اهم الاوراق لدى الكورد لمواجهة نوايا بغداد في هذه المرحلة
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 5667 - #12-10-2017# - 05:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
ان تكملنا بكل صراحة بعيدا عن الدبلوماسية عن الاوراق الرئيسية لدى الطرفين الكوردي و العراقي في مواجهة البعض، و ما يمكن ان يكون لديهما اخرى و ظهر في وقتها بشكل ثانوي نتيجة افرازات المعادلات الجارية في المنطقة؛ و من تعامل القوى مع ما يجري و العوامل التي تؤدي الى تقارب اي منهم للكورد او ينفروا منه و من يكون متحفظا عن ما يندفع اليه العراق او يرى ما يقدم عليه العبادي نتيجة الصراعات الداخلية مع منافسه غير قاريء لما يحدث حوله و ما يقطفه من اي تسرع لاتخاذ قرارت خطيرة ستودي براسه كما جصل لسلفه المالكي بعد احتلال داعش لثلث العراق و ربما الاسوا . و به يمكن ان يفقد العراقيين ثقتهم بحزب الدعوة و كافة قادته لادارة البلد بعد تكرار المثل السيء، و للجميع الحجة في البحث عن من يمكن ان يعبر العراق الى شاطيء الامان بتكليف خارجي سواء غربيا كان بالاتفاق مع المتنفذين، و تكون النتيجة دائما مخيبة لامال العراقيين من جهة، ومؤدية الى ادامة المشاكل العويصة وابقائها دون حل من جهة اخرى .
لندخل المسالة حسابيا؛ المحور الايراني السوري الروسي، و اليوم تريد تركيا الاستمالة المؤقتة الى هذا الجانب من اجل لفت انظار امريكا مهما كانت ادعاءاتها العلني بانها تخطوا بدوافع استراتيجية على اعتبار مغيرة لتوجهها. اي التقسيمات التي تؤدي الى التوافق على مناطق امنة في سوريا مع بقاء نفوذ ايران فيها و في العراق يمكن ان تتغير كثيرا خلال فترة زمنية قصيرة. اما الجانب العربي الذي ينظر الى ما يجري من بعيد و لم يتخذ موقفا واضحا ازاء ما يجري، يسير على الصراع القائم بين المحورين دون الدخول في تفاصيل مجريات المعادلات و لم يجهد نفسه كي يفتح الطريق في التواصل مابين قوى المحور الاخر لهم بشكل واخر، اي من خلال روسيا و تركيا الا قريبا جدا و من خلال زيارة الملك السعودي الى روسيا كحركة في غير محلها ايضا نتيجة تقليده لتركيا في محاولته لامالة امريكا و ربما فرض موقفها و حسم موقفها بين ايران و السعودية بعد الصفقات الكبيرة للاسلحة التي عقدها ترامب ولم يفعل ما عليه عندما عقد عزمه. فالسعوديا خيبت امالها من بعد و اخيرا تحاول تصفية الحسابات بينها و بين امريكا التي تفائل بما يمكن ان يحصل لصالحها بداية اعتلاء ترامب على عرش امريكا . سوريا اضعف نقطة في الواقع الذي تسير عليه كل تلك التعاملات مع اامواضيع و القضايا المرحلية و الاستراتيجية من قبل هذه الدول الدائبة في احتلال مواقع لها لضمان مستقبلها في المنطقة والمشاركة في رسم خارطتها . هناك شعوب و حكومات و من بين مكونات الشعوب سواء مواطنين او فئات او احزاب لها ثقلها في لفت نظر الاطراف اليها و ما تفرضه على كيفية سير المعادلات . الكورد فرضوا انفسهم خلال العقدين و هناك تحركات ربما يمكن ان نعتبرها خارج المسار الا ان الواقع الذي يعيشون عليه يفرض اعتبارهم ثقلا لا يمكن تجاوزه بسهولة . و هناك احزاب تمادت و اصبحت لها هيمنتها حتى على السلطات في بلدها كالحزب الله و الحوثيين و الميليشيات العراقية التابعة للقوى الخارجية التي تتعامل مع ما يجري في العراق كالدولة داخل الدولة كعصائب اهل الحق و حزب الله و قوى اخرى كثيرة جدا و لكل منها ثقلها و عددها و تاثيراتها على ما يجري في العراق خارج مسار السلطة .
هنا يمكن ان نحدد الاوراق لدى الكورد التي يمكن استخدامها في الوقت المناسب من بين هذه التعقيدات و المعادلات و المصالح التي تفرض نفسها و ربما يمكن ان تتقاطع من جديد بين القوى المتفقة على الوقوف ضد الاستفتاء لو عرفت القادة الكورد ان يلعبوا بشكل جيد. لحد اليوم امتصوا افرازات مابعد الاستفتاء لحدما عدا التعنت العراقي الذي يفرضه متطلبات الانتخابات القريبة و ما تفرضه مصالح الشخصيات التي تريد موقعا من العراق الجديد لمابعد الاستفتاء و كيف يمكن ان يهيجوا الشارع من اجل الحصول على الصوت او عدم الاختفاء، و منهم يلعب دون ان يهتم بما يقع من الضرر على العرااقيين قبل الكورد، و ما يهمهم هو شخصهم فقط بعيدا عن كل المبادي التي يتكلمون عنها زيفا، مهما كانتوطنية او دينية او مذهبية .
