لماذا ترجمتُ كتاب الشخصية المحمدية الى اللغة الكوردية؟ (5)
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 6065 - #26-11-2018# - 16:32
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
هدفي الرئيسي الاهم من ترجمة الكتاب هوالحث على التفكير العقلاني و قراءة المرحلة التي برز فيها هذا الدين و الظروف التي احاطت به و الواقع الذي فرض تقبله بعد المعارضة من قبل المتنفذين لاسباب مصلحية اقتصادية بداية و من ثم الاقتناع بما حدث بعد ضمان ما كانوا عليه لم يتاثر بالتغييرات، و عند تاكدهم من ثبات الواقع الطبقي في حينه لصالحهم، و هذا ما امتد طوال العصور لحين امتداده الى القرن الواحد و العشرين. هذا الكتاب يدفع الى التعمق في قراءة ما فيه و محاولة التاكد من الادعاءات التي رافقته بمرور العصور و هالة من اليوتوبيا المسيطرة التي اصبحت حاجزا امام بيان البصيص من الجانب التنويري ان وجد في معطياته. بعد التامل فيه و بعد التمعن في ثنايا الكتاب و قراءته بالثبات و الحيادية تتبادر الى ذهن القاريء مجموعة اسئلة علمية الفحوى حول هذا الدين و علاقته بما قبله و بالظروف التاريخية التي انبثقت فيها الاديان كافة و الاختلافات البينة بين ما ظهر كل منهم عليه و الانكباب على المقارنة العلمية بينهم.
هل هذه الكتب التي اصبحت لها المكانة و السمعة مقدسة لا يمكن الشك فيها؟ هل حقا انها معجزة لا يمكن المجيء بمثلها؟ ما هي الحقائق القرءانية و الانجيلية و التوراتية في ضوء المتشابهات فيها و التواصل بين الثلاث؟ ما تاثير الاسطورة و الخرافات السائدة في حينها على محتوى هذه الكتب و كيفية انبثاقها؟ هل التقديس ابعد الشكوك عنهم و بالاخص القرآن, على الرغم من احتواءهم على خرافات اعترف بها كبار الباحثين و العلماء الدين المختصين بشكل و اخر؟ هل حثت هذه الكتب على العكس من اهداف الملمين المخدوعين او الخادعين بحيث فرضت العقلانية في التقييم لها رغما عن الكهنوتيين المصلحيين؟
اما لما فرض هذا الدين من سمات القومية العربية و افرازاتها السلبية على الاعراق الاخرى و منهم الكورد جانب اخر من المىسي التاريخية، ومدى امكان استفادة الكورد من القرآن بالذات و لم يفعل و كيف امتطاه القوميات الاخرى من اجل الحفاظ على انفسهم و كل باسم مذهب و توجه، و به تم حرمان الكورد من ما استجقه من التقدم بما كان عليه قبل مجيء الاسلام نتيجة لما عاش فيه من الصفاء و السذاجة من تقبل كل غريب دون تمحص و ما يخفيه و ما يسببه من الاضرار للذات. اي القومية الوحيدة في الشرق الاوسط التي تضررت من الاسلام و محا به كل خصوصياته و سماته هي الكوردية بنسبة كبيرة اضافة الى الامازيغية و البلوجية و لكن بنسب اقل.
ان التلفيق و ما يسببه التاريخ من الاضرار العميقة لكيان ما نتيجة الابتعاد عن معرفة الحقيقة له الاثر البالغ على الذي يمسه اي عمل في هذا الشان، و عليه اهتم الرصافي للحقيقة اكثر من المقدس التاريخي و صدق في بيان رايه حيث يقول:
ما كتب التاريخ في كل ما روت لقرائتها الا حديث ملفق
نظرنا لامر الحاضرين فرابنا فكيف بامر الغابرين نصدق
و ما صدقنا في الحقائق اعين فكيف اذن فيهن يصدق مهرق
و هل قد خصصنا دون من مات قبلنا بخبث السجايا شدّ ما تتحمق
و كما يبدي اهتماما بمن يريد ان يفند الاتي من الخيال الممزوج بالخرافات و الاساطير باسماء و مسميات عديدة و يدعوه الى ان يكون حرا في البحث عن الحقيقة ما اوتي به من الاخرين و فرض عليه و لمسه كفرد او جماعة حيث يقول:
لعمرك ان الحر لا يتقيد الا فليقل ماشاء في المفنّد
و عليه ترجمتُ الكتاب ليكون الموهومين من الكورد احرار في رد ما ساروا عليه خطاً لمدة طويلة بما استجد لديهم من اجل اكتشاف الحقائق ولو بعد حين’ فله من الفوائد الكبرى و العمل متاخرا افضل من عدم العمل. ارجوا ان يستفاد الشعب الكوردي كقومية او افرادا منهم لينيروا الطريق امام الاجيال القادمة في بيان الحقيقة الساطعة التي اختفت عن الغابرين و ارجوا ان الاكثار من نشر هذه النوعية من الكتب و المؤلفات. و كل متابع و قاريء حر في كيفية التامل و لكن العقلانية و اعتماد العلم المثبت بعيدا عن الخيال و ما وراء الطبيعيات او الغيبيات التي مضى عليها الزمن و نفذت مدة صالحياتها امر لابد ان يتذكره كل مهتم.[1]