عنوان الكتاب: مستقبل #كركوك# : خارطة طريق لحل قضية المحافظة
مؤسسة النشر: مؤسسة الشرق الاوسط للبحوث MERI
تأريخ الأصدار: 2015
لاشك إن التوصل إلی حل سياسي لقضية كركوك يعتبر من الأمور الصعبة جدا، ولكن بالرغم من هذا فإن المسألة يجب معالجتها من قبل حكومتي العراق وإقليم كوردستان. ومن أجل تحقيق أي تقدم بإتجاه حل النزاع، يجب تناول ومعالجة عدة قضايا رئيسية, وإن نجاح أي عملية سياسية تستهدف إلی إيجاد الحل السلمي لتسوية النزاع يتوقف علی توفر الإرادة السياسية وإعتماد المساومات والتنازلات من قبل جميع الأطراف وبصورة رئيسية الجهات المحلية في كركوك.
قدمت مٶسسة الشرق الأوسط للبحوث تقريرا سياسيا لمجلس محافظة كركوك تحت عنوان ” مستقبل كركوك: خارطة طريق لحل قضية المحافظة”. هذا التقرير هو نتاج سنة كاملة من البحث المستفيض علی أرض الواقع في كركوك. و يتضمن هذا التقرير البحثي مقترحات مفصلة تم تسليط الضوء علی جزء منها في حفل إطلاق المشروع.
وقد صرح السيد ريبوار طالباني ، رئيس مجلس محافظة كركوك وكالة، علی أنه ” بعد إنسحاب القوات الأمريكية من العراق في عام 2011، توقفت المحاولات والأبحاث التي كانت تستهدف إلی إيجاد حل لكركوك، فهذا التقرير هو أول المحاولات منذ سنة 2011 والذي يهدف إلی جمع شمل الأطراف المختلفة مع بعضها لمناقشة قضية كركوك بغية إيجال حل لها. هذا التقرير جاء في وقت مناسب، فاالمسٶولية تقع علی عاتقنا نحن الساسة والقادة لدراسة الخارطة ومعاملتها كورقة عمل لدفع القضية نحو الأمام.”
بالإضافة إلی السادة أعضاء مجلس محافظة كركوك، فقد حضر مناسبة إطلاق المشروع التي أقيمت علی قاعة إجتماعات مجلس محافظة كركوك عدد من السياسيين، وممثلين عن المجتمع الدولي إضافة إلی الإعلاميين. من الواضح إن إبقاء الوضع الحالي لكركوك، أي كمنطقة متنازع عليها، لا يعتبر كحل، وهذ ا ما أكد عليه ممثلي المكونات الكركوكية خلال البحث، لذلك يجب تبني عملية سياسية جديدة. وفي هذا السياق، قال رئيس بعثة الأمم المتحدة لمساعة العراق/ مكتب كركوك ” نحن سعداء حول الجهد الجاد الذي بذلته مٶسسة الشرق الأوسط للبحوث في وضع خارطة طريق كمحاولة لإيجاد حل لقضية كركوك. نحن نأمل أن يوفر هذا الحدث الحافز لمعالجة المسألة من خلال الحوار.”
يجدر بالإشارة إلی أن تقرير مٶسسة ميري يتضمن توصيات واضحة لسائر الأطراف هادفة إلی إبراز القضية كقضية رئيسية مهمة وتشجيع المناقشات البناءة حول مستقبل المحافظة، وهذا يمكن تحقيقه فقط من خلال إتباع مستويات أعلی من التواصل، و ممارسة الضغط والتأثير من قبل الأطراف ذات العلاقة فضلا عن إتخاذ تدابيربناء الثقة. كل هذا يجب إتباعه بهدف إيجاد حل سلمي لقضية كركوك.
لا ريب أن إنتهاج نهج موحد سيقطع شوطا طويلا نحو مساعدة الوضع السياسي والأمني المضطربين في كركوك. وصرح البروفيسور دلاور علاء الدين في هذا الشأن قائلا ” إن إمكانية التوصل إلی حل لمسألة كركوك ستظهر فقط في حالة توفر الإرادة السياسية لدی الأطراف المحلية في كركوك.”[1]