ما جدوى منافسة ساسة كوردستان على الشكليات؟!
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 6287 - #11-07-2019# - 02:29
المحور: القضية الكردية
الوضع الكوردستاني يتجه نحو الاسوا يوما بعد اخر دون وجود بصيص من الامل لدى الاكثرية التي يمكن ان تعتقد يمكن ان يُحل ما موجود في نهاية النفق. لازال الشعب يسمع الوعود التي لم يلمس ولو نسبة قليلة من تنفيذه و لم يجد الحل لمشاكله المتراكمة و الوقت يمر دون ان يُحسب له اي حساب من قبل المتنفذين المتسلطين على رقاب الشعب و دون اي وجه حق منذ ثلاثة عقود متتالية.
اليوم اعترفت الكابينة الجديدة بان اقليم كوردستان مديون بمليارات الدنانير رغم الثروة الهائلة التي يمتلكها و المصادر المالية المتنوعة الغزيرة التي اصبحت بيد الفاسدين، و كان هذا الاعتراف لاول مرة ليس من باب الشفافية التي يدعون بها زورا و بهتانا بل كخطوة بدائية لابعاد الاتهام عن انفسهم لو فشلوا، و ليعرف الشعب بان هناك ديون متراكمة و مشاكل عويصة لا يمكنهم حلها، و هو اعتراف مقدم من اجل ابعاد العتاب و الانتقاد عنهم ان لم يستطيعوا تقديم الخدمات الضرورية الملحة و تحسين اوضاع الشعب الميؤسة من كافة النواحي. رفعوا شعار الاقتصاد المستقل و سال النفط على شكل بحر عن طريق تركيا و هي المستفيدة الاولى سنويا منه بمليارات الدولارات سنويا، و لازال الشعب الكوردي لم تعد اليه اية منفعة او وارد على الرغم من صرف النفط الموجود تحت الارض لسنوات اخرى و تقديمه بثمن بخس من اجل عيون اردوغان و مجموع اشخاص في كوردستان فقط.
على الرغم من هذه الحال فان ما يتعجب منه المتابع هو الشكليات و المظهريات و الاتكيتات المبتذلة المستخدمة في اية مناسبة او من غير مناسبة كانت و التي تصرف جراءها ملايين الدولارات و اكثرية الشعب لم تلق لقمة عيشه الا بالجهد الجهيد. فبدلا من التنافس على تقديم الخدمة الافضل و تحسين المعيشة و الزهد المطلوب لدى القادة و التنظيم و ترشيد الحكم و ترتيب البيت الكوردي، فانهم يتنافسون على اطالة الفرش الاحمر الذي يسيرون عليه و المراسيم المظهرية التي لا تقدم شيئا غير التبذير و صرف اموال الشعب من اجل صنع هيبة مزيفة خاوية مضرة حتى لانفسهم.
فبدلا من العمل الجدي و احترام الوقت و الحساب الدقيق لما يتطلبه الشعب و مصلحته و هو يمر بما يمر به، فتاخر انبثاق الحكومة اكثر من تسعة اشهر بين اجتماعات طويلة كل ما قيل فيها هراء مع ادامة المنافسات و الصراعات عن منصب هنا و موقع هناك بين هذا الحزب و ذاك و هذا الشخص و ذلك،و بين تلك الكتلة و الاخرى.
الم يكن من الاجدر ان يحسبوا للوقت و يقصروا المدة و يخففوا من كل هذه الشكليات و يحسبوا حساب الظروف الحساسة التي تعيش فيه كوردستان و المنطقة و المتطلبات الضرورية الملحة اللموسة . فما جدوى الادعاءات الاتكيتية المظهرية الفارغة لو قورنت بتقديم خدمة بسيطة و تقدم بخطوة في تحسين الوضع الاقتصادي و ملأ فراغ و فجوة هنا و هناك في العملية السياسية و مسيرة السلطة التي نخر الفساد جسدها دون حراك مطلوب.
حقا اننا منذ سنوات و نسمع ما يتفوهون باسم الخطط و البرامج الشفهية و ادعاءات العمل على الورق فقط و يوعدون بانهم يفعلون و يقدمون هذا و لم نسمعمنهم يوما بانهم فعلوا و قدموا شيئا حتى بعد عقود. فهل يُشبع الفرش الاحمر و المظهر البريق و الحركات الشكلية بطن فقير و هل يشفي مريض لا يملك ان يعالج، او من يعيش في عراء دون ماوى يلجا اليه مساءا بعد تعب هالك، ام هل يفيد الشاب الذي ينتحر جراء كآبته نتيجة امكانياته المعدمة و عائلته المحتاجة. انهم يتصرفون مع السلطة و الحكومة كرئيس عشيرة مع عشيرته و الاقطاعي مع رعيته و الشيخ مع دراويشه، و ليس هناك اي امل ان تكون لنا حكومة حقيقية طالما دارت السلطة بين ابناء العوائل المتنفذة المتوزعة على الاحزاب الكوردستانية. اليوم اطلعت الناس على الوجوه المتكررة التي لا خير فيها و هي تنتقل بين منصب و اخر نتيجة سيطرة العقل العشائري الدائر في حلقة حزبية عشائرية عائلية و التابعين لهم من مَن يقتات فتات بقاياهم على عتبة دارهم و من ليس لهم تاريخ و شخصية, و اكتشف اليوم في الكابينةالجديدة حتى من له تاريخ ملوث شخصيا كان ام حزبيا، و هناك من هو الكفوء من الاكماديميين المختصين يتفرجون من بعيد و يصمتون على حرقة حرصهم على شعبهم و وطنهم. ان الذي لم يحسب له هو الاختصاص و الكفاءة و القدرة و العقلية و الابداع المطلوب و الخبرة لدى اهم المناصب التي شُغلت اليوم، فاين المفر اذا؟
لا اعتقد باننا نتجه بالاتجاه الصحيح حتى في المستقبل القريب ايضا طالما لم يكن هناك الشخص المناسب في المكان المناسب و انعدام تقييم علمي و الاحزاب هي التي تتكالب على الحصول الى تلك المناصب الوطنية التي هي ملك ااشعب و يخصه هو و من اجله، فلم نجد تغييرا و سوف تبق كوردستان تسير هكذا بارادة هؤلاء.
طالما نسال هل تاريخنا مليء بمثل هذا و ما نرى و يقع امام اعيننا، و عليهلا يمكن ان نحقق الاهداف التي ضحى من اجله الكادحون و الفقراء بكل ما يملكون ولكن اعتلى امثال هؤلاء على زمام الامور و فشلوا و ذهبت الدماء سدى و دارت الايام و وصلنا الى ما نحن فيه في مؤخرة الركب على الرغم من امتلاك الشعب والوطن كافة مقومات تحقيق الاهداف المقدسة.[1]