برمجة الفكرالعبودي في مخنا الشرقي
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 7366 - #09-09-2022# - 18:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
يقول قيصر الروم: استهويت يوما و فكرت مع نفسي ان اعدم مئة من العبيد دون اي سبب، انتظرت حتى يوم ميلادي واعتبرته فرصة و اردت تنفيد ما نويت، فاتوا بمئة عبيد و هم ينشدون طول الطريق و يهتفون ( طول العمر لصاحب السعادة اي (عاش الزعيم و طول العمر للسيدو الشيخ و ما شابه ذلك لدينا!) و تم تنفيذ الامر و اعدموا جميعا و هم مستمرين في الهتاف، و في نهاية الامر لاحظت من لم بسلم روحه و لم يمت و يحتضر و هو هائم و يتمتم مع نفسه و ذهبت اليه كي استمع ما يقذفني به من السب و الشتم و الكلمات البذيئة لانني انهيت حياته، و تعجبت بانني لم اسمه منه الا و هو يردد (عاش الزعيم و طال عمره و لم يمت الا وهو يطيل بما تعود عليه من حياته و حتى في لحظات موته المرير و سلم روحه بتلك الهتافات العبودية). عندما يُبرمَج الانسان مخه من قبل اي كان و اي فكر ان كان مفيدا او مضرا لنفسه و من حوله و بشكل سطحي دون ان يفكر بما يجب ان يفكر بنفسه فان الفكرة التي يكتسبه تصبح راسخة و يعتقد انها الاصح و لا توجد غيرها، عندما يصل الى هكذا الحال، فانه من الصعب تغييره ولو بشكل بسيط .
اليوم و نحن لسنا في عصر قيصر الروم و لا في زمن الزمحشري و الطبري زمنيا و لكننا في نفس المرحلة عقليا وفكرا و تاملا وفق ما نراه من الرعية التي تسيير الى المقصلة بارادته وهو يهتف عاش ... و هيهات .. و فدوة للقائد ... . استغل هؤلاء القادة و الشيوخ و السادة المسيطرين على عقول اكثرية الناس الطيبة الساذجة مستغلين كل شيء من القصص البطولية منها او الخرافية سواء الدينية او المذهبية او القومية و من حوادث التاريخ و المبالغات في مسيراتهم لبرمجة و تمهنج العقول الصافيةالساذجة الفقيرة لتسيير امورهم حتى الخاصة وفق ما يريدون دون اي اعتراض و من اجل مصالح ليس لهؤلاء فيها ناقة و لا جمل .
نعم انها العبودية بانواعها و عدم الادراك بالحياة الحقيقية و ما تحتويه و ما تفرضه ان يفكر الانسان بنفسه و حياته و مستقبله قبل اي شيء اخرو قبل ان يفكر مكانه حتى اعقل الناس. انه تسيير لامور الذات من قبل امستغلين وفق افكارومناهج النقل و انعدام العقل بعيدا عن اي تفكير ولو بسيط في النفس و ما يجب فعله .
اين يكمن الحل اذا؟ ان كان الخلل في ذات فان الحل يكمن في الذات ايضا، انه يحتاج للتفكير و التامل و التعمق و التجقيق في امور الحياة بتفاصيلها و منها الاهم هو الايمان بان الحياة قصيرة و لم تاتي ليكون الانسانة تبعية لعقول و تفكير غيره و انه ولد حرا و يجب ان يموت حرا صاحب نفسه عقلا و فكرا و جسما، بل انه فقط التفكير و الوقوف مع الذات دون تاثير خارجي مهما كان، انه التامل في هذه الحياة ولو للحظات بسيطة، وو بامكانه ان يفرق ما يفيده و يهمه و يهم الاخرين بعيدا عن الحساب لمصالح الاخر التي يستغله بها ،و ما يريده هو ليخرج من الوهم و الحلم و ينقذ نفسه و يستيقض من الحلم و يصحى من النوم والتنويم و يعيش كما يجب ان يعيش كانسان فقط و لا غير.[1]