هل حكومة كوردستان الجديدة على قدر المهام
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 6288 - #12-07-2019# - 15:30
المحور: القضية الكردية
تشكلت حكومة اقليم كوردستان في حمل طبيعي من تسعة اشهر و تسعة ايام بعملية ولادة حزبية قحة تنافست في وضع اسسها المصالح الكتلوية داخل جميع الاحزاب التي شكلت الحكومة و بتصفية الحسابات الحزبية الداخلية فقط. عليه و بعد النظر في الامر من هذه الزاوية و التاكد من حجم و نوع المشاكل و الديون المتراكمة عليها يمكن لاي مراقب ان يخمن درجة نجاحها منذ اليوم دون اي جهد . هذا عدا التخمين على اساس تقييم من حالفه الحظ من الهذه المنافسات في تسلم المنصب و منهم لم يصدق هو بنفسه انه فاز باليانصيب الذي يوزع كل اربعة سنوات و يسفيد منه ماليا و يضمن حياته و اولاده واحفاده من يحالفه الحظ و ما يحمل من الصفات و سلوكه و نظرته الى الحياة بعيدا عن الشهامة و الهيبة و حتى الشرف الى الابد، و يزداد بهذا الفساد فسادا و المشاكل المتعددة مشاكلا عويصة اخرى و الشعب هو الذي يدفع الضريبة و الثمن على حساب الشباب و مستقبلهم قبل اي احد اخر.
اننا عرفنا انهم لم يستندوا على ابسط معيار في تشكيل هذه الحكومة التي يعتمد عليه مصير الملايين و معيشتهم، انها حلا اعلم حكومة ام حومة عائلية بحتة و ليست كما كانت بداية تشكيل الحكومات السابقة بل تركزت هذه التشكيلة على تعدد العوائل الاوليغارشية المتنفذة في الاحزاب بعدما كانت هناك عائلة واحدة من قبل و هي البارزانية المسيطرة على الديموقراطي الكوردستاني منذ تاسيسيه، بينما اليوم العوائل المتعددة التي برزت في الاحزاب و سيطرت على الاتحاد الوطني الكوردستاني و حركة التغيير ايضا، اي بدلا من التاثير على الديموقراطي و محاولة سحبه الى الحزبية الصحيحة بعيدا على المصالح العائلوية و مضارها على الشعب، فهم جروا حلهم و اتبعوا سياسات هذه العائلة و عملها السياسي الاقتصادي، و هذا ما يزيد من الطين بلة و تنعكس افرازاته السلبية على حياة الشعب و التجربة التي لا يكون مصيرها الا الفشل بعد وضوح الامر منذ مدة ليست بقليلة.
لو دققنا في الموجود في المنطقة بشكل عام و في العراق بشكل خاص، وحللنا المعادلات السياسية الاقتصادية العسكرية المعقدة و توجه العالم و تركيزها على هذه الرقعة و كيف يتعاملون بدقة في خطواتهم، فاننا نعلم مدى دقة الامر و نعلم كوردستان ضمن هذه الرقعة و هي رقم ضعيف جدا فنتاكد ما تحتاجه من العقلية التقدمية الخبيرة النيرة في تحليل ما يجري و تحديد الاصح في الخطوات سياسيا و اقتصاديا اكثر بكثير من الاخرين، اما داخليا فان الازمات التي حصدت الاخضر و اليابس فيها و تراكمت معها المشاكل العويصة و الحالة المادية المالية الميؤسة و تبعات الديون التي بلغت ثلاثين مليار دولار على اقليم و ليس دولة و بيع ما تحت الارض مقمدما بعملية هي اصلا ليست مجازفة فقط و انما مغامرة بمستقبل الشعب و قمار على حساب الشباب، فنتاكد من عدم حل ما توجد من مثل هذه المشاكل الضخمة المعقدة بهذه العقليات التكتلية الحزبية المخابراتية التي تسلمت زمام الامور و تحكم باسم حكومة و ليست لها علاقة بفحوى و عمل جوهر ما يمكن ان تسمى بحكومة حقيقية. انها حكم عوائل و احزاب و دوائر متنفذة و لا تمت بمفهوم و عمل و مهام حكومة مدنية.
هنا لا نتكلم عن معيار الشخص المناسب في المكان المناسب اصلا، لانه بات من الغيبيات عند اهل المنافسات التكتلية، فهل من المعقول ان تهدي وزارة لاحد كونه خسر موقعا اخرا تنافس من اجله كي ترضيه و ترضي تكتله و عائلته، فهل من المعقول ان تعطي منصبا وزاريا لاحد لا يمت باية خبرة من قريب او بعيد لهذا المهام المناط به لانه ضمن كتلة لو لم يحصل على المعروض من قطعة كعكة السلطة فانه سوف يضر الصراع الداخلي للحزب و للعائلة . فهل من المعقول ان تهدي منصبا وزاريا لاخر له الفضل الشخصي على راس كتلة و لا يمت بما يُعطى له من المنصب الوزاري باي شكل كان بل يتعارض المنصب مع اختصاصه؟
و نتيجة ذلك اننا لسنا من يتفائل ليضلل نفسه قبل غيره، و عليه نؤكد بان الحكومة ستكون افشل من قبلها و ستاني من عدم امكانياتها و ما تأِن من تحتها من ثقل مشاكلها قبل ما تراكمت عليها من المشاكل و ثمرات الازمات من الكابينات السابقة الفاشلة، و لم تتحاسب على عملها و ما تحتاجه مثل هذه الحكومة في مثل هذه الظروف، بل وزعت المناصب وفق الترضية لمن فشل من قبل.
هذه هي حال الشعب الكوردستاني الذي قدم ما يملك من دمه و اغلى ما لديه من اجل تحقيق اهدافه و امانيه العامة، و يتلقى الضربات الموجعة من ايدي من ليس له مهمة الا الاستاثار بخير هذه الامة فقط و نتيجة فشل من استولى على زمام الامور، و صحيح من يفعل و يضحي هو في اخر المستفيدين و من يستلم ثمرة تلك التضحيات من حثالى الشعب، لانهم يتميزون بالصفات التي تجعلهم قريبين من المتنفذين و اول تلك الصفات التملق بكل اشكاله على حساب عرضهم وشرفهم و حياتهم مهما كانوا، و النتيجة ستكون مخزية للشعب و سوف يستمر يعاني من ويلات ما تصنعه ايدي هؤلاء اكثر كما فعلوا لحد اليوم دون ان يهز لهم شعرة من بدنهم.[1]