كل ما يفكر فيه العبادي ان لا يخسر المعركة مع المالكي و ان كان تصرفاته او خطواته على حساب الشعب العراقي و الكوردي و نفسه مع المالكي وحزبهما ايضا . و بدا مرحلة العزف على العرقية و خلطها مع المذهبية من اجل كسب ما يريدون من الجانب الاخر ليقللوا من اهمية المكون الاخر المذهبي، بعد ان ضمنوا السطلة و اصروا على ان (لا يعطوها) كما قاله السلف الطالح .
اذن الورقة الاهم لدى الكورد هي التعامل بهدوء مع تقوية الجبهة الداخلية من جهة، و التقوية بما لدينا في المنطقة من الامكانيات الانسانية و القاقصادية و السياسية و ما يمكن ان نضعها في خانة من يبحث عن مصالحه البعيدة المدى، و الاهم ان نتمكن من اخذ زمام الامور في العمليات و ان نتقدم خطوة اخرى لنكون في مقدمة القوى التي يمكن ان تحتسب لها قبل الاخرين، و استغلال التعقيدات و المشاكل الكبيرة بين المتحالفين و التي لم تحصل مثلها خلال العقود المضاية . تحتاج الحال الى عمل مضني و فرق و هيئات و وفود متعددة لكل منها مهام وفق دراسة ما يجب العمل عليها في هذه اللحظات كي نخفف من تاثيرات ما لدى القوى من اوراق من اجل حرقها قبل فوات الاوان و باسهل طريقة و قبل اي شيء سياسيا. من الناحية السياسية هناك منافذ و فجوات كثيرة بين المتعاونين الذين رصفهم الاستفتاء و الان نشهد برودة ملحوظة في تصرفاتهم الا الحكومة المركزية التي احست اخيرا بانها عزلت شيئا ما و لا يمكن ان تتغامر ولم تملك من القوة الكافية سياسيا و من التعاون الجمعي من قبل كافة المكونات العراقية و التي يمكن ان تكسر شوكتها الى الابد و تعيد حساباتها لو علمت بان ما تريد ان تقدم عليه يمكن ان تقضي به على نفسه، و لا يمكن ان يخرج منه الا بسنوات كما حصل مع داعش و السنوات المريرة التي مرت على العراقيين بجميع مكوناتهم. هذه من الناحية السياسية و العسكرية، اما الاقتصادية لدينا الكثير مما يمكن ان نلعب به وفق الاولويات لدينا، النفط و تركيا و الماء و العراق و الغاز و روسيا واوربا و كل ذلك و امريكا.
بعد ان هدات الاوضاع شيئا ما و خفف الامر و اُمتصت الافرازات في لحظتها، حان الان اللعب من قبل الكورد بهدوء و بدراسة لكل كلمة و ليس خطوة ايضا، و لكل توجه و ليس التعامل مع موقف ما فقط، و لكل نظرة و ليس العمل على المقصود من الاولوية فقط.
اننا نعتقد بان طرح ما يمكن ان يجلب انتباه العالم الان، و التحرك دون انتظار المركز العراقي في المبادرة الى عمل غير محسوب له، و التعامل مع الاحداث الانية بكل احتمالاتها دون التوقف لما يمكن ان يحصل و نتفاجا به، و الاستباق في خطوة سياسية محددة سيؤدي الى التشويش على اهداف من ينوي ان يتخطى المعقول و يعبر الخطوط . فالاوراق كثيرة سياسية و اقتصادية و اهمها محاولة اللعب بين التعقيدات التي فرضت نفسها على الجميع من بين دول المنطقة و القوى العالمية. ايران لها نقطاها الضعيفة و لا تقل عنها تركيا، العراق ومايعانيه و ليس له القدرة على التحمل و الصبر لما قد يصطدم معه و ينزل من غروره الى الارض . لدينا الاعلام و المضللين ايضا، و وصلت الحال الى ان نتلمس بعض الخونة من المصلحيين ايضا، و هكذا حال الكورد فان لكل مرحلة خونتها و جحوشها، و يمكن ان يحاسبهم الشعب الكوردي في وقته الملائم، و يجب تلافي ابرازهم و ما يدعون، و خير تعامل هو اهمالهم .
وخلاصة القول فان الكورد اصبحت لديهم اوراق مختلفة اقتصادية و سياسية و اجتماعية . و اهمها اللعب بين ثنايا المعادلات للقوى الكثيرة التي لها الصلة بما يجري، و النفط و الماء و طرح ما يمكن ان يهز عرش السلطة في حال ضغط المركز اكثر من اللازم و سواء تمادى مهددا بلغة العسكر او بقرارات سياسيةباسم البرلمان و المحكمة الاتحادية لانهم لديهم نقاط ضعف و فجوات يمكن استغلالها ايضا، و يكفي تذكيرهم بان الوحدة الوطنية الكوردية التي ليست لها مثيل في حال الحرب و الصراع مع الاخر مهما اختلفوا في السلام و لا نريد ان نصف انفسنا من ناحية الشجاعة و الجراة و التضحية والفداء لانها معلومة لدى الجميع. و عليه يجب ان لا يعول المركز على الخلاف الداخلي و تلفظات بعض الخونة في هذه المرحلة الذين كشفوا انفسهم سريعا و لعنهم الشعب قبل ان ينبحوا.[1]