رأس السنة الايزيدية ونوروز في الاقتران الفلكي
#قاسم مرزا الجندي#
(Qasim Algindy)
الحوار المتمدن-العدد: 7922 - #20-03-2024# - 00:51
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
نوروز مصلح كُردي يتكون من كلمتين يعني اليوم الجديد وهي السنة الجديدة، رأس السنة السومرية البابلية الميدية الايزيدية الآرية، ويومها يقترن بالحدث الفلكي في يوم الاعتدال الربيعي، ويبدو أن جميع الشعوب الآرية الذين يحتفلون بعيد نوروز يعتبرونه عيدا مقدسا وقوميا رغم مرور آلاف السنين, إنما يعطي الانطباع العام، بان جميع هذه الشعوب كانوا في زمن ما يجمعهم معتقد واحد قبل ظهور الاديان الكتابية.
قد نجد اختلافات بسيطة لا تذكر مع الفارق الزمني السحيق بين الحالتين، إنما يوحي في أصلهما وطقوسهما في شهر نيسان هي بداية السنة السومرية البابلية حسب التقويم البابلي، أنما يعطي الانطلاقة والقول بأن كل هذه الشعوب والأقوام ربما كانوا قوما واحدا في زمن ما فرقتهم الحركات التبشيرية والفتوحات والاضطهاد, وان هذه الشعوب كانوا يعتنقون بمعتقد واحد تظهر فيها مدى تأثير فلسفة المعتقد الذي كانوا يعتنقونها كل هذه الشعوب المحتفلة بعيد نوروز، وفي فلسفة الديانة الايزيدية نجد الأثر الكبير لفلسفة ذلك المعتقد من وفلكلور وعادات منذ زمن السومريين إلى الآن.
إن جميع الشعوب الآرية يتمسك بالأصل والعادات والتقاليد والطقوس العريقة, ولا يمكن أن يتخلى عنها الشعوب الآرية مهما تغيرت المعتقدات والاديان, والاحتفال بها في الطبيعة الخلابة ويلبسون الزّي الكُردي الاصيل والجميل ويرفضون الملابس المقيدة فيها، إنما هو تعبير صادق للتحرر من القيود والرجوع الغريزي الى اصلهم، فيحيونها الشعب الكُردي والشعوب الآرية بكل حب وإخلاص في احتفالات جماهيرية كبيرة، انها دلالة على التمسك بالعقيدة القديمة، رغم الانتقادات والمحولات الجادة لمحو عيد نوروز وجذورها الآرية منذ عشرات القرون.
اليوم الثامن لشهر آذار من التقويم الشمسي(البابلي الايزيدي) ولو أضفنا الفارق بين التقويمين الإيزيدي والميلادي (13) يوماً لأصبح (8+13)=21 وهي يوم الحدث الفلكي في شهر آذار حسب التقويم الميلادي, وهو اليوم نفسه حسب التقويم الشمسي الذي يتساوى فيه الليل والنهار. انه اليوم الذي يحتوي على معان كبيرة في البعد التاريخي والفلكي لذلك الزمان في عيد رأس السنة، و هو أحد أقدم الأعياد الذي عرفها الشعب المثرائي قبل الميلاد بآلالاف السنين.
أن تشابه رأس السنة الكردية والشعوب الآرية (نوروز) مع عيد رأس السنة الايزيدية، وكذلك تشابه المعاني والدوافع الروحية المقامة لهذا العيد, وهي بداية سنة جديدة في دورة فلكية جديدة، وبدء ولادة جديدة لحياة جديدة على كوكب الأرض، في بداية الربيع والحدث الفلكي بانتصار العدالة على الظلم والطغيان.
أن عيد (رأس السنة الأيزيدية) ونوروز تلتقيان في الاقتران الفلكي في تاريخ الانقلاب الربيعي, هذ ما تؤكده كل التواريخ الفلكية المتعلقة في هذين العيدين إذا ما رجعنا بهما إلى أصلهما وتاريخهما الفلكي في بدياتهما في الزمان وفي التاريخ الايزيدي(الكُردي)القديم، ونجد أنهما يبدأن في بداية السنة ما بين شهري اذار ونيسان ونهاية السنة ما بين هذين الشهرين مع فارق بسيط.[1]