طقوس الكرد الفيليين
#احمد الحمد المندلاوي#
الحوار المتمدن-العدد: 6366 - #22-10-2019# - 12:30
المحور: المجتمع المدني
طقوس الكرد الفيليين في أطول ليلة ..
مراجعه » احمد الحمد المندلاوی
تدوین » صلاح الدين محمد سايه
** بداية أودّ التطرق لتعريف ظاهرة أطول ليلة في السنة لعموم العالم حيث تبدأ ساعات النهار بالتناقص وتتزايد ساعات الليل..
في شهر كانون الأول يومي 21 و22 ، وتسمى هذه الليلة بليلة (الانقلاب الشتوي)،ولدى الكورد تسمى ب (شه و يه لدا) نتيجة لميل الشمس عن خط الاستواء.
أن الشمس عندما تكون على خط الاستواء فإن الليل والنهار يتساويان على جميع أرجاء المعمورة، وكذلك إن المواقع الجغرافية التي تقع على خط الاستواء أي عرض صفر فإن الليل والنهار متساويان فيه طوال السنة، وكلما ابتعدنا عن خط الاستواء زاد الفرق في طول النهار والليل أو قصرهما .
على العموم إنّ موضوع الإحتفال بأطول يوم في السنة تختلف طقوسه من بلد الى بلد ، ولم يكن ذلك مناسبة دينية ، ولكن تعتمد مراسيم الإحتفال بهذا اليوم على إشعال النار في أماكن مخصصة والجلوس حولها وتناول السوائل الدافئة وتبادل أطراف الحديث فيما بينهم. و للكورد الفيليين طقوسهم وعاداتهم الخاصة التي يمارسونها في هذه الليلة،وتتميز هذه الليلة ببردها القارص وشدته مما يدفع بالعائلة الفيلية ، الى التجمع في منازلهم الأكثر دفأ وعندئذ يتجاذب المجتمعون الأحاديث التي تتشعب وقيل في ذلك (الحديث ذو شجون) وعندئذ يحلو السمر والعوائل الموسرة تقدم الفاكهة والحلوى والكرزات ويتوسطهم جهاز التدفئة أو (المنقلة) التي يوضع فيها الفحم لوضع قوري الشاي (إناء الشاي) عليها وبجانبه إناء مملوء بالمعجنات ك(الكعك والكليجة)، وتستهلك العائلة العراقية عامة والفيليون خصوصاً ، كميات كبيرة من الشاي ، لأنه شراب يقدم للضيوف ، والأسرة تشربه على مدار الساعة،فحين قدوم الضيف لدى العائلة الفيلية ، أول ما تقوم به العائلة بوضع الماء على النار وتجهز الاستكانات والقوري (إبريق الشاي) والسكر الموضوع في إناء خاص (الشكردان)،ولشدة ولع العائلة الفيلية بشرب الشاي تفننوا في إعداد خلطته بالهيل، وهنالك من يخلطه بالسكر، وغيره يشربه (دوش أو دشلمه) حيث يتناول السكر منفصلا ، والسكر بانواع ، فمنه الخشن والناعم وهناك سكر كقطعة هرمية الشكل وتسمى (كله قةند) ، وتستخدم بعد تكسيرها إلى فصوص صغيرة ، أو مكعبات وتسمى (قند) .. وفي ليالي الشتاء الباردة خاصة ، يكون الشاي مفضلا لكونه شراباً دافئا يدفئ الجسم .
وتقوم نساء الكورد الفيليات باعداد وتنوع الوجبات الغذائية وذلك بتحضير الأطباق الخاصة بهذه الليلة، ويقدمن للضيوف، السوائل الدافئة والأكلات ذات السعرات الحرارية العالية التي تعطي للجسم الدفء والطاقة في مقاومة البرد القارص ك(شوربة العدس) وال(ترخينة – الأكلة الشعبية المعروفة) وشوربة الماش (شله) و(تمر بالدهن) و(وتمر بالسمسم) و(شير برنج) أي بمعنى الرز بالحليب وحبة زهرة الشمس(هشك بار)والاعتقاد السائد بتحضير هذه الأكلات هو لدفع البرد والامراض وطلباً للخير العميم الى اصحاب ساكني البيت.وأجمل ما يميز ليلة الشتاء الباردة هو حرص العوائل العراقية والعائلة الفيلية منهم على التجمع، وهذه الجلسات المسائية يشعر فيها الفرد بالغبطة والسرور وينعمون بليلة هانئة سعيدة وتشكل تراثاً شعبياً لدى العائلة الفيلية، لما يحمل في طياته البهجة والخير والصفاء..
الموضوع مقتبس عن مؤسسة شفق.
[1]