ما تحمله عاشوراء الكوردي من الفلسفة في قصة هذا الطفل
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 6311 - #05-08-2019# - 04:11
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
عاش في قرية بسيطة في عائلة فقيرة معدمة و هو يعاني منذ تفتح عقليته و فهمه للاشياء و هو ولد بزيادة اصبع و اُعتبر عاهة و نقصا في مجتمع متخلف نسبيا في النظرة الى الحياة و العقيدة المسيطرة على عقلية ذلك المجتمع في تلك المرحلة . اجتمعت في راس الطفل الميؤوس مجموعة من الاسئلة المختلفة المحيرة فكريا و فلسفيا و لم يجد من يجيبه ، كان اقرانه مشغولين في وسط عوائلتهم المؤمنة بمذاهبهم المتصارعة خفيا بعيدا عما يشغل هذا الطفل، و لمس بنفسه الصراعات و الخلافات الفكرية الفلسفية دون ان يعلم انها تدخل في صلب الفلسفة في حينه وهو لم يكن يدرك الحياة و ما فيها. تمعن و يتامل عميق في امور لم يتمعن فيها الاطفال الاخرون، و هو ينعزل بحاله و يتنعكف و كل ما يهمه دراسته دون ان يعيش لحظة حياته كطفل طبيعي اعتيادي المعيشة كما عاش الاخرون من اقرانه. اهم ما شغل افكاره و عقليته و هو طفل لازال في مرحلة نعومة اظافره و من ثم مراهق، يريدة جوابا لما هو فيه؛ كيف خلق هكذا و من وراء الزائد المعتبر لدى الناس الناقص في تركيب جسمه، لماذا يخلق الله الانسان هكذا و لماذا اختاره دون غيره، وهل للصدفة دورها ام فيما حدث حكمة و دلالة لمعجزة الخالق في خلقه، و هل لله في خلقه شؤون ام انه حالة حياتية بايولوجية لا دخل لاي احد غير التفاعلات و العملية البايولوجية التي تنتج ما تنتجه الكروموسومات و ما تحمل من الجينات المسؤلة عن شكل و تركيب و حجم العضو او المخلوق باكمله.
نقطة انعطاف في حياة الطفل البائس هو ما نطق و اشار اليه شيخ عجوز مذهبي متخلف واثق بنفسه رغم كونه اجوف العقل، قال لاصدقاءه وفي وقت غير ملائم لعمر هذا الطفل و امامه وبشكل علني دون اي اعتبار لما يحس به امامهم من النقصو الخوف في الحياة و ما عاناه و خلق في نفسيته الكثير؛ و فجر الشيخ الخرف القنبلة مدعيا ان هذا الاصبع الزائد في يده من نتاج جريمة والديه... يا للهول تشدق فاه و جحظت عيني الطفل المسكين و هو يسمع جريمة و من قبل الوالدين! قال الشيخ المتخلف بكل ثقةبنفسه و كانه اصدق الناس و اعرفهم؛ نعم ان والديه مارسا الجنس و توطائا في ليلة العاشوراء المقدسة و خلقا بعملهما المشين هذه العاهة لهذا الطفل المسكين، يا له من تنظير متخلف مذهبي من رجل يعيش في القرون الوسطى في عقليته و سلوكه و تصرفه، و لكنه اصبح جرس انذار في مخ الطفل البريء المسكين, انها لحظة فرضت نفسها على عقله و اصر في وقته على معرفة الحقيقة اكثر، هل انه من خلق الله ام من وطاة الوالد اللعين لوالدته في تلك الليلة التي اصبحت مقدسة و معتبرة اكثر من ما يقتدر عليه الله من خلقه. كبر الطفل و عاشت معه عقدة النقص، و لكنه لم يياس و الح فيما بعد على التعمق في الامر و دخل قسم علوم الحياة و انهى دراسته و اصبح لديه معلومات تكفي ليغير ما فرض عليه تلك اللحظة من العقدة النفسية. و لعن التخلف و ذلك العجوز المتخلف المذهبي المتشدق الواثق بنفسه دون ان يكون له اية معلومة حياتية مفيدة.
