يجب ان نقول نعم لاستقلال كوردستان في الاستفتاء ؟
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 5547 - #10-06-2017# - 00:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
السلطة الكوردستانية على حال من الفوضى و الازمات و الخلافات المستشرية بين الاحزاب لا تُحسد عليه . يمكننا ان نقول بصراحة انه السلطة الفاشلة في ادارة اقليم كوردستان هي العائق الاول امام هذه العملية بكل معنى الكلمة، ودون ان تعترف بذلك او تنبس ببنت شفة و انها رتكبت اخطاء لا يمكن ان تغتفر عليها و ضربت الشرعية و المنبع القانوني لمثل هذه العملية الاستراتيجية المصيرية .
لا نريد ان نعيد ما قلناه من قبل، فان من يحمل راية اجراء الاستفتاء ليس من قناعته الكاملة بان الوقت مناسب او انه براحة باله او بعد تقييمه الصحيح لما نحن فيه من كل الجوانب واقتنع بمقومات نجاحه، و عليه يقدم على هذه الخطوة الاستراتيجية المصيرية الصعبة في هذه المرحلة، او انه قرا كل الاحتمالات و ضمّن المستقبل لما نحن فيه و ما بعد العملية او يمكن ان نسميها المغامرة من اجل عدم التراجع او الفشل الذريع نتيحة العراقيل التي يمكن ان توضع امام عملية الاستفتاء او الاستقلال النهائي لكوردستان .
انها مغامرة بكل معنى الكلمة و لكن لا يمكن ان نعتقد بانها فاشلة منذ البداية، لاننا وسط الاحتكاكات المعقدة لما يمكن ان نحسبه في المنطقة و من الصعب الحصول على نتيجة ما يمكننا ان نخرج بها على اية حال ننتظرها . لم تعد العلاقات الدولية كانت ام في المنطقة على حال يمكن ان نقول ما يجب قوله او نعرف راي و موقف اي طرف له صلة بما يمكن ان يجري في كوردستان من الاقدام على الاستقلال و قطع الوصل مع الدولة التي بنيت على ايدي الاستعمار دون ان ياخذ براي المكونات التي ضمتها منذ البداية و فرضت عليهم قسرا دون ارادتهم، و حصل ما حصل منذ قرن من المآسي التي مروا بها طوال هذه العقود غير المستقرة و الفوضوية في حياة العراق و المنطقة بشكل كلي نسبيا .
الوضع الداخلي الكوردستاني ليس على ما يرام كما نعرف، و لكن الشعب الكوردستاني يؤمن بدولته المستقلة في قرارة نفسه و يخشى من النتيجة او الكرّة مرة اخرة في التضييق عليه و اجهاض ما يحمله من قبل الاعداء التي لن تستكين حالهم الا في الوقوف ضد طموحاته و اهدافه الشرعية الحقيقية .
اننا هنا نقول ، نعم ان السلطة الكوردستانية فاشلة و فاسدة و تديرها مجموعة من الاشخاص و الاحزاب و المتنفذين بطرق و اساليب مافوية, لم يتضرر منها الا الطبقات الكادحة و الفقراء المعدومين . نعم ان الارضية غير مهيئة و الخلافات الداخلية في قمتها، نعم ان البرلمان معلق و القوى المتنفذة دكتاتورية السلوك و العمل، نعم ان من يريد ان يشرف على العملية ليس من اجل ضمان مستقبل الشعب بقدر ما يفيد بما يعمل نفسه او حزبه او عائلته او قبيلته و مضطر على ذلك لانقاذ نفسه . نعم اننا يمكن ان ندخل في مطبات سياسية و منعطفات كبيرة لا يمكن ان نخرج منها بسهولة، نعم يمكن ان يحدث انقسامات كبيرة سواء بايدي داخلية كانت او بتدخلات دول المنطقة والمحاور المختلفة فيها ، نعم لدينا الشك في اعلان الاستقلال باجراء الاستفتاء، و يمكن ان يستخدم كورقة من اجل المفاوضات و المساومات الحزبية على حساب الشعب، و لكن اين المفر من العملية، فاما القبول بما يجري او نختار الاسوا فيما نحن نسير فيه .
اننا نعلم بان الوقت تاخر لمثل هذه العملية و الخلافات الداخلية هي التي فرضت الاقدام على هذه العملية من اجل انقاذ الذات و الخروج من الوحل الذي اوقعوا انفسهم فيه داخليا و في العراق و المنطقة، بعد تراكم افرازات الاخطاء الفضيعة المتتالية على ايدي السلطة الكوردستانية و التي لم يفرض اي بديل نفسه على من ارتكب الاخطاء و اضر بالتجربة الكوردستانية، و لكن رفض العملية بعدم المشاركة او بكلمة لا في الاستفتاء سيصبح بديلا يقصم ظهر الامة الكوردية و يعيدها الى المربع الصفر .
السؤال الحقيقي الذي يمكننا ان نساله و نستنتج منه ما يجب ان نعمل في هذا الوقت: لو نفرض ان حكومة البعث هي الحاكم و ليس السلطة الكوردستانة الفاشلة الحالية، و اقدم البعث على اجراء الاستفتاء لاختيار الكورد مصيرهم في الاستقلال من عدمه، اليس من الواجب الوطني في تلك الحالة ان يشارك الشعب الكوردستاني و يدلي بصوته بنعم للاستقلال الذي ضحى من اجله الكثيرون و قدموا دماءا لا يمكن قياسها . و بعيدا عن ردود الافعال التكتيكية المرحلية او النظر بعين قاصرة و ضيقة الافق, فيجب ان ندلي بصوتنا و نؤدي ما علينا من اجل اظهارما نحمله في هذا الاتجاه . انها عملية استراتيجية مصيرية لا يمكن ان نغض الطرف عنها, بدافع ما تستوجبها الخلافات الداخلية . و يمكن ان نقلو بعد نجاح العملية، ان تكون لنا عندئذ كلمة اخرى، و من حينه تبدا النضال الحقيقي من اجل الخلاص من السلطة الفاسدة المتنفذة المسيطرة على زمام السلطة الكوردتسانية بالحديد و النار، و نمهد طريق الديموقراطية و لم يبق هناك عوامل و اسباب تمنعنا عن تلك العملية النضالية الهادفة في مسح الفاسدين و الاحزاب او المحافظين من القلة التي تسيطر على امور الدولة، فلم يبق هناك من انعدام الحدود او السيادة و الحكومة الفتية و التجربة الناقصة و غير ذلك من الحجج الحقيقية التي نجدها اليوم في ظل انعدام دولة مستقلة, و هي التي تنمعنا الان من الغوص في النضال بكافة انواعها حتى العسكرية ضد الفساد المستشري و المصالح الضيقة . اذن لنا ان نقول نعم للنعم في الاستفتاء.[1]