الإيزيدية والصوم لاسم الخالق ازداي (يزدان)
#قاسم مرزا الجندي#
(Qasim Algindy)
الحوار المتمدن-العدد: 7824 - #13-12-2023# - 23:23
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
في النصوص وأدعية الديانة الإيزيدية الصحيحة, نجد فيها مفتاح الحقيقة والانطلاقة الصادقة بعمق روحي عظيم نحو تفسير معنى ومصطلح السلطان (ايزي)(أزداي)(يزدان) وتقديسه في نظر الديانة الإيزيدية والتي تنحدر من الأهمية الكبرى التي تصف بها تلك النصوص والأدعية الإيزيدية .
نحو الاتجاه الحقيقي لمعرفة فكر وفلسفة الإيزيدية العريقة وأولى الديانات التوحيدية في هذه الأرض لها تأثيراتها الايجابية على معرفة الإنسان على خالقه, قد حافظ على جوهر كيانه وفكر فلسفته رغم كل التغيرات والتحديات التي مرت بها هذه الديانة العريقة عبر كل العهود والأزمنة وإلى عصرنا هذا.
من منطلق الاتجاه المقدس لأسم الخالق (ايزي)(يزدان) يصوم الانسان الايزيدي للخالق (أزداي) ثلاثة أيام وأنها فريضة على كل شخص أيزدي قادر أن يصوم . إذن أن صوم ئيزي هي مرتبط بنقلة عظيمة في تاريخ ومعرفة الانسان على خالقه انه التغير والتطور الفكري والإيماني الكبير الذي حدث في تاريخ الانسان الايزيدي وليعرف البشرية جمعاء على معرفة الوحدانية والخلق والخليقة.
ينظر الانسان الايزيدي الى هذا الصوم نحو تغير الإنسان لازاحة الظلمة والجهل عن نفس الإنسان وأنارتها بالروح ومعرفتها على خالق الأكوان (أزداي يزدان) أنها عيد إنتصار الروح والخير على النفس والشر, وأعلانا لفرح الإنسان الايزيدي بذلك اليوم القديم في الزمان.
يقع عيد صوم (ايزي) في شهر كانون الأول الشرقي(الشمسي) ويجب على الأقل أن يكون يوما واحدا من الصوم مع يوم العيد ضمن شهر كانون الأول الشمسي. وإلا فيؤجل صوم ئيزي إلى الأسبوع المقبل، ويعتبر شهر كانون الأول في التقويم(الشمسي) هو الشهر التاسع ضمن أشهر السنة الشمسية. ويأتي هذا العيد بتناوب يبدأ قبل الانقلاب الشتوي بفترة (1 7) ايام بتقدم او تأخر عن يوم الانقلاب الشتوي في كل سنة, بسبب التفاوت بين التقويمين الميلادي والشمسي (الشرقي) الايزيدي, حيث يتقدم التقويم الميلادي على التقويم الشمسي الايزدي ب (13) يوما
وفي الحقيقة لا بد من اصلاح التقويم الشمسي الايزدي لكي يطابق الاعياد الايزدية وتاريخ الاقترانات الفلكية مع تاريخ البروج الفلكية, عندها يجب ان يكون عيد صوم ايزي في يوم الانقلاب الشتوي تماما في يوم (21/12) من كل عام.
ان الأعياد والطقوس الإيزيدية تظهر عراقة الديانة الإيزيدية, وأن كل الذين كتبوا عن هذه الديانة العريقة والقديمة لم ينصفوا لدور وحقيقة وتاريخ هذه الديانة في تاريخ الامم والشعوب على كوكب الارض.
عند دراسة الأدعية والطقوس والأعياد والنصوص الدينية الإيزيدية تؤكد وتشير الى أحداث لتاريخ تعود الى أكثر من (4 6) آلاف سنة حسب دراسات واستكشافات المستشرقين, وان اغلب النصوص والأعياد الإيزيدية تؤكد وجودها قبل مجيء وظهور الشيخ الجليل عادي بن مسافر الهكاري(ع) في الديانة والمجتمع الإيزيدي بخمسة آلاف سنة.
وما حفظه رجال الدين الأفاضل من طقوس ومراسيم هذه الديانة من السابقون الأوائل، وتناقلها من جيل إلى آخر عبر أكثر من خمسة آلاف سنة, وربما اكثر وحسب ما مذكور في الطقوس والنصوص الدينية الإيزيدية, منذ ظهور النبي نوح عليه السلام وانه مذكور في هذه الطقوس الدينية الإيزيدية وفي القصص وفي الحكايات.
ونجد وجود أسماء أكثر من عشرون نبيا عليهم السلام المذكورة في النصوص الدينية الإيزيدية, يأتي ذكرهم وسيرتهم بالمدح والثناء فيها، وتصل في بعض الأحيان ذلك المدح والثناء إلى درجة التقديس والصوم لهم. مثل عيد صوم نبي (خدر الياس), وكذلك عيد القربان وترابطها مع النبي (إبراهيم إسماعيل) وهي من الأعياد المقدسة والقديمة لدى الشعب الإيزيدي (الكردي). ويعود تاريخها الى ما قبل السومريين.
و ما يمتلكه الديانة الأيزيدية من طقوس ومراسيم ومناسبات دينية, لا نجدها في الأديان الأخرى باستثناء بعض النقاط المتشابه, وقد نجد فيها بعض التغيرات ادت الى انحرافات وظهور نقاط و اشكال دخيلة نجدها هنا وهناك وهي واضحة للقاصي والداني, وهي مثار جدل حولها الان .
ان مصطلح (أزداي إيزيدي يزدان ازدان) جميعها مصطلحات تشير الى المعنى الواحد وتعني الخالق الذي خلقني, وهي تعبر على وحدانية الخالق الذي خلق كل شيء في الكون, وهي دلالة واضحة ومعبرة عن معناها الحقيقي (أزادي). ويبدو أن الديانة الإيزيدية أستمد فلسفته من نظرة الإيزيدية إلى الخالق والخليقة والكون وتشابه اغلب مفرداتها مع فلسفة الديانات في العهود القديمة في (سومر, بابل , وأشور…).
أن القصص والحكايات المذكورة والمتداولة الدخلية الى الديانة والشعب الايزيدي, وقد ورد ذكرها في بعض النصوص (الاقوال) الايزدية المنحرفة نحو اسم ومصطلح ايزيد بشكل قصة دخيلة وتحريفية , وقد أستبدل المحتوى الأصلي بقصة غريبة عن فترة حكم الدولة الاموية الاسلامية.
لتشويه أصالة وحقيقة الديانة الإيزيدية في التاريخ, وجاء هذا التحريف وتنسيبها إلى أسم يزيد بن معاوية الأموي. وخلقوا قصصا مفبركة حول هذه الشخصية العربية المسلمة التي ليست لها ادنى علاقة تذكر مع الديانة الايزدية, وفترة حكمه التي كانت في الدولة الاموية ثلاث سنوات فقط, وكل الذين كتبوا عن الديانة الإيزيدية وأرادوا تحريف الايزدية نحو الطائفة بأسماء سنية أو عدوية , كانت هذه النقطة المحورية في كتاباتهم.
ولا ينطبق آرائهم وقصصهم المفبركة عن الديانة الأيزيدية العريقة, والذين ينتسبون وينتمون لأسم ديانتهم الى خالقهم الاعظم (أزادي) وهو أسم من أسماء الخالق باللغة الكردية, من هنا جاءت تسمية الديانة الإيزيدية بهذا الاسم (أيزيد)(ازداي)قبل ظهور الاديان السماوية, وقبل أكثر من خمسة الاف سنة.[1]