أمثال كورديّة من بدرة:جمال في المبنى وحكم في المعنى/2
#احمد الحمد المندلاوي#
الحوار المتمدن-العدد: 4198 -#28-08-2013# - 18:40
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
المقدمة:
المثل حكمة أطلقها انسان مرّ بتجربة في اكثر الاحيان كانت مريرة ،و من هنا كانت الحكمة وليدة التجربة التي هي مرآة العقل و لذا حمدت آراء الشيوخ حتى قالوا المشايخ أشجار الوقار، و لا يطيش لهم سهم و لا يسقط عنهم الفهم و عليكم بآراء الشيوخ فأنه إن عدموا ذكاء الطبع فقد أفادتهم الأيام حيلة وتجربة ،قال الشاعر:
ألم تر إنّ العقل زين أهله ولكن تمام العقل طول التجاربِ
من هنا جاءت الأمثال متنوعة زاهية بلون التجارب و تباريحها ،و تنتقل من بلد الى بلد دون جواز ،فهي سفيرة العقل البشري، بعد هذه المقدمة القصيرة لنا جولة أخرى مع أمثال كوردية من بدرة
مأخوذة من بيئتها الجميلة ونكهتا الخاصة لنلاحظ الجمال الفني في مبناها والحكمة الرائعة في معناها ،لما فيها من عبر و أثر،و هي باللهجة الكوردية الجنوبيةالفيلية :
9- (به كى خانه ش سوختيده يه كى مه لويجك ئاورده مكو ببريز سووم).
ويعني: احترق بيت أحدهم ،ويقول آخر اشوي لي عصفوراً،يقال في استغلال الفرص بطريقة غير سليمة ،و منبوذة من قبل المجتمع ، و ما أجمل ما قاله المتنبي في هذا الباب :
بذا قضت الايام ما بين أهلها مصائب قوم عند قوم فوائدُ
ويقول هكذا عادة الأيام سرور قوم مسآءة آخرين ،وما حدث في الدنيا حدث إلا سرّ به قوم وسيء به آخرون وقد قال أبو تمام، ما أن ترى شيئا لشيء محيياً، حتى تلاقيه لآخر قاتلا،
ويقابله المثل العامي العراقي:يصطاد بالماء العكر، والمثل يستقبح هذا التصرف ،و يدعو الى مؤاساة أهل المصيبة بمد يد المساعدة والعون،لنخفيف وقع المصيبة عن كاهلهم،لذا جاء المثل بهيئة قاسية .
***
10- (بويل جرك ده سه) .
ويعني:النقود وسخ الأيدي،يقال في التشجيع على السخاء والكرم و بذل المال ،لصيانة الشرف و السمعة الطيبة لأنّ المال كما يُقال :غادٍ و رائح ،ويقابله المثل العامي العراقي:(هين فلسك و لا تهين نفسك،و قال تعالى في سورة آل عمران :لن تنالوا البرّ حتى تنفقوا مما تحبون آية /92.
***
11-( نون قه رتى ميخارى).
ويعني:تأكل الخبز بالدين،يقال في شخص هزيل وضعيف البنية،ويقابله المثل العامي العراقي:تاكل بالدين،وهناك مثل دارج في الناصرية يقول:كل بالدين ،تهل دموع العين،والمثل ينتقد حالة اجتماعية في عدم الفائدة من بعض الأعمال التي لا جدوى منها .
***
12-( كهه كوانه به باد مدي ).
ويعني:تذري التبن العتيق،يقال في شخص يبحث عن أمور فات أوانها ،و لا جدوى من ذكرها،و هذا العمل أقرب الى إعادة النزاعات،لذا لا يحبذ،ويقابله المثل العامي العراقي:تدور دفاتر عتك،أو يقال: اليهودي من يفلس يدور دفاتر عتك ،و عند أهالي مندلي نفس المثل بالكوردية فيقال: به تك كوانه ده يده يه كه و، والمثل ينتقد حالة اجتماعية في عدم الفائدة من بعض الأعمال التي لا جدوى منها،أو إثارة أمور قديمة أكل الدهر عليها و شرب .
***
13-( مكوم نه ره مكو بدوشش ).
ويعني:أقول فحل يقول إحلبه ،يقال في شخص لا يريد أن يستوعب الأمور بسهولة أو يطوي على غباء شديد بحيث لا يفرق بين الذكر و الانثى ،أويصرُّ على فهم خاطئ للكلام .و ثمة في العربية مثيل لذلك يقول المصريون :اقول له ثور ، يقول احلبه،و هو ضرب من العناد و الغرورو الإصرار على الخطأ،و المثل يدعو الى ترك هذه العادة السيئة.
***
14-( تنبه ل بيا به سايه ،سايه خودش ميايه ).
ويعني:ياكسلان تعال الى الظل،قال:الظل يأتي بنفسه،ويضرب في منتهى العجز والكسل ويعادله المثل العربي السوري:بده الخبز مخبوز والمي في الكوز،وقيل شعبياً: الكسل مايجيب عسل،ومثلنا الكوردي صورة ساخرة للشخص الكسلان كي نكون مجدين .
*****
احمد الحمد المندلاوي
الباحث في التراث الكوردي الفيلي
[1]