لا حكم السجن ولا حكم الإعدام سيكسر إرادة الشعب الكوردي ومناضليه
بيار روباري
يوم الخميس المصادف للسادس عشر من شهر أيار 2024، أصدرت إحدى محاكم الكيان التركي الغير شرعي، حكمآ يقضي بسجن المناضل الكوردي الأخ العزيز “صلاح الدين دميرتاش” لمدة (42) إثنين وأربعين عامآ، والتهمة تقديم الدعم لأبناء مدينة كوباني من خلال التظاهر أثناء تعرضها لهجوم تنظيم داعش الإرهابي المدعوم تركيآ وبشكل شخصي من العاهرة اردوغان ورئيس إستخبارته فيدان حقان هذا الكوردي الخائن الرخيص، عندما كان يشغل منصب رئيس جهاز الإستخبارات التركي (ميت). ديمتراش لا يكن هو وحزبه يملك سلاحآ ليقدمه لبني جلدته في غرب كوردستان ولا المليارات ولا قنوات تلفزيونية، فكل الذي قام به هو وحزبه وأبناء شعبنا في شمال كوردستان إحتواء اللاجئين من كوباني وتقديم الطعام والخيم وتظاهروا دعمآ لبني جلدتهم للفت أنظار العالم لم كان يتعرض له كوباني وأهلها لهجوم وحشي من قبل التنظيم الداعشي المتوحش.
طبعآ كل الناس يعلمون بأنها تهمة كاذبة وباطلة من الأساس، حيث كل العالم الحر قدم الدعم العسكري والإعلامي والسياسي للشعب الكوردي في#غرب كوردستان# في حربه ضد تنظيم داعش الإرهابي حتى إنتصروا عليه سويآ، ولولا الدعم الوثيق من قبل التحالف الدولي بقيادة أمريكا، لما أمن الإنتصار على هذا التنظيم البربري لا في غرب كوردستان ولا في جنوبها.
هي تهمة مفتعلة ولا أساس قانوني لها، والهدف منها كان النيل من هذا المناضل الكوردي الصلب الذي لن يهزه الف حكمٍ مماثل، لأني أعرف معدنه وألتقيته أكثر من مرة في الدول الأوروبية أثناء جولاته وتواصله مع أبناء الجاليات الكوردية.
السيد صلاح الدين دميرتاش تحول إلى عبئ سياسي حقيقي على السلطات التركية، وذلك بسبب قدرته الخطابية والكريزمة التي يتمتع بها وإسلوبه الأخذ والسلس في الحديث، فتحول إلى حالة سياسية وأخذ يشكل خطرآ على الطاغية اردوغان، وخاصة دميرتاش كان ينتهج نهجآ تصالحيآ بين الكورد والأتراك، ويخاطب الطرفين ويدعوهم لإنهاء الصراع وحل القضية الكوردية في شمال كوردستان بطريقة سلمية وأخذ يجذب أعدادآ من الأتراك الذين يميلون للحل السلمي والإعتراف الدستوري بالشعب الكوردي وهذا ما أخاف الطغمة الحاكمة في تركيا ولهذا وقررت التخلص منه وفعلو ذلك، من خلال فبركة هذه التهمة التافهة والكاذبة له، على الطريقة الأسدية (إهانة ذات الرئيس، إضعاف عزيمة الأمة، دعم الإرهاب، ..) وغيرها من الترهات والأكاذيب التي لا نهاية لها.
