الايزيدية بين التشابه والاختلاف في صوم (ايزي شيشم خودان)
#قاسم مرزا الجندي#
(Qasim Algindy)
الحوار المتمدن-العدد: 6758 - #11-12-2020# - 16:59
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
1 صوم ايزي: يقع عيد صوم (أيزي) في شهر كانون الأول الشمسي(الشرقي) وهو الشهر التاسع في التقويم الشمسي الذي يحدد فيه صوم ايزي، ويجب أن يكون على الأقل أن يكون يوما واحدا من الصوم والعيد من شهر كانون الأول الشمسي، وإلا فيؤجل الصوم إلى الأسبوع المقبل، بسبب ربط بداية الصوم في ليلة يوم الاثنين على الثلاثاء ونهايته في الجمعة يوم العيد.
لهذا السبب نجد ان صوم ايزي تتقدم وتتأخر يؤدي الى تغير موعد الصوم في كل سنة من يوم الى اسبوع حسب حساب السنة في التقويم الشمسي الايزيدي والتي تتأخر عن حساب السنة في التقويم الميلادي ب (13) يوم .
ان عيد صوم ايزي بأتي قبل الانقلاب الشتوي بفترة من(17) يوماً، ان صوم ايزي تتقدم وتتأخر ويتغير موعد الصوم في كل سنة عن السنة الاخرى من يوم الى اسبوع بسبب الفرق بين حساب التقويمين الايزيدي الشمسي الذي يتأخر عن حساب التقويم الميلادي ب (13) يوم .
إن عراقة وأصالة العمق التاريخي القديم لهذا الصوم والذي يمتد جذوره إلى أولى الحضارات، ينبغي ان يكون صوم ايزي في الايام الثلاثة الاخيرة من نزول الشمس نحو الافق او تحديداً عندما يكون كوكب الارض في نقطة اوجها في ابعد نقطة عن الشمس حول مدارها، يكون الايام الثلاثة الاخيرة الاقصر في السنة حتى يوم الانقلاب الشتوي في (22 23) من شهر كانون الاول الميلادي، يجب أن تكون نهاية الصوم وهو اليوم الاخير من الصوم في يوم الانقلاب الشتوي.
أي في غروب مجموعة (البير ، ترازو) والقرغ نجم الشعرى اليمانية (sirius)في سماء الفضاء الليلي، اشارة فلكية واضحة الى اقتران فلكي تشير الى قدوم صوم ايزي، بعد غروب هذه المجاميع النجومية الثلاثة في الايام الثلاثة لصوم ايزي في الغروب الليلي، يكون بعدها يوم العيد الذي يصادف في يوم الانقلاب الشتوي، وليس كما نجده الان يتغير بين سنة وآخرى والاختلاف الذي نجده بين فترات صوم ايزي بحساب الفقراء وصوم ايزي بحساب (المركة ه) وهو حساب الايزدية عامة.
وهي لحظة تحرر الشمس من النزول والقصر، ينقلب بعدها ويتوجه الى الانفتاح والانفراج الفلكي والتحرر من القيود وهو اليوم الذي يجب ان يكون فيه يوم العيد الحقيقي، حيث أن نزول الشمس بالنسبة الى كوكب الارض وفي الحقيقة هي دورانها حول الشمس عندما تكون في الاوج في ابعد نقطة من الشمس ولكن الناظر اليها من الارض يتصور هي حركة الشمس تنطلق نحو الاعلى يوما بعد الاخر.
إن صوم ايزي (ايزيدا) لدى الفقراء يأتي قبل صوم الايزدية عامة لصوم ايزي بأسبوع واحد، ويعني ان الفقراء يصومون في اسبوع والايزيدية عامة يصومون في الاسبوع الثاني الذي يلي بعد اسبوع صوم الفقراء.
إن هذان الصومان هما في نفس الفترة المتقاربة والمتشابه بينهما ولهما نفس التسمية حيث تسمى في الحالتين ب (صوم ايزي) ولابد من مراجعة هذا الخطأ والتجاوز, وجعل صوم ايزي (ايزيدا)حالة واحدة يصومون فيها جميع الايزيديين في اسبوع واحد في العالم، معتمداً عل حساب التقويم الشمسي الايزيدي والذي يحدده يوم الانقلاب الشتوي.
ولعدم ادراك وفهم حقيقة حساب صوم ايزي في كلا الحساببين حساب الفقراء وحساب(المركه) لدى الايزيدية عامة، رغم أن حساب المركه هو افضل بكثير من حساب الفقراء، لانه الحساب الاقرب الى تاريخ يوم الانقلاب الشتوي.
فلكيا يعتبر صيام الفقراء والايزدية واحداً في نفس التاريخ والاقترانات الفلكية التي ذكرتها تشير وتؤكد انهما كانتا صيام واحدة وان نجد بينهما الاختلاف الان، بسبب ما تعرض له الشعب الايزدي من ابادات جماعية، ادت الى صعوبة الاتصال بينهم في مناطقهم بعد انتهاء تلك الفرمانات ادى الى عدم معرفة فترات الصيام والأعياد والطقوس الدينية، وغيرها من الامور الدينية والحسابية التي أدت التغيير بينهما.
