تشجيع ثقافة الموت لدى الاسلام السياسي الكوردستاني
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 6289 - #13-07-2019# - 18:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الوضع الاجتماعي الاقتصادي في كوردستان بشكل يمكن ان يدع اي متتبع يرى فيه ساحة واسعة تتعرض للعديد من ما يمكن ان يُسمى بالمؤآمرات السياسية الكبيرة من اي كان، و هو في حال و موقع ثقافي سياسي اقتصادي اجتماعي من درجة ضعف يمكن استغلالها بسهولة عند من له المصلحة في التاثير على وضعها و ضمان ما يهمه في مستقبلها، و ما هو الواضح جدا هو التدخلات المختلفة الاخرى و هي الاقتصادية الاجتماعية قبل السياسية لدى الكثيرين منةحولنا و في الشرق الاوسط بكشل عام و استخدام قوى داخلية تابعة بشكل مباشر او غير مباشر لتنفيذ اجندات عديدة من قبل هؤلاء المتطلعين لتغيير كوردستان باتجاه ما يهمهم و يضمن لهم بقائها على ضعفها لنيل اخهدافهم.
اضعف و اسهل فجوة لاستغلالها في تنفيذ الخطط من قبل المتدخلين هو الاسلام السياسي المرتبط تنظيما و سياسة و فكرا و فلسفة بالقوى الخارجية و الافكار العامة الواردة منها من قبلهم مرتبطة باهداف و نيات خبيثة باسماء و عناوين براقة مختلفة.
من له دراية و معلومات بسيطة عن تاريخ كوردستان الاجتماعي يعلم بانها كانت في ابسط حالاتها و ان المجتمع فيها عاشوا بابسط حالاتهم و لكنهم كانوا محبي الحياة و مناضلين و مضحين من اجل تحسين وضعهم و معيشتهم و استغلوا كل السبل لقضاء حياتهم بالرفاهية و السرور ببساطة جدا.
اما اليوم و بعد التغييرات الكبيرة في سلوك الناس و اسلوب معيشتهم و بروز الوسائل الكبيرة للتلاقي و التواصل عدا تلك التظيمات الخانعة التابعة، حدثت تغييرات كبيرة في طبيعة حياة الشعب الكوردستاني و تفصيلاتها بشكل يُلاحظ مدى تاثير المتدخلين بشكل كبير و واضح على الفرد قبل العائلة و المجتمع. ان من يؤدي الدور السلبي في الواقع الاجتماعي هو الاسلام السياسي التابع لافكار و فلسفات و اهداف قوى غير اصيلة ليست من الواقع الكوردستاني و لا يمكن ان تكون نابعة من الرحم الاصيل لهذا المجتمع، و استوردت من خلال تنفيذ هذه الاجتندات و السياسات و نشرت كمجموعة من العادات و التقاليد المظهرية وليس لها علاقة بالموجودات الجوهرية التي لا تهم المصدرين، و هي اصلا لا تتوافق مع جوهر المجتمع الكوردستاني و اصالته.