هكذا اصبحت ما اعتبرت عاهة و من ثم الوسط الاجتماعي المتخلف و الفقر العائلي و المجتمع المختلط المستوى علميا و ثقافيا، من العوامل التي فرضت نفسها على الطفل كي يخرج بنتيجة ولو متاخرا في بحثه النظري و العملي و الحياتي العميق الدائم الذي شغله طوال حياته و شغل فكره م عقله اكثر من ايش يء اخر لحين تيقنه بما حث بنفسه علميا و لعن بعده التخلف و الدين و المذهب و الخرافات التي سيطرت على المجتمع جراء ما استوردت من منابع التخلف باسم الدين و المذهب .
تيقن بان الحياة ناتج للتطور و الانتخاب الطبيعي و من ثم بحث في علاقة المنشا و المخلوق بما وراء الطبيعة و كشف بشكل علمي يقيني راسخ ان الغيبية هي اصل الخرافة بشكل اخر، و ان الحياة بدات منذ ملايين السنين و بدات تتطور لحين الوصول الى فصيلة الثديات و من ثم ارقى المخلوقات و هو الانسان، و هناك عوامل بايولوجية اي الجينات مسؤولة عن كل شيء في جسم الانسان و ليس هناك اي تاثير غيبي او مخلوق خرافي كما في عقل المعتقدين به، و اكتشف انه عدم قدرة الانسان العقلية ه هو الذي اجبره على التخيل و الاعتماد على الغيب لوجود الفراغات العلمية في تفسير الحياة ومجيء الانسان، وكلما وجد ما يملا الفراغات علميا اصبح الدين و الاعتقادات الخرافية وراء الواقع و العقل المتطور المتقدم المتجسد على الاعمدة العلمية تفرض نفسه على فكر وفلسفة الانسان و معتقداته. انه خلق بعوامل وراثية متنقلة و متوارثة اليه عن طريق والديه، و ليس للعاشوراء اي تاثير على زيادة اصبعه كما ادعى الرجل المتخرف، و ليس لله اي دور في شكله و تركيبه و عاهاته، و ليس هناك اي تاثير للغيب و المقدسات على الشكل و التركيب لاي كائن حي. و عليه اصبح الدين و المذهب و الاعتقاد الديني و ليس المذهبي فقط من اوسع الابواب في الدخول للخرافة و التخلف لدى من هو بعيد عن العلم كما كان الشيخ المتخرف، و عليه اصبح يفرض عليه ما وصل اليه ان يحارب تكل الخرافات و التخلف المنتشر اكثر من غيره و يبين الحقيقة لمن يفتقده بما يتمكن و يقتدر عليه لانه عانى شخصيا من التهرف و التخلف بعينه قبل اي شيء اخر، وعندما سدل الستار بنفسه عن تلك المعوقات الحياتية امام معيشة الطفل و الكبير لديه عقليا، يحاول ان يجيب عن الاسئلة العلمية بمقدار امكانياته والفلسفية بما يمتلك من المعلومات التي اكتسبها بسبب المامه في كشف الحقائق التي بقيت غائبة امامه لحين تيقنه بامور لم يتوضح لدى الكثيرين حتى لحين انتهاء حياتهم. كان لعاهة زيادة الاصبع و الانعطافة الحياتية التي حدثت جراء ادعاء الشيخ المذهبي الذي علل و فسر ما في يد الطفل المسكين بتحليل مذهبي تخلفي تخرفي، و هذا ما دعا الى الاصرار منه لكشف الحقيقة الساطعة علميا و بعيدا عن الغيبيات و الدين و المذهب و العقلية المتخلفة التي كانت حتى الامس القريب هي المسيطرة على مسيرة حياة الناس و منهم هذا الشيخ الخرف. نعم انها قصة حقيقية لطفل نابغ و شيخ متخرف خرج في نهاية الامر بما تبينت لديه من الحقيقة الحياتية التي اصر و عمل من اجلها.[1]