موقف امريكا هو عدم تعرض الكورد للاذى المؤقت وليس حمايتهم
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 6315 - #09-08-2019# - 02:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
بعد التضحيات التي قدمها الكورد بتحالفه مع امريكا في جميع اجزاء كوردستان و لم ننسى موقفها من الاستفتاء قريبا و ليس نكسة ثوة ايلول فقط، فانه من الامر المحرج لها ان تعيدهذه المرة بسرعة ما هي تعودت على عدم النظر الى الاخلاق في السياسة و انها في ضوع محرج جدا. و عليه انها لم تعلن عن نقاط الاتفاق مع تركيا بشكل علني، و المعلوم انه لم تشترك في هذا الاتفاق اصحاب القضية بانفسهم و كانت اتفاقية ما يخص دولة معينة بين من لا يمت لهم اية صلة بها و هي حول المنطقة الامنة في الحدود التركية السورية داخل الارضي السورية صاحبة القضية التي تتقصد تركيا قبل اي شيء اخر هو اخراج الكورد هناك، و انها نجحت في ذلك بمجرد موافقة امريكا حول ذلك قبل معرفة عمق المنطقة الامنة و من يديرها و كيف يكون وضع قوات سوريا الديموقراطية و وحدات حماية الشعب بشكل اخص. سايرت امريكا تركيا و مدت مدة تفاوضها ليلة اخرى و تنازلت في اخر لحظات لجملة امور كما تسربت من الاجتماعات وفق مصادر تركية متقصدة في طرحها في هذا الوقت من اجل التشويش على الكورد و الحلفاء، والدليل على ما اقدمت عليهة امريكا و خذلت به الكورد، انها وقعت الاتفاقية دون ان تعرف موقف قوات سوريا الديموقرطاية و وحدات حماية الشعب التي هي الهدف المباشر لتركيا و ليس حماية حدودها كما تدعي.
ان الهدف الاكبر لامريكا من هذه الاتفاقية باسم المنطقة الامنة في هذه اللحظات في التسرع و اصرارها على التوصل الى التوافق مع تركيا هو تطبيع علاقاتها مع تركيا قبل ما يخص الاتفاقية و موضوعها على امل راب الصدع في علاقاتها و اعادتها الى حضنها و سحبها من المحور الروسي بشكل تدريجي و اخرجها فمن دائرتهم ي اطار صراعها مع ايران و روسيا ايضا.
ان الاتفاق يعزز الدور التركي في سوريا و موقفها و شروطها من قضية ادلب، و به يمكن ان تبرز خلافات في الجانب التركي الروسي و الايراني في هذا الشان. و ربما يحتوي الاتفاق على نزع السلاح في هذه المنطقة و من وحدات حماية الشعب و التي تضرب بهذا تركيا العصفورين بحجر واحد سواء ما هدفته ضد الكورد منذ بداية الربيع العربي و اندلاع الحرب والازمة في سوريا و تقوية موقفها من ادلب.
احرجت امريكا من ما نوت في سياساتها ازاء الكورد من مواقف داخلية لها، نتيجة مواقف اعضاء مجلس الشيوخ حول ما ذكروه في اكثر من لقاء و اجتماع حول الواجب الاخلاقي الذي ادعوا يجب ان تلتزم به امريكا من اجل الحفاظ على سمعتها و عدم تكرار ما اقدمت عليه من قبل في كل ثورة كوردية من جهة، و ليبقى الكورد مخلبا لديها دون ان تسكب دماء ابناءها من جهة اخرى . هذا اضافة الى ما تستهدفه امريكا من اعادة المياه الى مجاريها مع تركيا بعد صفقة صواريخ اس 400 مع روسيا.
في الوقت الذي تستفيد تركيا من هذه الاتفاقية مهما كانت فحواها ضد الكورد و ستبقى ايضا ورقة رابحة بيد تركيا للضغط على ايران وروسيا لاملاء ما يهمها في ادلب ايضا و ازمة سوريا بشكل عام. فان المحرج لامريكا هو تنازلاتها و الحاحها للتوصل الى اتفاقية مهما كانت، و عليه يمكن ان يشك الكورد في النقاط السرية التي يمكن ان تحتويها الاتفاقية.
ان ما ظهر في العلن و بيّن بوضوح وجه امريكا انها ارادت الخروج بين الكماشتين بماء وجه على الاقل فانها بهذه الاتفاقية اثبتت على انها ليست بمكان يمكن الوثوق بها و الاعتماد عليها و على حمايتها لحلفاءها، وا اقصى ما تمكنت امريكا في هذه المرحلة و بشكل مؤقت هو محاولة عدم تعرض الكورد للاذى في هذه الاوقات بالاخص و بشكل مرحلي فقط كي لا يبرز صوت ينتقد موقفها او يعاتبها عى تكرار افعالها دون خجل، اي انها حاولت باقصى جهدها عدم تعرض الكورد الى الاذى التركي في هذه المرحلة فقط و ليس استعدادها في اثبات حمايتها لهم بحيث يمكن الاعتماد عليها بشكل دائم .
