عفرين تحت الاحتلال (290): “هارون رشيد” وعناصره يعتدون على مدنيين كُرد، خطاب كراهية ضد موظفين كُرد ورفض إخلاء منازل قررت المحكمة إعادتها لأصحابها، قريتين استيطانيتين بتمويل جمعية بريطانية لإحداها، اعتقالات تعسفية وفوضى استخدام السّلاح
بُنيت طريقة التعامل مع الكُرد أهالي المنطقة، قبل الاحتلال وبعده، على أساس من الحقد والكراهية وتحت شعارات “ثورية وجهادية” لا تمتّ إلى مصالح الشعب السوري بأي صلة، إلّا خدمةً لسياسات تركيا العدائية وأجنداتها، وبالتالي استباحة حياتهم وممتلكاتهم، وقد تورّطت فيها مختلف تنظيمات الإسلام السياسي من مدنية وعسكرية بالإضافة إلى ميليشيات سورية مرتزقة وأطرّ سياسية معارضة، لا سيّما أنّ عشرات المنظمات الإسلامية المرخّصة تحت أسماء إنسانية وإغاثية في “تركيا وقطر والكويت وإسرائيل (عرب 48) وباكستان وبريطانية وألمانية” وغيرها تُموّل وتُساهم في بناء قرى استيطانية بمنطقة عفرين لأجل توطين المستقدمين، وبالتالي تغيير هندستها الديموغرافية وفق الخطة التي رسمتها أنقرة وتُشرف على تنفيذها بشكلٍ حثيث.
فيما يلي وقائع عن الأوضاع السائدة:
= الاعتداء على مدنيين كُرد:
المدعو “أحمد شحود رشيد الملقب ب هارون رشيد” نائب وابن شقيقة متزعم ميليشيات “الفرقة التاسعة” وبعض عناصرها “أبو حياة، أحمد أبو النوف، يوسف معيكي ، عمار معيكي، ياسر معيكي” يعتدون على مدنيين كُرد في ناحية راجو بالشتائم والضرب المبرح:
– قبل أكثر من شهر، على الشاب “شيرو صلاح عثمان مصطفى -23- عاماً” من أهالي قرية “ماسكا”، في موقع مفرق بطمان بمنحدر أرموت-طريق راجو – ميدان أكبس، لأنه لم يرحب ب”هارون رشيد” وردّ عليه بجفاء لدى مروره أمامه بشارع منزله بالقرية؛ وتهديده بالقتل إذا اشتكى لأية جهة.
– وبتاريخ #23-05-2024# م، تمّ ملاحقة شقيق “شيرو” الشاب “جوان -25- عاماً” أثناء فلاحة حقل زيتون قرب مدخل بلدة راجو الشمالي بالجرار، فهرب إلى الحاجز الأمني المشترك لميليشيات “الشرطة العسكرية في راجو و الشرطة المدنية”، ولكن عناصر الحاجز (أغلبهم من الفرقة التاسعة) مع الذي كان يلاحقه اعتدوا عليه واختطفوه مع والده الذي صدف مروره بالحاجز بذات التوقيت، إلى أن أفرجوا عنهما في الليل بحالة يرثى لها من آثار التعذيب الشديد؛ كلّ ذلك لأن “صلاح عثمان مصطفى -50- عاماً” والد الشابين لم يلبي طلبهم بتأمين صهريج مياه، بسبب انشغاله بأعماله.
– بتاريخ #23-05-2024# م، على المواطن “محمد حسين حبش -45- عاماً– الملقب ب محمد ميري” من أهالي قرية “كؤرا”، قرب مفرق قرية “ماسكا” شمال بلدة راجو، لأنه لم يلبي طلبهم بتأمين صهريج مياه، بسبب انشغاله بحراثة الأراضي.
إذ اعتادت ميليشيات “الفرقة التاسعة” إجبار أصحاب الجرارات من الكُرد في القرى الواقعة تحت سيطرتها، على جلب صهاريج المياه لها، دون أية أجور، وعدم دفع قيمة المياه لصحاب البئر أيضاً.
ونظراً لكثرت عناصر “الفرقة التاسعة” في قوام ميليشيا “الشرطة العسكرية في راجو”، أصبحوا يتمادون في ممارسة الانتهاكات بحق المواطنين الكُرد.
