها وأقدامها. ولكن أبرز الأعمال الفنية التي تم العثور عليها في گر-چتل هي تركيبات بقايا الحيوانات، ومن بين هذه الأعمال الأكثر لفتآ للإنتباه هي قرون الثيران في العديد من
7 المنازل، وتزيين الغرفة الرئيسية بعدة جماجم ثيران مثبتة على الجدران أو المنصات، وتم دفع القرون المدببة إلى الفضاء المشترك. ليس معظم الحيوانات الممثلة في مدينة گر-چتل لم تكن مستأنسة، وتهيمن الحيوانات البرية على الفن في هذه المدينة.
نهاية هذه الحلقة وإلى اللقاء في الحلقة القادمة.[1]