شاندر وانسان النيندرتال والهومو في أصل الانواع
#قاسم مرزا الجندي#
(Qasim Algindy)
الحوار المتمدن-العدد: 7971 - #08-05-2024# - 22:28
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
حسب نظرية داروين في كتابه أصل الأنواع في عام 1859، إن نظرية التطور البشري هو العملية التطورية لنشوء الارتقاء والبقاء للأصلح التي أدت إلى ظهور الإنسان العاقل، وعلى وجه الخصوص جنس إنسان الهومو، الجنس البيولوجي الذي ينتمي إليه البشر كنوع فريد ضمن فصيلة القردة العليا، يتميز المشي على قدمين واللغة، وكذلك التزاوج البيني مع غيرهم من أشباه البشر (الهومينين)، أنفصل السلف المشترك بين الإنسان والغوريلا قبل 10 18 مليون سنة، ويرجع انفصال السلف المشترك بين الإنسان والشمبانزي الشائع والبونوبو بين 5 إلي 6 مليون سنة، مما يجعل الشمبانزي هم أقرب أقرباء الإنسان العاقل في شجرة التطور.
وهكذا ظهرت أشباه البشر قبل ثمانية ملايين سنة عندما انفصلت من القردة العليا great apes
واستخدام القدمين في الحركة عند اشباه البشر قبل أربعة ملايين سنة، ظهور أول أداة حجرية بسيطة استخدمت بوساطة أشباه البشر قبل مليونين وخمسمائة الف سنة (صخرة مدببة الأطراف لتكسير العظام واستخراج الجذور) (فأس حجري)، ظهور أول اداة متطورة استخدمها اشباه البشر قبل مليون وخمسمائة ألف سنة).
استخدام اشباه البشر للنار والرمح وأدوات معقدة أخرى قبل نصف مليون سنة، استخدام أشباه البشر للرموز التصويرية وبعض المجوهرات والرسومات ومظاهر لوجود شعائر دفن للموتي قبل أربعين ألف سنة، وكذلك ظهور الزراعة ساعد على الاستقرار.
يقع كهف شاندر التاريخي عند سفح جبل برادوست ضمن حدود قضاء ميركه سور و على ارتفاع 2200 قدم عن مستوى سطح البحر، يعتبر هذا الكهف من أكبر الكهوف و أقدمها في العراق، إذ يعود تاريخه الى العصر الحجري القديم، يبلغ ارتغاع كهف شاندر 18 متر و عرضه 27 متر، و يمتد عبر الجبل بعمق 40 متراً، فيتسع من الداخل ليصل الى 60 متر، وتقدر مساحة شاندر ب 1282 متر مربع.
أجريت التنقيبات داخل الكهف لأول مرة بين عامي 1951 1961 من قبل العالم رالف سولكي، الذي اكتشف أربع طبقات أثرية متراكمة يعود تاريخها الى العصور الحجرية القديمة، وتم العثور على 9 هياكل عظمية لإنسان نياندرتال ، أحدهما لطفل، والآخر لامرأة ، والباقي لرجال. وهذا يدل على أن هذا الكهف سكنه البشر منذ 60 80 ألف سنة، يعود هذا التاريخ إلى العصر الجليدي الأخير.
أعاد فريق من علماء الآثار من جامعة كامبريدج تشكيل وجه لجمجمة امرأة من النياندرتال (الإنسان البدائي)، في كهف شاندر بإقليم كوردستان عمرها أكثر من 75 ألف عام، بعد أن قاموا بالتنقيب عن جثتها في عام 2018، جاء الاكتشاف النادر لجمجمة المرأة في كهف شاندر بإقليم كوردستان العراق، حيث كان من المعروف أن إنسان هذه الحقبة التاريخية يدفن موتاه، ويُمكن أن إنسان النياندرتال كان أكثر اهتمامًا وذكاءً عاطفيًا مما كان يُعتقد سابقًا، وقام الفريق بإزالة الجمجمة بوساطة عشرات الكتل الصغيرة المغلّفة بالرقائق من تحت سبعة أمتار ونصف من التربة والصخور في قلب كهف شاندر، كما ذكرته كامبريدج.
وفي مختبر كامبريدج تمكن علماء آثار من إعادة بناء وجه لامرأة من سلالة نياندرتال، التي تعتبر الأقرب لشكل الإنسان الحالي، وتمّ تجميع أكثر من 200 قطعة من جمجمة شانيدار لإعادتها إلى شكلها الشبه الأصلي، وقال الباحثون إن بقايا المرأة بما في ذلك الجمجمة يصل سمكها إلى حوالي 2 سم، ويعتقد أن جمجمة المرأة قد سُحقت بعد وقت قصير من وفاتها بسبب سقوط الصخور عليها على الأغلب.