اما موقف الكورد، فانه من المعقول و يجب عدم الاعتماد على ما تقوله امريكا من جهة و عليه ان يناور و يراوغ بدوره بعد اليوم اكثر من قبل، و يجب ان يحاول هو ايضا ان يمد يده الى المحور الاخر ولو بشكل تكتيكي و ان يدخل ما يفيده في ميزان المصالح، و لابد ان يجد خيطا مع النظام السوري ايضا كي يضمن عدم بيعه سرا من قبل امريكا الى البلد العدو اللدود له. و الاخطر المتوقع هو تطبيق الاتفاقية و تنفيذ المنطقة الامنة بما اتفقتا عليه و هو ما يمكن ان يحصل و ينتج عنها من التغيير الديموغرافي النابع الاستراتيجية عقلية و هدف تركيا و على ايدي تركيا التي تريد اعادة واقع تلك المنطقة الى اعقد حالاتها و يمكن ان تملأ تلك المنطقة بمن يواليها من التركمان و العرب الموالين المخلصين لها و تجعل منطقة عازلة و تدفع الكورد الى العمق الخطر الاكثر من ما كان عليه قبل الازمة السورية ايضا.
يجب الوقل بان هناك طرق كثيرة للعب الكورد ايضا و منها التواصل مع دمشف و التعاون مع المحور الروسي الايراني مع بقاء على العلاقات الودية مع امريكا دون الاعتماد عليها منفردة .
و اخيرا لابد من القول، ان الاتفاقية مهما كان محتواها و نقاطها و التي ستتسرب اكثر يوما بعد اخر، فانها منذ البداية لا تبشر بالخير للكورد طالما كان جانب من الاتفاقية هو اردوغان وحزب العدالة و ما هو عليه اليوم من المواقف و التوجهات الخبيثة.
و عليه ان الغائب الاكبر و هودمشق كما المعلوم فهي في اضعف حالها، و على الكورد ان ينفذوا الفلسفة البراغماتية المرحلية لاستغلال نقاط الضعف في اي ظرف كان من اجل مصلحتهم، فان اسهل طريق لذلك اليوم هو دمشق من اجل تعقيد المعادلة علىالجميع و عدم السماح لتحقيق ما تريده تركيا من تحقيق الاهداف في سوريا عدا ما تههما حول الكورد. فان استغلال قضية ادلب و التفاوض مع سوريا و ايران و روسيا بشكل مباشر سيقطع الطريق امام الطرفين ان يعتقدوا بان يكون تنفيذ هذه الاتفاقية سهلة على امريكا قبل تركيا. و ان روسيا ستبحث حتما عن ما يجعل تركيا في حضنها دون ان تدع ان تسحبها امريكا لحين تصفية امور سوريا بشكل يكون لصالحها متعاونة مع ايران . و على الكورد ان يتحرك قبل تحرك تركيا في هذا الامر و ما تريده تركيا من الحديث عن تطبيق اتفاقية اضنة لسنة 1998 بادعاء حماية حدودسوريا في هذه الايام هو من اجل تضليل دمشق، و لكن الابواب مفتوحة امام الكورد اكثر من غيرهم في اللعب من هذا الجانب مع دمشق.
و عليه، فان هذه الاتفاقية ليست نهاية العالم و لكن نقطة مهمة يمكن ان تستغل من جهة اذا تحرك الكورد باتجاهات و نقاط صحيحة و بخطوات دقيقة، وفي المقابل يمكن استغلالها في تعميق الخصومة و انعدام الثقة بين سوريا و تركيا كما حاولت تركيا ان تستغل صعف النظام في سوريا من اجل ضرب الكورد فقط. و بتحركات كوردية سورية روسية ايرانة في هذه المرحلة يمكن ان تسحب يد روسيا وايران و يفرض تدخلهما الى قضية المنطقة الامنة من قبل الكورد ان ناوروا و تحركوا بهدوء و رد فعل مناسب لما تتحمله هذه الاتفاقية التي يمكن ان تكون غادرة للكورد و مجحفة بحقوقهم. و يمكن القول ان تمكن الكورد من طرح وفرض شروطهم حول هذه الاتفاقية ان كانت محل القبول قبل هذه التحركات الاستراتيجية، سيكون خطوة في عدم السماح لتنفيذ الاتفاقية من قبل تركيا بالاخص و العمل مع امريكا من اجل التملص منها، و لكن لابد ان يعدي الى الاذهان و يعتقد و يعمل الكورد على ان امريكا هي كما كانت ليست صديقة دائمة لاحد سوى مصلحتها حتى و ان لم تنفذ هذه الاتفاقية ايضاشس.[1]