يشيعون الخوف من اجل فرض خيار سياسي
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 6344 - #07-09-2019# - 17:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
في كل مكان من منطقتنا بلا استثناء, نرى اشاعات مغرضة سياسية كانت ام اجتماعية تنشر و تعرض و توسع دائرة نشرها ان اريدت ذلك او يضيقون مدار نشرها ان كان هدفهم يتحقق بذلك، و تتدخل فيهما اي الاشاعات السياسية الاقتصادية المغرشة عادة الترويجات الاقتصادية او اشاعات عن عرض اقتصادي خاص من اجل هدف سياسي كان او بعض منها للانتفاع الشخصي من قبل التجار الجشعين بعد احتكار مادة ما كي يحصلوا على اكبر نسبة من الربح بعد العرض و وفق بديهية العرض و الطلب التي يعتمدها هؤلاء و يخلقون اجواء او بالاحرى يحتكرون من اجل عرضها في وقت يحصلون فيه على اكبر نسبة من الربح سواء كان اقتصاديا او سياسيا, و عليه فان السياسة في هذه المنطقة اصبحت تسير بنظام شبيه لما يجري عليه النظام و القواعد و البديهيات الاقتصادية و العكس صحيح ايضا. اي يحاول السياسي ان يشيع شيئا ما و منه يقصد خوفا بهدف معين و بعد مدة يعرض الحل لما عرض و روج له من اجل التلهف و الخضوع المطلوب من قبل المواطن للمتطلبات السياسية او ما يخص السياسي او النظام او حزب ما دون ان يلقى اي اعتراض لما هو الهدف في العملية، و ان كان عرض المنشود في وقت اعتيادي لم يكن او يروج فيه اعلان عن ما يدور او اشاعة ما لتمهيد ارضية قبوله لاعترض عليه المتلقي من عامة الشعب.
في هذه الايام ازدادت هذه الخدعة في العراق، بحيث لا نسمع يوما اشاعة لموضع ما او يحاولون ان يروجوا او يرسخوا ارضية لهدف سياسي فتكون تمهيد الارضية عندهم وفق ما يشيعون من اجل تقبل الموضوع, فهنا يرفض طرف او جهة سياسية ما يجري و الهدف المخفي من وراء رفضه في اساسه من اجل لجم المعارضة و الحكومة على حد سواء و لهدف خاص بها جهة كانت او شخصا، وليس من اجل مصالح الشعب الذي يدعيه في رفض ما يحصل او لموضوع مرحلي حتى مشاع. و عليه نسمع بين حين و اخر تصريحات متعارضة مع بعضها نابعة من الانتفاع المرحلي في امر ما و الذي يمكن ان يضر او يفيد المعروض في مرحلة اخرى، و عليه يجلب معه التصريح المناقض ايضا، و دون ان يهتم بما يجري وما يضر بتفصيلاته الشعب المغبون اصلا نتيجة انشغاله عن همومه وعوزه و متتطلباته الحياتية اليومية.
فهذه هذه الحياة العامة في هذه المنطقة بشكل عام و في العراق و كوردستان بشكل خاص, كل ما موجود لا يمكن ان نقيّمه بمقاييس خاصة به الا و يخرج دون مستوى الرضى العام على الاقل ويمكن ان يكون ارهابا ابيضا بشكل متوسط التاثير او قتل عام و ارهاب اسود في اخطر اشكاله و بطرق مختلفة ليس بشرط ان يكون عبر التظيمات الاسلامية، فهناك عملية سياسية تجري فيها انواع الارهاب و ان لم يحس بها المواطن. و ابسطها هو الخديعة و نشر السموم و المخدرات و الاشاعات و اخطرها بتوجه مغرض من اجل هدف سياسي او اقتصادي مضر بحياة الشعب.
فنسمع في هذه الايام اشاعات و ترويجات و كلام عن ما يجري و يقيّمون الحكومة برؤى و اهداف مختلفة و اخيرا بالتهديدات لاسقاطها، و باتت من التصريحات الشائعة من قبل اكثر من طرف بو باهداف مختلفة و منها نابعة من الموتورين او من ضربت مصالحهم نتيجة ابعادهم عن سدة الحكم او منصب ما، او من يريد بالشاعة و التصريحات السيطرة على حياة الناس بلجمهم و توجه افكارهم نحو مواضيع لا تدعهم يخرجون من دائرة سيطرته و توجهاته و اعتقاداته يوما، او يريدون تحقيق مرامهم المرحلي بشكل ما يمكن ان تغطي الاشاعة سلبيات و افرازات المراد فيما بعد ترويج الاشاعة و التهديدات هذه.
و ان اكثر ردود الافعال التي تاتي من اطراف معارضة لبعضها و ليس معارضة للحكومة، و الاصح هو عدم وجو دمعارضة حقيقية نظامية صحيحة الى جانب السلطة في العراق، و كل ما هو موجود باسم المعارضة او من يستغل الحال و نتيجة لضعفه و جماهيريته و حجمه هو لستغلال الوضع باسم المعارضة من اجل قضم قطعة اكبر من الكعكة فقط. و لا يمكن ان يحس المواطن الذي لم يصبح بعد مواطنا حقيقيا وفق سمات و خصائص المواطنة و حقوقه و واجباته، ان يسير وطنه بشكل مستقيم، و هذا ما يجعله قلقا بشكل دائم و غير مستقر و بعيد عن الامان في حياته و حتى في ظل عدم وجود العمليات الارهابية التي اعتاد عليها العراق، و هذا اي الاشاعة و التوريجات و نشر الرعب و و الاسعات الخطرة و التهديدات وعدم الاستقرار و الامان الفكري ارهاب اخطر من قتله بشكل مباشر بعملية ارهابية.
و عليه يجب ان ينتبه الفرد العراقي من اشاعة اي موضوع و يجب ان يبحث عما وراءها سواء كانت سياسيا او ما تخص بالسياسة من مرتبطاتها الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية، و يجب ان معرفة ما يقصده المصرح او المروج و اكثر التصريحات مخوّفة من اجل توجيه الانظار و من ثم عرض السلعة التي يهدفون عرضها الى السوق السياسي او الاقتصادي و يربحون في الوقت المختار المناسب بما يعرضون. و الجواب الشافي لعدم تحقيق اهدافهم هو وعي المواطن بما وراء التصريح او الترويج، و ان كانت وسائلهم عديدة و متنوعة و هم الغالبون في اكثر الاحيان نتيجة امكنياتهم الاعلامية و المالية المسيطرة على الراي العام سواء ما يروج من اجل هدف يحاولون كتم امر ما عن الشارع او على العكس يريدون بروز ما يريدون ابرازه بهدف منفعة خاصة من وراء بروزه في وقت معين يختارونه هم في اغلب الاحيان. و عليه ان الوعي العام و نباهة المواطن و ذكائه وفراسته لما يعرض و كشف ما وراءه هو المطلوب لفشل ما يهدف اليه المروج و المشيع، و على الاكثر تكون الاشاعات و الترويجات لاهداف و مصالح ذاتية سياسية كانت او اي شيء اخر حزبية كانت ام شخصية او لدوائر ضيقة متنفذة في الاحزاب و العصابات المختلفة المنتشرة اكثر من الموجودين في الحكومة و السلطة بشكل عام.. و اكثر ما يُنشر هو اشاعة الخوف من اجل فرض خيار سياسي مدروس لديهم.
[1]