موقف الشعب الكوردي من حركة لاء للاستقلال
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 5606 - #11-08-2017# - 14:35
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
كما عبر من يقف وراء حركة لا للاستقلال خلال تصريحاته (و من المؤسف ان تكون الحركة لا للاستقلال و ليس لا للاستفتاء في الوقت الحاضر) انه لا يدعوا الى عدم اجراء الاستفتاء و انه حق ديموقراطي بل يروج الى قول لاء للاستقلال اي الباق تحت خيمة هذا العراق و ما معلوم عن تاريخنا معه. و يريد ان يبعد عنا مراحل و عصور اخرى عن النضالات الطبيعية التيتفرض نفسها من الوطنية و القومية و الطبقية . اي انهم يروجون و يدعون الناس على ان تدلي بصوتها للاء للاستقلال في الوقت الحاضر و لا يدعون الى تاجيل الاستفتاء او طلب موقف لاء للاستفتاء .
هنا لا نريد ان نتكلم عن ماوراء العملية من اهداف سياسية اقتصادية شخصية من كبار اللاعبين الخارجيين والداخليين،ا مع خداع البعض دون ان يعلموا موارء الستار بشكل جيد و لهم اهداف ضيقة غير مقيمين لما يحصل و لا يعلمون بانهم يسجلون تاريخا اسودا فلا يمكن ان ينمحي عنهم طوال حياتهم، فانهم في حالة قلق سياسي و اندفعوا دون تمعن و تفكير او كردود فعل لما هم فيه نتيجة فشل اكثريتهم في تحقيق طموحتاهم الشخصية في تنظيماتهم او عدم ثبوتهم على راي او موقف او تنظيم ينتمون له .
ما يهمنا هو الشعب الكوردي الذي يعاني من الفقرو العوز و الازمات المتفاقمة و صلت لحد لا يمكن ان يتحملها بسهولة، و الانكى عدم وجود اجوبة مقنعة لاسئلتهم الملحة في الجانبين الاقتصادي و السياسي، و فشل السلطة في تحقيق اهدافهم طوال هذه القترة التي حانت الفرص الملائمة اكثر من اليوم و لم يقدم اي منهم على المهمة الصعبة، و اليوم كاخر فرصة و اختلطت بها الاسباب الحزبية الذاتية و القفز على الفشل و المشاكل و الازمات الى دواعي الاستقلال و دفعته بشكل خاص لدى المقدمين عليه، بنما الشعب له هدفه الثابت و هو نيل الحرية و الاستقلال و الوفاء لدم الشهداء. ان هؤلاء الشواذ الذين اندفعوا في عملهم للوقوف ضد الاستقلال دون ان يدققوا في ما يفعلون سيبقون عبرة لنفسهم و للتاريخ و لا يبقى لهم عين او حياء في النظر الى وجه امهات الشهداء المرفوعي الراس .
هناك ثوابت لا يمكن ان يتخطاها احد مهما كان جبروته و قوته و ثقله، فليس هناك احد و حتى من اعدائه يمكنه ان ينكر حق تقرير المصير للشعب الكوردي و لا يمكنه ان يقنع نفسه حتى بان العراق دولة متكاملة عاملت مع الشعب بالتساوي و نظرت الى ابناء الشعب بعين سلطة لمواطن بمستوى واحد و من الدرجة الاولى فقط، و على العكس لم يحس اي كوردي مهما كان موقفه من المركز و ان كان تابعا او تفرضه مصلحته الذاتية للخنوع و الخضوع ان يعتقد بانه عراقي و له بلد مستقل يمكن ان يعتبر نفسه مواطنا و ليس مغتربا في العراق و الدول الاربع الاخرى .
عندما نتكلم عن هؤلاء المغرر بهم بشكل و اخر و نظرة المجتمع الكوردستاني اليهم، لابد ان نتذكر تاريخ من سلكوا بالطريق ذاته و بحجج واهية نفسها و لكن يمكن ان يكون البعض منهم في مراحل ما في تاريخنا تصرفوا بما يمكن ان يعتبر ظاهرا ضد الامة الكوردية و كان يقصد بها خيرها بشكل و اخر باطنا، و منها التضحية بالذات من اجل صد الهجمات على الشعب الكوردي من داخل بيت المهاجم كما حصل للشرفاء من التابعين للسلطة العراقية السابقة . اما اليوم فنحن نعيش تحت السقف نفسها احرارا دون ان تكون اية ايدي فارضة نفسها علينا بحيث يمكن ان نبحث عن ما يمكن ان نتجاوزها بالحيل و الخداع كما حدث من قبل، و عليه لا يمكن ان يحتسب هؤلاء المخدوعين من جماعة حركة لاء للاستفتاء على اي من هؤلاء في التاريخ .
انه من المؤسف بانهم قد انخدعوا و لا يمكن الا ان يتحججوا بما لا يمكن ان يخدعوا به الا انفسهم و يريدون ان يخلطوا الاوراق بما يتمكنون من تجميل اوجههم امام الراي العام و لكنهم لا يعلمون بانهم يؤكدون على انهم لا يرفضون الاستفتاء كما قاله رئيسهم بل يروجون على امتناع الادلاء بنعم للاستقلال في حال اجريت عملية الاستفتاء، و لهذا نقول؛ ان كنت تدعي احقيتك في قراءة ما نحن فيه لماذا لا تدعوا الى عدم اجراء الاستفتاء اصلا بل تريد ان تجري العملية و تدعوا و تروج الى قول كلمة لاء للاستقلال في الاستفتاء و اكثر الظن لارضاء شيخك، فهل هذا معقول ان كنت تريد ان تمنع السيء عن الشعب ان تلجا الى الاسوا . اي ما تدعيه يشرح لنا بانك لا تؤمن بالاستقلال اصلا لاسباب يمكن ان لا يعرفها حتى بعض المنتمين الى هذه الحركة التي تقودونها بل تنفذون المخططات، و لذلك لا يمكن ان تمروا مرور الكرام من حكم الشعب و ستبقون منبوذين طوال حياتكم مهما كانت نتائج الاستفتاء او ما يحصل مستقبلا لنا .
هؤلاء يعتقدون بان الاستقلال يضر بالشعب و تاريخه و مستقبله، و هذا لا يتوافق مع راي القاصي و الداني، و حتى الاعداء يعلمون بان الكورد سيستفيدون من الاستقلال و لكنهم يعتبرونه على حسابهم، اي ان ما يتغذون به منذ التقسيم و تاسيس هذه الدول سيعود الى اهله المحقين مهما طال الزمن به .
فان استوضح الامر للجميع و علم ذوي الشهداء و الخيرين و حتى المواطن الاعتيادي بان هؤلاء يرفضون الاستقلال و يعبترونه مضر لنا فانهم سوف لن يسمحوا لهم ان يروجوا للخداع و يتعاملونن معهم كجحوش المرحلة.[1]