2 صوم شيشم : هناك ايضاً صيام في الايزيدية يعرف بصيام شيشم يأتي قبل صوم ايزي بأسبوع واحد فقط، يصومون فيها ثلاثة ايام قسم من الايزيديين في تركيا وأرمينيا وفي العراق، وهذه الصيام يوافق فترة صوم ايزي لدى الفقراء ولكن يختلف معهم في التسمية.
حيث إن توجه الشخص الايزيدي إلى نورها في الصباح والمساء عندما يؤدي دعائه (صلاته)، انما هو توجيه إلى قدسية الخالق في نور الشمس.
انطلاقا من مبدأ مفهوم القدسية ونظرة الايزدية الى نور الشمس (خودانى روزى) بمعنى ملاك(شيشم)(شمش)، بهذه النظرة والمعنى تتجلى قدسية الخالق في فكر وفلسفة الديانة الإيزيدية إلى الشمس ونورها. وليس إلى المواد المتكونة منها، كما يقوله ويتوهم البعض.
بعد هذا التأكيد الايديولوجي والتاريخي يبدو واضحا أن شيشم (شمش) ليس أنسانا كما يتوهم البعض وربما الأكثرية من الناس ومنهم الايزديين انفسهم، والذين كتبوا عن الايزيدية في مؤلفاتهم و كتبهم و تفسيراتهم في الخلط بين الملاك (شيشم)(شمش) وهو اسم من اسماء الخالق المتمثل بنور الشمس وبين شخصية الشيخ شمس(شيشمس) الذي قدره الله وأعطاه الكرامة الى درجة التقديس لدى الديانة الايزيدية كان له من الإخوة شيخ فخر و ناسردين و سجادين وهم الاربعة أولاد أيزدين المير قدس الخالق سرهم.
3 صوم خودا (الخودان): هو صوم كل انسان ايزيدي قادر أن يصوم يوما واحدا أو أكثر لروحه وتسمية (خودان) عند الإيزيدية هو خودا وهو الخالق الذي وهب للانسان الروح، إن الايزيديين بصورة عامة يصومون يوما واحدا أو أكثر للخودان، وقبل صوم أيزي بأسبوع أو اكثر وربما كان الايزيدية عامة يصومون ثلاثة ايام في قديم الزمان.
إن تداخل الكواكب والنجوم والمجرات في حركاتها في الكون، والأخيرة بما فيها من اجرام ونجوم ومجرات ودورانهم في حركتها النهائية في الزمكان حول مركز الأكوان المطلق. حول نور وعظمة الخالق(خودا)، حيث إن طقوس ومراسيم السما ودورانهم حول (حجر المعرفة) الذي يشبه بمركز دوران الافلاك في باحة باب القاب في لالش النوراني، خير تمثيل لحركة الملائكة والأفلاك حول الخالق.
حيث أن الروح هي من أحد الملائكة وهي من عند الخالق ولهذا السبب نجدهم انهم مقسمون في الايام لكي يصومو كل مجموعة او عرق في احد الايام من ايام الاسبوع كل يوم لأحد الملائكة، وهكذا نجد ان الإنسان الايزيدي يشكر ربه الخالق في صوم الخودان .
رغم تغيير فكرة صوم خودان كثيراً في العهود الحديثة لدى الشعب الايزيدي، ويقال ان يصوم كل ايزيدي الى شيخه او بيره في يوم معين، ولكل خاس يوم محدد يصوم له مريديه في يوم محدد من ايام الاسبوع.
حيث جاء ذلك التغييرات بسبب التفسير الغير الصحيح للنصوص الايزيدية، وخاصة في أسماء الخودان ويعني خودا وهو اسم الخالق، ينبغي متابعة المجلس الروحاني الايزيدي في مثل هذه التغيرات والانحرافات في تفسير النصوص الدينية الايزيدية، ونقل الأمانة والسر في اصل النصوص الدينية ومراعاة التحريف التي قد إدخل إليها في زمن ما.
وتحديد تلك الاخطاء و التجاوزات والانحرافات التي احدثتها الظروف القاهرة وتصحيحها حسب اقتراناتها الفلكية والدينية والتاريخية، انه التوجه الصحيح نحو الغاية الصادقة للإيديولوجية الايزيدية.
وليس الخلط بين الشخصيات العسكرية العربية في التاريخ مثل شخصية (يزيد بن معاوية الأموي) وأسماء المدن( يزدم) أو مدينة (ايزد) وغيرها من التفسيرات والتحليلات الخاطئة والمغلطات التي يتوجه اليه الكاتب غير الايزيدي و حتى نجدها في توجه بعض رجال الدين الايزيدي.
[1]