تفشي الفساد في كوردستان متقصدا كان ام من قلة التجربة؟
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 6278 - #02-07-2019# - 04:33
المحور: القضية الكردية
قال لي؛ و حياتك انهم يفسدون بقصد و سبق الاصرار و تعمد و يفعلون عكس ما يدعون و ليس الامر من قلة الخبرة و التجربة و افرازات ما حدث طول التاريخ لما عانيناه من القمع و الظلم و الحيف الذي الحق بنا على ايدي الحكومات المستبدة التي جثمت على رقابنها طوال هذه العقود.. قلت ما بك اخي معصب في هذا الصباح الجميل؟ قال اي صباح و هل نحس بالوقت و الفصل و هل نفرق بين النسيم و الرياح السامة، هل نحن نعيش كي نشعر و نحس. قلت ليس الوضع كما تدعي يا اخي فهناك مناطق اكثر عتمة و ظلما من كوردستاننا، و ها انظر الى جنوب و وسط العراق سوف تترحم على هذه السلطة، قال انهم حقا يظلمون الشعب و الفساد مستشري كما نحن او اكثر الا ان هناك عمق دولة و تجارب و تاريخ و القضاء و ان تسيس لحدما الا انه بقي منه ما يرى الانسان ما في الافق بصيص من الامل، الا اننا كما تعلم انظر حتى التفرد و الحزبية سيطرت على كافة مفاصل السلطات و في مقدمتهم القضاء و بشكل مطبق، فهل يمكننا ان نتامل حلا في هذه الحال. هناك في العراق تعددية و ان كانت فوضوية و لا يمكن ان تفرق بين السلطة والمعارضة، و الموجود من التدخلات الاقليمية والعالمية بشكل فضيح، فوقفته قلت في هذا ليس لك حق ان تبالغ لان ما نحن فيه اخطر و افضع من اي منطقة اخرى، هل رايت يوما جيشا من الجيران يدخل المناطق الوسطى و الجنوبية، هل سمعت طائرات دول الجوار تقصف المدنيين هناك، هل دمرت ولو بيت واحد في قرية واحدة في احدى قراهم، فقال في هذا لك الحق الا ان ما يحصل هناهو تراكمات ما هم حكمونا به من قبل و حتى ما يحصل هو تاثير و طائلة اتفاقيات السلطات السابقة مع هذه الدول المعتدية ، و لماذا لم يلغوها كي يكون لنا راي و موقف، فقلت بل انهم يدينون العملية التي تحصل بشكل اقوى و باعلى صوت من سلطتنا، فقال انهم دولة و يمكنهم ان يفعلوا اكثر مما يفعلون الا اننا تحت رحمة مصالح هذه الدول قبل التحديات الاخرى و منها العقبات التي تضعها بغداد امامنا.
ثم قال دعنا من هذا و تعال و شاهد الفساد و ما تحكمه العائلة و نحن تحررنا منذ ثلاث عقود من رجس الدكتاتورية و كان بامكاننا ان ننجح و نكون نموذجا يحتذى بنا و كانت ايديهم بعيدة عنا لمدة كافية كي ننظم انفسنا، و هم لازالوا في عقد و نيف بعد تحررهم، و لم نر عائلة واحدة او عائلتين مسيطرتين على السلطة في بغداد، على العكس من كوردستان التي تحكمه افراد عائلة او عوائل معينة و التي تجمع تحت سيطرتها كافة مقومات الحكم و السلطة و الحكومة كارتونية تنظر من بعيد لرحمتهم و لو اعلنا ان المال و القوة و مقومات الدولة تحت ايدي افراد لا تعدو اكثر من اصابع اليد، و لو رحلوا لم يبق لدى الشعب الكوردستاني اية امكانية للحكم، فانهم وضعوا ايديهم على مقدرات الشعب و على كل شيء دون ان يتركوا ما للحكومة من حقها، و السلطة المتنفذة الموجودة الان هي مجموعة من اشخاص و عوائل بعيدة عن المؤسسات الكارتونية التي افرغوها من محتواها بمرور الايام من خلال الصراعات و الحروب الاهلية و المنافسات الشخصية الحزبية العائلية. فهل من المعقول ان تزداد كل هذه الفسحة الكبيرة بين الفقير و الغني الكوردستاني في فترة قصيرة جدا كما عشنا، و تزداد الفقير فقرا و الغني غنا في نسمة قليل و بقعة صغيرة كاقليم كوردستان. فهل من المعقول ان تحكم اصحاب الشركات المرتبطين مع اصحاب النفود من العوائل على كل زمام الامور او ان المسؤلين هم اصحاب الشركات حقيقة و لهم النفوذ باموال هذا الشعب المغدور، ان السرقات التي تحصل في وضح النهار تشيب الراس يا اخي و انت نائم.
ثم هدا من روعه قليلا و قال؛ ما السبب و لماذا هكذا بعدما ضحى خيرة شبابنا في العقود الماضية بدماءهم من اجل التحرير و الاستقلال، فهل قلة التجربة كما يدعي البعض ام انعدام الخبرة و تواري الشخصيات الخيرة و المخلصة عن ممكانهم المستحق بعدما لمسوا ما يحدث؟ فهل يقصدون و بتعمد و سبق الاصرار ما يجرمون بحق هذا الشعب، ام انه تحصيل حاصل لما تقترفه ايديهم من اجل مصالح مختلفة؟ و حرت من اسئلته المتكررة، و قلت فهذا ربما معلوم للكثيرين، و رغم انه يحتاج للبحوث و التمعن و التدقيق العلمي اكثر من اجل الخروج بتقييم علمي صحيح يبين كافة جوانب ما يجري و ماهو الحل. انه لم يبين لنا الا ماهو المحزن و يدعنا ان لا نفتخر بما ناضلنا من اجله و ضحينا عندما نلمس النتجية واضحة بين ايدينا. فقال نعم هناك من يتقصد في نشر الفساد و هذا لاسباب ربما مدفوعة الاجر او نتيجة انانية شخصية مسيطرة و عدم اتسام او امتلاك من يسيطر على السلطة على اقل نسبة من القيم العليا، او هذه نتيجة عدم وجود الرجل المناسب في المكان المناسب و ما يسير هو فقط نتائج التزكية الحزبية بعيدا عن الكفاءة و الامكانية و الخبرة، ام هناك ايدي خارجية تريد هذا دون ان تدع ان يكون للخير اي دور و من اجل مصالحهم فقط؟ فالفساد متفشي و اصبحت آفة و طاعون ينهش الكيان الكوردستاني يوما بعد اخر دون ان نلمس اي حل ولو في المستقبل القريب. و يمكن ان نصل الى اخر احتمال و هو؛ يمكن ان ننتظر انعطافة سياسية اجتماعية تفرض اما الصح و يصحح المسار او الخضوع للمحتل من قبل الشعب الكوردستاني لمراحل زمنية طويلة اخرى.[1]