ويُعتقد بأن إنسان النياندرتال القوي المعروف بحواجبه الكبيرة الذي عاش في آسيا وأوربا قبل نحو 500 ألف عام قبل انقراضه منذ نحو 40 ألف عام، ويقول علماء الأنثروبولوجيا القديمة في قسم الآثار بجامعة كامبريدج إن جماجم إنسان النياندرتال والبشر تبدو مختلفة تمامًا.
ويقول علماء إن إنسان نياندرتال كان يتسم بالذكاء وكان يتبع أساليب معقدة في الصيد وربما كان يستخدم لغة منطوقة وأدوات رمزية بالإضافة لاستخدامه للنار بشكل معقد، ويعتقد علماء اخرون أن النياندرتال كان شديد الغباء وأخرق ولم يكن بمقدوره البقاء على قيد الحياة ومغالبة إنسان العصر الحديث الحاذق والأكثر ذكاء وقدرة على الإتقان والذي اقتحم موطنه.
إن ألابحاث الحديثة تؤكد أن الرحلة الأولى للإنسان الهومو، بدأ من القارة الافريقية قبل أكثر من 250 ألف عام وباتجاه الشرق نحو اسيا وحدث هناك اختلاط وتزاوج داخلي بين النوع البشري (هومو) وإنسان النياندرتال، في سنة 2016، إن تحليلا للجينوم أو الطاقم الوراثي الخاص بأنثى من النياندرتال، عثر عليها في حفريات لبقاياها في كهف بجبال أتلاي في جنوب سيبيريا قرب منطقة الحدود بين روسيا ومنغوليا، رصد بقايا من الحمض النووي (DNA) من الإنسان العاقل ما يبرهن على حدوث التزاوج أو زواج الأقارب بين هذا الإنسان هومو وأقرب أولاد عمومته من إنسان النياندرتال.
وترك زواج الأقارب بين إنسان النياندرتال والإنسان العاقل آثارا لا تمحى على الوراثة البشرية إذ كشفت دراسة حديثة نشرت بدورية (نيتشر) وجود صلة بين بقايا الحمض النووي في جينوم الإنسان الحديث ووجود سمات بالبشر مثل الاكتئاب وإدمان النيكوتين وتجلط الدم وحدوث تلف في البشرة.
من جانب اخر ظهرت اعتراضات وانتقادات كثيرة دينية وفلسفية على نظرية التطور، أن تكوين جسم الإنسان خلال الزمن الجيولوجي بواسطة قوانين الفيزياء أو أي قوانين أخرى ذات طبيعة مماثلة، بدءًا من التوزيع العشوائي للجسيمات الأولية وحقول القوى ، من غير مرجح مثل احتمال انفصال الغلاف الجوي عن طريق الصدفة إلى مكوناته، هذا ما أكده علماء الفيزياء.
وكذلك إذا كانت الأنواع قد انحدرت من أنواع أخرى عن طريق التسلسل الدقيق، فلماذا لا نرى في كل مكان أعدادا لا حصر لها من الأشكال الانتقالية ..؟ لماذا لا تكون الطبيعة كلها في حالة اختلاط بدلا من أن تكون الأنواع كما نراها محددة تحديدا واضحا ..؟
وكذلك اكتشاف آثار أقدام إنسان التي عثر عليها سنة 1977 في منطقة بتنزانيا، في إحدى طبقات الأرض التي قُدر عمرها بنحو 3.6 مليون سنة، والأهم من ذلك أن هذه الآثار لم تكن تختلف عن آثار الأقدام التي يخلفها الإنسان العصري.
وقد تمت دراسة هذه الآثار من قبل عدد من علماء علم مستحاثات البشر فجاءت النتائج أنه من دون شك أن هذه الآثار تشبه آثار أقدام الإنسان العصري، فلا تتميز عن آثار الإنسان في عصرنا، فقوس القدم مرتفع وإصبع القدم الكبير ضخم ومحاذ للإصبع الثاني، وتقبض أصابع القدم على الأرض مثلما تقبض عليها أصابع الإنسان الذي لا يرى في أشكال الحيوانات الأخرى, ونقد نظرية التطور في فلسفة الاديان والمذاهب المختلفة في قصة الخلق والخليقة, وظهور الانسان في كوكب الارض.[1]