لو دققنا كثيرا و بشكل علمي عند تقييم الواقع الاجتماعي و مقارنة التغييرات التي حدثت بشكل يمكن ان تُعتبر حدث مفاجيء على ما يتسمه هذا الشعب الاصيل، فاننا نلاحظ تغيير نظرة المجتمع للحياة بتدرج دون ان يلمس بنفسه هذا و هو يتعايش في الواقع المتغير، فانه كان محبا للحياة و يعيش بكل ما يملك محاولا بكل ما يتمكن ان يكون بسيطا و مستغلا فترة حياته ليكون مسالما و امينا لما يؤمن. اما التغيير الذي حدث فانه تاثر بما ورد و اصبح لا يبالي بالاصالة و ما كان عليه اجداده من الخصال و السمات و الصفات الحياتية البسيطة المؤمنة بما يعيش فيه، بل تاثروا بهذه الافكار السوداء و ما اكثرهم تركوا الحياة بكل ما فيها و يعيشون لما فُرضت عليهم من الفلسفة البائسة و الالتزام بالغيب و الخيال بعيدا عن حياتهم اليومية، اي اصبحوا فقط اجسادا و ماتوا فكرا و عقلا و غابوا عن المجتمع و لم يحسوا بالحياة و ما فيها. فان المؤثر الاول و الاخير بعد الظروف الاقتصادية و الاجتماعية البائسة و الازمات الكبيرة هو الاسلام السياسي الموجه للناس و يامر على من يتمكن بان يعيشوا للاخرة و يتركوا الحياة على عكس اجدادهم بينما المستفيدين يعيشون في ترف و ابهة حياتية على عكس ما يدعون. وهم مسؤولون عن تغييب العقل الكوردستاني الاصيل و الخصال التي تمتع بها هذا المجتمع، و احلوا بدل منها المستورد من الخرافة و الغيبيات لدى الاطفال و الشباب قبل البالغين الكبار. و من المؤسف ان يواكب ثقافة الموت مع العنف و القتل و التشديد على التعصب الفكري الديني غير المالوف و غير المسبوق في كوردستان. و المشكلة الحقيقية هي انهم يدعون امتلاك الحقيقة و ينفون اي فكر او فلسفة اخرى مخالفة و يقدسون ما يؤمنون و بادعاءات خيالية مستغلين الوضع الفكري الاقتصادي السياسي الضعيف في كوردستان، اضافة الى تدني الثقافة العامة لدى الشعب، و مهددين من يخالف ما يؤمنون بالموت و النحر و الحرمان من الحوريات و الملذات المحرمة الموجودة في حياة اليوم و هي مجانية و محللة في الجنة الموعودة لمن يتغير و يؤمن بثقافة الموت و يترك الحياة.
المشكلة الاكبر في هذه القضية الناسآوية التي يعاني منها المجتمع الكوردستاني هو الادعاءات الكاذبة الكثيرة التي يدقونها و يفرضونها في عقل الفرد، و اسهل الطرق هو استغلال النصوص التي يفرضونها و يدعون تقديسها بما يشاؤون و يفسرون و يدعون عدم الامكان بقبول غيرها و ياتون بها من الكتب المقدسة و يؤولونها وفق مزاجهم و مصالهم و اهدافهم، و اول المهام هو الضغوطات على من يتبع على تركهم للحياة و ايمانهم المطلق بالاخرة و الغيب و الموت، و به ينشرون ثقافة الموت و ترك الحياة بين الشباب و به يموّتون الحياة لدى المجتمع، و يرسخون لدى المقتنعين القناعة بان الموت على تلك العقائد التي يفرضونها بالترغيب او الترهيب بانه افضل من هذه الحياة التي يعتبرونها فانية و ان الموت الجميل للمؤمن بما يؤمنون سيؤدي الى حياة رفاهية سعيدة دائمة في الاخرة. انها حقا اكبر المشاكل و القضيا و التي تؤدي الى الموت الجماعي من خلال التاثير و التخدير للعقل و تحويل الانسان الى الة بعيدا عن التغيير مؤمنا بفكر و فلسفة واحدة و هي انتنظار موته، هذا ان لم يؤمروا هؤلاء المؤمنين و المقتنعين بتلك الافكار على الانتحار من خلال عمليات عسكرية سياسية ارهابية من اجل اهداف حياتية لمثل هذه الجماعات الضالة الخارجة من قانون الحياة.
اما المسؤول عن هذه الظاهرة الغريبة و نشر ثقافة الموت ليس الاسلام السياسي فقط و انما الحكومة الكوردستانية و الفساد المتفشي من قبلها و الاحزاب معها، اضافة الى التدخلات الخارجية عن طريق الاسلام السياسي و حتى الاحزاب و التنظيمات المسماة بالعلمانية لاهداف سياسية خارجية لا تمت بصلة بمصلحة الشعب الكوردستاني، مع الوضع الاقتصادي المزري الذي يفرض على الفقير التوجه نحو الغيب و الخيال لانقاذ نفسه من الحال التي يعيش فيها و افضل الطرق هو التخيل المنعش للروح بتوفير المال و الجنس و الماكل و المشرب المجاني في حياة لا نهاية لها و بابسط الطرق و الوسائل هو ترك هذه الحياة و الرحيل الى الاخرة عقلا وفكرا و معيشة.[1]