الفاشيين العثمو-أتراك، لم يتعلموا شيئآ من ماضيهم الدموي والوسخ على الإطلاق، لليوم يظنون أنهم قادرين على محو الشعب الكوردي وإلغائه من الوجود من خلال: سجن مناضليه ومثقفيه وإعدامهم أو قتلهم بالرصاص مثل “شيخ سعيد بيران، شيخ رضا، موسى عنتر، مظلوم دوغان كمال بير، ليلى زانا، أحمد تورك، #عبدالله اوجلان# والأن ديمرتاش”. هذا إضافة لعمليات التهجير وإفراغ القرى الكوردية من سكانها وحرقها، قصف المدن الكوردية بالطيران والمدفعية والصواريخ، طرد الكورد من وظائفهم، منع الشعب الكوردي من إستخدام لغته، والإحتفال بأعياده القومية والدينية اليزدانية، منع الرموز الكوردية، إنكار وجود الإمة الكوردية، زرع الثقافة التركية في أدمغة أطفال الكورد من خلال المدارس. لكن تجربة مئات الأعوام أثبتت بشكل لا يقبل الشك بأن هذا الشعب الأبي عصيٌ على الإمحاء والإلغاء، والكورد إمة ولادة وستنجب ألاف المناضلين الذين سيكملون المسيرة النضالية، حتى ينال شعبنا الكوردي حريته وإستقلاله وبناء دولة كوردستان على أرضها التاريخية، وطنآ يعيش فيه الإنسان الكوردي والكوردستاني بحرية وكرامة، وليس كما هو الحال في جنوب كوردستان وغربها.
ختامآ، أحيي صمود أبناء شعبنا الكوردي في سجون كل من الفاشية التركية، الفاشية الفارسية والفاشية الأسدية. وفي مقدمتهم الأخوين “عبدالله اوجلان وصلاح الدين دميرتاش”. ظن الفاشيين الأتراك عندما ألقوا القبض على الزعيم الكوردي اوجلان بأنهم قضوا على الثورة المسلحة وأنهوا القضية الكوردية، ولكن سرعان ما إكتشفوا أنهم جانبوا الصواب وحصدوا السراب. رغم كل محاولاتهم القذرة لم يستطيعوا منع شعبنا الكوردي في جنوب كل كوردستان من نيل جزء كبير من حقوقهم القومية من ضمها الفيدرالية وسيفشلون أيضآ في غرب كوردستان، وعن قريب سيقرون بحقوق شعبنا في شمال كوردستان شاؤوا أم أَبَوْا.
لذا إن سجن الأخ العزيز “صلاح الدين دميرتاش” الف سنة، لن يوقف مسيرة شعبنا الكوردي التحررية نهائيآ، ولو سجنوا معه ألاف القادة والسياسيين الكورد وإلى جانبهم ألاف الأدباء والمثقفين الكورد. أقول هذا وأعي ما أقول وهي حقيقة وليس لرفع المعنويات، والدليل ملايين الكورد الذين تظاهروا قبل أيام رفضآ لإقصاء محافظ (والي) ميدنة “وان” الذي إنتخب حديثآ، مما إضطر العاهرة اردوغان للتراجع عن قرار المشؤوم وتولي هذا المناضل الكوردي منصب المحافظ بأصوات أبناء شعبه الكوردي. هذا إضافة إلى إيصال ما يقارب المئة عضو للبرلمان التركي، رغم حظر حزب “ه د ب” قبل الإنتخابات بأسابيع قليلة وبشكل مقصود.
الأتراك والفرس والعربان السوركيين يأخذون على إسرائيل ما تفعله بالفسطيين، ولكن هؤلاء الأوغاد والفجار لا يسألون أنفسهم مرة: بماذا يختلف ما نفعله بالشعب الكوردي عما تفعله إسرائيل بالفلسطينيين.
وأختتم مقالي بقول التالي للعصابة الفاشية التركية والفارسية والأسدية والشيعية العراقية الحقيرة: لن تخيفنا أحكامكم الجائرة، ولا أعواد مشانقكم ولا طيرانكم ولا مسيراتكم ولا مداافعكم ولا تهديداتكم، وسننال حريتنا وإستقلالنا غصبآ عنكم.
الحرية وكل التحية لجميع السجناء الكورد في سجون الفاشية التركية والفارسية والأسدية.[1]