= رفض إخلاء منازل الكُرد في مدينة عفرين:
خلال الأسبوع الفائت، في عدة أماكن (مسجد، أمام القصر العدلي، دوار نوروز) خرجت عدة تجمعات من المستقدمين المستولين على منازل السكّان الكُرد الأصليين في مدينة عفرين إبّان احتلالها عام 2018م، أغلبهم منحدرون من الغوطة – ريف دمشق، ووثقت تلك التحركات مقاطع فيديو وصوتيات منشورة في شبكات التواصل الاجتماعي، يرفضون فيها إخلاء تلك المنازل التي قررت محكمة الاحتلال في عفرين تسليمها لأصحابها، أغلبهم عائدون من النزوح والهجرة القسرية؛ فيما يدعي المشاركون في تلك التجمعات بأنّ القاضية الكردية نوروز حسو أصدرت قرارات “جائرة” بإخلاء -150- منزلاً، ويرمون بالمسؤولية أيضاً على الكردي “محمد شيخ رشيد” نائب رئيس “المجلس المحلي في عفرين”، ويتهمونهما بالعمالة لحزب العمال الكردستاني، فجاءت صرخاتهم وشعاراتهم – وسط التكبيرات – عنصرية وتحريضية ضد المرأة والكُرد، بخطاب كراهية والتهديد والوعيد، تحطّ من كرامتهم وتدعو لإقصائهم وطردهم، بالإضافة لإطلاق نعوت لاأخلاقية ضدهم، رغم أنّ المذكورين يعملان ضمن مؤسسات الاحتلال التركي المحدثة منذ عام 2018م، و”نوروز حسو” قاضي نيابة ضمن هرمية قضائية تُشرف عليها الاستخبارات التركية وتُتخذ فيها القرارات من قضاة معظمهم عرب مستقدمين، وهي ليست قاضية البت في الدعاوى وإصدار قرارات الحكم.
التجمع الأول كان ضمن مسجد في المدينة، لأجل استغلال رمزيته الدينية، إلى جانب رفع شعارات “ثورية وجهادية” لأجل تبرير استباحة ممتلكات الكُرد.
كما أنّ أحد الصوتيات تؤكد على أنّ ميليشيات القوة المشتركة ل”فرقة السلطان سليمان شاه، فرقة الحمزة” أعادت سلب منزلٍ من مالكه والذي أخلي من قبل “الشرطة” بموجب قرار قضائي، وسلّمته إلى الأسرة التي استولت عليها سابقاً ثانيةً.
يُذكر أنّ هناك العديد من المخيمات الفارغة التي بإمكانها إيواء المستقدمين إن تمّ إخراجهم من منازل الكُرد، بالإضافة إلى أنّ للكثير من المستولين على المنازل قدرة دفع إيجار المنازل المستولى، ولكنهم يمتنعون عن إيفاء مستحقات أصحابها من الكُرد.
وإذا كان المستولى على منزل الكردي مسلّحاً في صفوف ميليشيات “الجيش الوطني السوري”، فليس بمقدور المالك المطالبة بإخلاء منزله خوفاً من العقاب أو يضطّر لدفع إتاوة كبيرة لقاء ذلك، وليس بإمكانه رفع دعوى ضده لدى محكمة مدنية باعتباره “عسكري”، فيما المحاكم العسكرية لا تسجل هكذا دعاوى.
= قريتين استيطانية:
– بتاريخ #26-05-2024# م، أعلنت “شركة وطن للإنشاءات الهندسية” العاملة في مناطق الاحتلال والنفوذ التركي بشمالي سوريا، في صفحتها الفيس بوك، وضع اللمسات الأخيرة على “مشروع إنشاء بنائين طابقيين في مدينة جنديرس، لصالح منظمة شمس الأمل”، وأنّ “كلّ بناء يتألف من 3 طوابق، ويضم كل طابق 8 شقق، كل شقة تحوي غرفتين ومطبخ ومنافع، بمساحة 65 متربع مربع للشقة الواحدة”؛ أي بواقع -48- شقة لتوطين أسر من المستقدمين، بتمويل من “جمعية شمس الأمل الإنسانية – Umut Güneşi İnsani Yardım Derneği“ التي يديرها المدعو “د. خالد المصري” الذي يتواصل مع وسائل الإعلام من مكتبه في مدينة الريحانية التركية، دون أن يكون للجمعية معرفات على شبكات النت والتواصل الاجتماعي.
وقد تمّ تشييد البنائين على أرض زراعية في محيط مدينة جنديرس، بعد قلع أشجار الزيتون منها.
