الذكرى الثلاثين لتأسيس مؤسسة لالش الثقافية والاجتماعية
#قاسم مرزا الجندي#
(Qasim Algindy)
الحوار المتمدن-العدد: 7608 - #11-05-2023# - 18:22
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
يعتبر تأسيس مؤسسة لالش بتاريخ #12-05-1993# في مدينة دهوك بدعم من حكومة أقليم كوردستان، ضرورة تاريخية للشعب الايزيدي (الكوردي) لإظهار حقيقة تاريخهم وأصلهم الذي يمتد جذوره الى أعماق تاريخ الانسان وظهوره على كوكب الارض، ولتعريف قدمية وعراقة الديانة الايزيدية لجميع الشعوب والامم في العالم، وفلسفتها التي تؤمن بوحدانية الله، خالق كل شيء، التي ترجع اصولها الى عهود ما قبل التاريخ بآلاف السنين في سومر وبابل وفي معابد ايزيدا .
في ظل حملات التشكيك والتشويه والابادات الجماعية التي انتهجتها المتطرفون المتشددون بدعم من الانظمة الشوفينية، تجاه المكونات الدينية والعرقية بشكل عام وتجاه الديانة الايزيدية بشكل خاص لتذويب مختلف ثقافات المكونات في بوتقة التبعية القومية والدينية، بهذا التحليل والصورة كان أغلب الكُتاب في سبعينات القرن الماضي، وغيرهم في الوقت الحاضر، تنظر الى الايزيدية على إنها ديانة حديثة ظهرت بظهور الشيخ الجليل فيها، وقد ارتبط كل أفكارهم في تحليل استنتاجاتهم المحورية في مؤلفاتهم حول هذه النقطة فقط.
حيث أن الظروف لم تسمح للايزيديين أن يكتبوا عن تاريخ ديانتهم وقدميتها، وإنما كان الجانب الآخر سباقا في كتابة تاريخ الديانة الايزيدية من وجهة نظرهم وتحليل توجهات أفكارهم، ليتماشى مع توجهاتهم القومية والطائفية والمذهبية، وتضمنت مؤلفاتهم وكتاباتهم الكثير من المغالطات والافتراءات بحق حقيقة الديانة الايزيدية التي تعتبر من اقدم الديانات على كوكب الارض.
لكن علماء الاثار والمستشرقين اكتشفوا قدمية الديانة الايزيدية من الرقم الطينية السومرية والبابلية ودراستها، ومن خلالها استدلوا على معتقداتهم وحياتهم، التي دون عليها طقوسهم الدينية وتاريخهم في جميع نواحي الحياة، واشار علماء الآثار الى علاقات لغوية متينة بين السومرية واللغة الكوردية الايزيدية (الآرية) وجذور مصدرها الرئيسية هي الطقوس والنصوص والاعياد الدينية الايزيدية، وظهرت دراسات ومؤلفات من كتاب ايزيديين ومن غير الايزيديين، كتبت عن اصل وحقيقة وطقوس ومراسيم وأعياد الديانة الايزيدية.
وبمناسبة الذكرى الثلاثين لتأسيس مؤسسة لالش الثقافية والاجتماعية، نتقدم بأصدق عبارات التهاني وأسمى الأماني، الى مسيرة مؤسسة لالش نحو أهدفها الحقيقية، وتعريف الايزيدية والايزدياتي في اوسع افقها .. لجميع الشعوب والامم في العالم.[1]