كلما يضعف موقفهم يزايدون على حساب القضية الكوردية
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 6305 - #29-07-2019# - 01:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
انها كانت حالة من قبل و اصبحت ظاهرة. يتداول المتابع ما يحدث للسياسة العراقية و مواقف الشخصيات و الاحزاب يوميا ما هم فيه على ارض الواقع و دور كل منهم و هو له الموقع في السلطة او همش فيما بعد، يرى بانه يصرح بشكل معلوم للجميع وفق موقعه و نسبة شعبيته. نعم اصبحت ظاهرة مكشوفة بان كل شخصية او حزب يقع في موقف ضعيف و محرج و تنخفض منحنى شعبيته وجماهيريته، انه يريد انقاذ نفسه من المحنة فانه يعلن تصريحا شعبويا و هو اسهل و افضل وسيلة لرفع جماهيريته المنخفضة و في مقدمة تلك الوسائل هو الوقوف ضد تطلعات الكورد او التصريح ضدهم و ضد الاقليم و كوردستان ككل محاولا النيل من قضيتهم عسى و لعل يضيف درجات الى شعبيته. فكم من شخصيات زاديت بشكل مضلل و من ثم وقعت في غيه و سقطت في النهاية بعد استكشاف امره، كم من حزب عاد و تراجع الى الخلف بعد الاستناد على تضليل الناس محاولة تغطية فشله و نكساته و انعدامة امكانياته عن طريق الوقوف ضد الكورد و ان كان لفظيا.
بالامس شاهدنا الصيادي و القدو و المالكي و جمال الدين و الشوفينيين الجدد والكتل الكبيرة والصغيرة التي تهاوت و لازال بعض منهم دون ان يتعض من سقطاته و انحطاط شعبيته و شخصيته مع كشف ادعاءاته. اليوم و بعد ان ياس العبادي من عودته الى السلطة و بعد ان اهمله او همشه حزبه بشكل و اخر ولكي يكون موقعه في الوسط السياسي دون شقوط نهائي و ان يبقى قدر الامكان قويا و يبقى على حال يمكن ان ينافس على الاقل غريمه المالكي و لا يضيع بين الاقوياء و بعد ان حاول و فشل في السيطرة على حزبه خلال سنوات سلطته الاربع و سحب المالكي البساط من تحت ارجله، و لاحظ بانه سيغرق و لابد ان يتحرك مسرعا و لم يجد كما غيره الا الكورد كي يحاول ان ينصع وجهه على الاقل و يعود الى حال تُبقيه على نسبة معينة من شعبيته كي لا يضيع بين المالكي و الاحزاب الاخرى و بعدما ياس اهماله من الوضع الحالي المسيطر الذي لا يجد طريق يصل بها حتى الى الابواب الصغيرة في السلطة بعدما تهاوى تحالفه اخيرا و تساقط من الكثيرون و انسحبت الكتل و الشخصيات و القوى و استبعد الاخرون و لم يبق منهم الا هو و مجموعات لا حوال لها و لا قوة، لا بل بقي منفردا.
انه و بعد جهد جهيد و تفكير عميق و بعدما تعمق في بيان ذكاءه و جهبذته فسخّر عقله و اخذ خلوة كي يتفرغ منها و يخرح في حال يتمكن من ايجاد وسيلة للخروج من المستنقع الذي اوقع نفسه به، يزعم بان العراق في طريق الانقسام محاولا ان يعيد الى الاذهان ما فعله من قبل و لم يفده في تكرار فترته لبقاءه على راس السلطة مقلدا كما فعل و نجح المالكي من قبله، انه يعرف يقينا بانه يريد بتصريحاته ان يضلل الناس صارخا في هذا الوقت الذي لا يصدقه احد بزعمه انه هناك مشروع لتقسيم العراق بعد تقارب الاقليم و المركز من الحلول للقضايا الشائكة، و انه يعتقد بان ادعاءاته الكاذبة و مزايداته على القضية الرئيسية في العراق و هي ما تخص الكورد و يبين معارضته و كما يسميها التقويمية و هو اجبر على هذا الموقف اخيرا بعدما اوقع نفسه في حفرة لم ينبري احد لاخراجه. انه يدعي زورا بالنجاحات و يسمي التقدم النسبي في هذه الفترة من انجاز المهامات الاستراتيجية الصعبة على ايدي عبدالمهدي بمراكمات النجاحات لما حصل في فترته زورا و بهتانا، و لم يذكر ما هي و ما عنوان تلك النجاحات التي حصلت تحت ايديه سوى التباعد الاكثر بين المكونات و القتل و التوجه العسكري و التشتت الاكبر بين مكونات العراق جميعهم دون استثناء و سيطرة دول الجوار و ضعف الموقع العراقي دوليا .