– وفق تقريرٍ مصور لوكالة نورث برس، ومصدر محلي، وصفحة الفيس بوك لجمعية “منارة البحر-دنيز فناري – Deniz Feneri ” التركية، عنوانها: زيتون بورنو- استنبول، والتي تنفذ المشروع، تستمر أعمال بناء قرية استيطانية نموذجية مؤلفة من -160- منزل سكني مع بنية تحتية ومرافق عامة (مدرسة، مستوصف، مسجد، حدائق، ملاعب…) في ناحية شرّا-شرّان، لأجل توطنين المستقدمين إلى المنطقة، باسم قرية “أمة واحدة” نسبة لاسم الجمعية المموّلة للمشروع، وهي جمعية بريطانية إسلامية (أمة واحدة – One Ummah)، عنوانها: 202 Victoria Road , Middlesbrough, United Kingdom.
يتم تشييد القرية بجوار قريتين سابقتين من البلوك والشوادر، على أرض مساحتها حوالي -3- هكتارات، جزء من عدة غابات حراجية اصطناعية متجاورة تمّ قطعها وإبادتها بشكلٍ كامل من قبل ميليشيات “فرقة السلطان مراد”، في موقعٍ على الطريق الواصل بين قريتي “كفروم، وعلكه-حلوبي صغير”- شرّا-شرّان.
يُذكر أنّ محمد جنكيز مدير إدارة “دنيز فناري” وعدد من أعضاء مجلس الإدارة زاروا هذا المشروع بتاريخ #12-05-2024# م؛ وكانت الجمعية قد افتتحت بتاريخ #23-01-2024# م قرية “دنيز فناري” الاستيطانية المؤلفة من -200- منزل، التي بُنيت بتمويل من “مؤسسة رحمة العالمية-Global Rahmah Foundation (GRF)” البريطانية، في موقع مزار قازقلي- جنديرس.
= اعتقالات تعسفية:
اعتقلت سلطات الاحتلال:
– منذ ثلاثة أسابيع، المواطن “ريزان بوزان حسن -20- عاماً” من أهالي قرية “كوسا”- راجو، من قبل ميليشيا “فيلق الشام” التي سلّمته إلى ميليشيا “الشرطة العسكرية في راجو”، ليتم نقله إلى سجن “ماراته” المركزي بمدينة عفرين، ولا يزال معتقلاً بشكلٍ تعسفي، دون أن نتمكن من معرفة التهمة الموجهة إليه.
– منذ عشرة أيام، المواطن “عبد الرحمن رسول إبراهيم -30-عاماً” من أهالي قرية “آغجلة” – جنديرس، من قبل الاستخبارات التركية وميليشيا “الشرطة المدنية في عفرين” التي استدعته إلى مقرّها، بتهمة أداء الخدمة الإلزامية أثناء الإدارة الذاتية السابقة، وأفرجت عنه بعد أيام من الاحتجاز وفرض غرامة مالية -400- دولار أمريكي عليه؛ ثمّ حضر إلى “المحكمة في عفرين” بتاريخ #29-05-2024# م وتم تغريمه ثانيةً ب-400-دولار أخرى، وأُطلق سراحه، رغم أنه فقير الحال.
– بتاريخ #28-05-2024# م، المواطن “ريزان يوسف بن حسين -37-عاماً” من أهالي قرية “كوران” – جنديرس، بعد استدعاء ميليشيا “الشرطة المدنية في جنديرس” له إلى مقرّها، حيث لازال محتجزاً لديها، دون أن نتمكن من معرفة التهمة الموجهة إليه.
= فوضى وفلتان:
– بتاريخ #27-05-2024# م، أقدم المدعو “حسن جميل الجزار” المنحدر من محافظة حماه وعنصر لدى ميليشيا “الشرطة العسكرية في راجو”، بإطلاق رصاصتين على ساق زميله المدعو “أبو خالد” المنحدر من محافظة دير الزور، بسبب خلافٍ حول رمي الأخير لقمامة أسرته، حيث أنّ أسرتي الإثنين يستوليان على منزلين متجاورين ببلدة راجو.
إنّ التجييش والتحريض الذي سيق في تجمعات المستقدمين بمدينة عفرين مؤخراً، ضد موظفين كُرد لدى سلطات الاحتلال التركي وضد الكُرد المطالبين باستعادة منازلهم المستولى عليها منذ أكثر من ستة أعوام، يحضُّ على الفتنة والإمعان في اغتصاب ممتلكات الكُرد أهالي المنطقة، وكذلك لإيقاف تلك القرارات والإجراءات القليلة التي تُتخذ لصالحهم كحق عادل تحت ضغط التقارير الحقوقية والإعلامية.
[1]