مراسيم وطقوس أعياد الجما لا تجري في تاريخها وأيامها
#قاسم مرزا الجندي#
(Qasim Algindy)
الحوار المتمدن-العدد: 7756 - #06-10-2023# - 08:30
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
يبدأ عيد الجما بتاريخ (23/9) من شهر أيلول حسب التقويم الشمسي الايزيدي من كل سنة، ويوافق تاريخ (6/10) تشرين الاول حسب التقويم الميلادي، أي عندما يدخل الشمس إلى برج الميزان, وهو تاريخ الاقتران الفلكي للاعتدال الخريفي (22 23/9) وتساوي الليل والنهار.
وعندما يدخل الشمس إلى برج الميزان المقابل لبرج الحمل في دائرة البروج الفلكي حسب التقويم القلكي، وقد ازاح كوكب الأرض من دائرة البروج الفلكي (13) درجة من برج الميزان في دورتها حول الشمس.
يقع هذا العيد في منتصف السنة الشمسية، أي أن تاريخه يأتي بعد عيد رأس السنة الايزيدية عيد الخلق والخليقة ب (180) درجة وكل درجة تساوي يوما واحدا وإحدى وعشرون(21) دقيقة في دائرة البروج الفلكي، وبمعنى آخر إن يوم الأربعاء لعيد (سرسال) يقابل يوم (الأربعاء) للقباغ, بحيث يشكلان نقطتان متقابلتان على طرفي قطر الدائرة الأهليجية التي يرسمها كوكب الأرض في حركتها المدارية حول الشمس.
إن حركة الكواكب والنجوم والأجرام في الكون، وحركة كل المجرات تدور حول نقطة مركزية متحركة وثابتة في الكون، وحركة كل الاكوان تدور حول مركز ثابت للأكوان، حيث الزمكان المطلق، و نجد إن تأدية طقوس ومراسيم السما تأكيد واعتراف ضمني بأن كل الأجرام السماوية المجرات تتحرك في الكون، وهذه إشارة واضحة الى الملائكة وكل الكائنات وحركة الأفلاك في الكون، وهذا ما تظهره ممارسة عملية مراسيم وطقوس السما عند دوران رجال الدين حول نور المعرفة (جرى معرفتي) في لالش.
هناك طقوس ومراسيم في عيد الجما تجرى في لالش ينبغي أن تكون مترابطة ومتلازمة في أيامها وتواريخها الصحيحة، ولا يجوز تقدمها أو تأخرها أو التلاعب بها بأي شكل من الأشكال ومهما كانت الضرورة، بسبب قدسية هذه الطقوس و إقامتها في أيامها المحددة وتواريخها الفلكية وما فيها من معاني مقدسة لدى الديانة الإيزيدية منذ آلاف السنين.
إن تحديد تاريخ سلسلة طقوس ومراسبم أعياد الجما، من خلال وضع يوم عيد الجما يوم تنصيب(بري شباكي) في شهر تشرين الاول الشمسي حسب التقويم الشمسي الايزيدي (الشرقي) لان العيد مرتبط بشهر تشرين الاول الشمسي، ولان في عرفات عيد الجما يوضع العودين الطويلين المتعلقين في تنصيب (برى شباكى) في أحواض الماء عند العين البيضاء(كانيا سبي) ولابد من شرب هذين العودين ماء تشرين الأول الشمسي, وهنا تظهر قدسية ماء (كانيا سبي) ويبقى فيها ليلة كاملة وتلك الليلة يجب أن تكون ليلة نهار يوم الاول من شهر تشرين الأول الشمسي وهو يوم العيد.
هنا يتبين من هذه النقطة المهمة، إن يوم تنصيب برى شباكي مرتبط بشهر تشرين الأول الشمسي وينبغي أن يكون العيد من شهر تشرين الاول الشمسي، ولا يجوز تغيره ابداً كما يحدث الآن، أي أن عيد الجما مرتبط بشهر تشرين الأول الشمسي، وليس بشهر أيلول الشمسي كما نجده قد ثبت في الوقت الحاضر في شهر أيلول الشمسي الايزيدي، في كل سنة، ولابد من تصحيح هذا التجاوز والاختلاف .
وكذلك بالنسبة لطقوس ومراسيم القباغ مرتبط بيوم الأربعاء حسب فلسفة الديانة الإيزيدية، ولكن نجده يقام في كل الأيام، وهذا يخالف النصوص والأقوال والأدعية والمقدسات الإيزيدية، ولابد من مراجعتها من قبل المرجعية الدينية لتصحيحه، و وضع كل هذه الطقوس والمراسيم وتأديتها في أيامها وتواريخها الفلكية الدقيقة.
أن طقوس القباغ الآن، تقام في كل الأيام، فسنة تقام في يوم السبت و اخرى في يوم الأحد والى باقي أيام الأسبوع, وان تأدية طقوس ومراسيم القباغ مرتبط بيوم الأربعاء، وليس كيف ما اتفق ليكون واضحا ودقيقاً في امتداد تاريخ جذورها العريقة حسب النصوص الدينية الايزيدية، قبل آلاف السنين.[1]