السؤال هو لماذا السير على الطريق السهل المخادع المضلل محاولا انقاذ النفس و استغلال الكورد و قضيتهم في استخدامهم كسلم النجاة محاولا رفع معنويات انصاره القليلين و انقاذ نفسه و رفع شعبيته المتهاوية بالوقوقف ضد الكورد عسى ان ينهض روح الشوفينية و تحميه بدلا من المباديء الذي يدعيها في خدمة البلد زورا.
لماذا استخدام قضية الكورد العادلة سوءا و تعقيدا و تضليلا و لم يتخذوا الطريق الصحيح و القويم في بيان احقية المباديء والتوجهات لتميزه و من يتبعه مع الاخرين، انه يثبت عدم امتلاك ما يوضح به ما يدعيه لفظا و هو يتراوح في طريقه و حتما هو آيل الى السقوط النهائي.
يريد العبادي ان يقلل من اهمية التقارب بين الكورد و المركز الحالي في هذه المرحلة و يدعي التراكم ما يحصل على ايدي عبد المهدي على النجاحات السابقة له و كأن هناك نجاح واحد في زمنه و كل ما ادعاه من تحرير الموصل و المناطق لم يحققه هو بل ان الفترة المحددة لبقاء داعش بعد سقوط المالكي قد انتهت و اصبح مجيء داعش سببا لكثير من التغييرات السياسية و اُستخدم كوسيلة من اجل تلك التغييرات لتحقيق و تنفيذ الخطط المرسومة من قَبل من قِبل القوى التي تلعب بالعراق و ما فيه و هي تنهب ما تصله ايدها سواء كان من الجوار او القوى العالمية الطامعة لرسم المنطقة لتكون تحت مظلتهم لقرن اخر.
و عليه اصبحت طاهرة التصريح ضد الكورد لاي كان معروف الهدف و تتوضح درجة شعبية اصحاب تلك المواقف و المزايدات من خلال شدة تصريحاتهم، و كلما كان كلامهم خشن و تصريحاتهم حادة غير واقعية و مصعدة لروح الانتقام من الشوفينيين انه يبين مدى تدني شعبية صاحب التصريح و العكس صحيح ايضا. اليوم بانت للعراقيين و بعد بيان العبادي وكتلته مدى تهاوي شعبيته و سوف يزيد من حدة كلماتهم كلما ازداد بقاءه على تلك الحالة الواقعة في قعر النسبة للشعبية و ضعف احتمالية بقاءه بين صفوف من هو رقم في الساحة الان و محاولا مقاومة سقوطه النهائي . انها فترة و مرت و لم تعد هناك فرصة لاعادة امجاده بعد هذا و مهما صرح و عوى ضد الكورد، لان كل تصريح ستبقى تاثيراته مؤقتة و لمدة قليلة دون مقاومة فناءه، و لكن الموقف الصحيح و العمل الصادق المخلص ستبرز منه النتائج الصحيحة، و السياسة المضللة ستقبر اصحابها مهما كانت لديها مقومات البقاء من النفوذ و المال و السلطة و الامكانية المختلفة التي حصلت عليها ابان سلطتها.[1]