عيد صوم شيشم(خودان) في الديانة الإيزيدية
#قاسم مرزا الجندي#
(Qasim Algindy)
الحوار المتمدن-العدد: 7818 -#07-12-2023# - 21:03
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
عيد صوم شيشم(خودان) في الديانة الإيزيدية
هناك صيام في الايزيدية يعرف بصيام شيشم وليس شيشمس يأتي قبل صوم ايزي بأسبوع واحد فقط، يصومون فيها ثلاثة ايام قسم من الايزيديين في تركيا وأرمينيا وفي العراق، ولدى قسم من عشيرة (الخالتي)، و قسم من الايزيديين في شنكال، أنهم يصومون ثلاثة أيام ل (شيشم) والمجتمع الايزيدي بصورة عامة يصومون يوما واحدا او أكثر للملاك شيشم يعرف بصوم الخودان، وأن عيد صوم شيشم يأتي قبل عيد صوم ايزي (أزداي) بأسبوع فقط، وهذه الصيام يوافق فترة صوم ايزي لدى الفقراء ولكن يختلف معهم في التسمية.
حين يتوجه الشخص الايزيدي إلى نور الشمس في الصباح والمساء عندما يؤدي دعائه (صلاته)، انما هو يتوجه إلى قدسية الخالق في نور الشمس، انطلاقا من مبدأ هذا المفهوم ونظرة الايزيدية الى الشمس (خودانى روزى) ملاك (شيشم)(شمش)، وهنا يبدو واضحا الفرق بين الملاك شيشم (شمش) وهو اسم من اسماء الخالق المتمثل بنور الشمس، وهو ليس أنسانا كما يتوهم البعض وربما الأكثرية من الناس ومنهم الايزديين انفسهم، بين شخصية الشيخ شمس(شيشمس) وهو احد الخاسين في لالش كان له من الإخوة شيخ فخر و ناسردين و سجادين وهم الاربعة أولاد أيزدين المير قدس الخالق سرهم.
إن الايزيديين بصورة عامة يصومون يوما واحدا او أكثر للملاك شيشم، يعرف بصوم خودا (الخودان) هو صوم كل انسان ايزيدي قادر أن يصوم يوما واحدا أو أكثر لروحه وتسمية (خودان) عند الإيزيدية هو خودا وهو الخالق الذي وهب للإنسان الروح، إن الايزيديين بصورة عامة يصومون يوما واحدا أو أكثر للخودان، وقبل صوم أيزي بأسبوع واحد، وربما كان الايزيدية عامة يصومون ثلاثة ايام في قديم الزمان، وأيضا قبل عيد صوم أيزيد (أزداي) بأسبوع واحد، نجد إن الفقراء يصومون ويعرف بصوم ايزي، والمجتمع الايزيدي عامة وفي كل أنحاء العالم يصومون ثلاثة أيام للإله أزيد (أزداي)(ايزي) وهو أسم من أسماء الخالق، كما هو مذكور في النصوص والأدعية الدينية الإيزيدية، وربما كان في قديم الزمان، إن صوم شيشم وصوم ايزي كان واحداً لأنه في نفس الفترة من السنة.
إن الظروف والفرمانات التي مر بها الديانة الايزيدية وصعوبة الاتصال بين أبنائها وخاصة بعد فترات الفرمانات والاعتداءات, أدت إلى هذا التغير والاختلاف بين هذين العيدين وغيرها من التغيرات التي حدثت في العديد من الطقوس والأعياد والمراسيم الدينية، وربما ان هناك عدم ادراك وعدم فهم بحقيقة حساب الصوم وتداخل في الحساب بين هاذين الصومين وخاصة لدى حساب الفقراء وتطابقها مع حساب الايزدية الاصل, وهي اشارة صادقة على انهما كان في القدم صياما واحدة(ثلاثة ايام)تسمى في الحالتين بنفس المعنى والتسمية (صيام ايزي) في نفس الفترة.
أن الإله شيشم (شمش) تشير الى ميترا إله إلشمس، فكانت الشمس دائماً رمزاً للنور والحياة، تشير معظم الدلائل إلى أصوله الهندو أوربية، فقد تأثرت عبادة ميترا بعلم النجوم الذي ترعرع في حوض بلاد ما بين النهرين وآسيا، وهو مذكور في الوثائق التاريخية القديمة منذ عصور ما قبل الزرادشتية، وانتشرت عبادتها الى روما.
كان السومريون والأكاديون والكلدانيون أول من وجهوا قواعد دينية منظمه، فأسسوا المعابد لعبادة إله الشمس أوتو في مدينتي لارسا وسيبار ، وكانوا يوقدون في معابدها ناراً لا تنطفئ تكريماً له.
إن تمثال للإله ميترا الذي يضحي بالثور البدائي، وهي دلالة اقتران فلكي، فمن جسم هذا الثور او من دهه نمت النباتات ولدت الحيوانات التي يتغذى بها الإنسان وهي فلسفة فلكية كونية تتحدث عن الشمس ودورتها في الكون، وما لها من تأثير ومساهمة ديمومة الحياة على كوكب الارض. وكان الآريون يقدسون الشمس، لأنها تعدّ مركز النور والحياة للإنسان والحيوان والنبات، فكان على كل إنسان أن ينحني ويتوجه اليها في الدعاء والصلاة.[1]