هل بامكان الیسار ان یؤدی دوره الحقیقی فی كوردستان
#عماد علي#
الحوار المتمدن-العدد: 5522 - #16-05-2017# - 00:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
لقد مر الیسار فی كوردستان بمراحل و بمنحنیات مختلفة المستويات في جميع جوانبه خلال التاريخ الحديث و منذ انبثاقه بشكل منفصل عن الاخرين، اي شهد ارتفاعات و انخفاضات في منحنى عمله و مساره النضالي من حيث مقدرته و ثقله و دوره و مسيرته بشكل عام، و الاهم من كل ذلك مدى طليعيته في النضال من اجل اهدافه و شعاراته الخاصة التي تهم الطبقة الكادحة ( الپرولیتاريا ) و ما تضم تلك التنظيمات من مختلف الاطياف و المهن و التي لا يمكن ان نطبق عليها النظريات الماركسية بشكل دقيق نتيجة العوامل العديدة التي لا يمكننا ان نذكرها هنا بشكل مفصل .
اعتبرت العديد من التنظيمات نفسها انها اليسار لوحدها فقط، و دابت على ان لا تعترف بالاخر حتى اليساري ان اختلف معه في قضية او نقطة صغيرة جدا سواء كانت فكرية او فلسفية او ايديولوجية او حتى تنظيمية. و هذا ما ادى الى التشتت و التعدد اليساري و الذي بدوره كان اكبر الاسباب و العوامل لضعف اليسار في العراق و كوردستان بشكل عام . هنا لا نريد ان ندع كل العوامل الاخرى متوقفا او عالة الظروف الموضوعية ان كنا نؤمن بالتقييم العلمي بشكل حيادي و بعيدا عن التحيز او الانانية الحزبية و الشخصية، او من منظار شخص او مثقف محايد يفرض على نفسه الانسلاخ من اي فكر و فلسفة و عقيدة خاصة بهأ فان الظروف الذاتية كانت في مقدمة الاساب لما حدث .
عدم قراءة الواقع و الاستناد على الامور النظرية و النصوص الجافة التي جاءت منذ مدة وصدر في زمان و مكان معينين دون امكان تطبيق حتى نسبة مقبولة منها في كل زوايا الكون، وهو اهم الاسباب المؤدية الى بروز الخلافات التي لا يمكن ازاحتها بقدر سرعة تاثيرها على مهام اليسار و العمل المطلوب لتحقيق اهم اهدافه .
الغرور و الاعتماد على التاريخ الحزبي الجماهيري الذاتي في مرحلة ما و رفض الاخر، و ما يدخل من الانانية و النرجسية و المصالح العديدة المختلفة في عقلية القيادات و بدوره يؤثر بشكل مباشر على مسار عمل اليسار، فهو يدخل في سياق اكبر العوائق في طريق عمل اليسار اضافة، الى ما تفعله ايدي القوى الكبرى المقتدرة على واد اكبر الخطوات المتخذة من اجل تحقيق اهداف اليساريين ان احست بنجعتها او امكانية ان تفعل فعلتها في التغييرات المحسوبة، اضافة الى ما نرى اليوم من المغريات الاقتصادية الحياتية على المناضل اليساري و كما هو الحال في الواقع الحالي في العراق و كوردستان . و هنا نريد ان نخص الكلام عن اقليم كوردستان بالذات و ما كان فيه و الى اين و وصل و ما دور اليسار و قرائتهم لما نحن فيه, و دور القيادات المسلكية كانت ام الجديدة التي فرضتها الظروف الداخلية للاحزاب اليسارية التي انعكفت عن الجماهير و المنزوية في زاوية مصالح مجموعات معينة، و هي الاحزاب التي لم تربي او تتبنى قيادات و عقليات يمكن ان تعمل في هذا الواقع الفوضوي و ما موجود من العوائق من كل الجوانب السياسية و الاقتصادية و بالاخص الثقافية التي تاثرت بما تواردت او دخلت الينا نتيجة التغييرات التي حدثت بفعل القوى, و ما جلبت من السموم الفكرية من جهة و ما فرضته العولمة من جانبها السلبي على الوعي العام، و هذا الذي يفرض علينا باننا لا يمكننا ان نتامل الخير او ان نعتقد باننا يمكننا ان نرى عصارة الفكر الجمعي للشعب الكوردستاني بشكل عام و الطبقة الكادح بشكل خاص، في اية لحظة كانت ازاء القضية تهم الجميع و هي العدالة الاجتماعية و المساواة، او يمكن ان نلمس الراي العام في موضع يخص اليسارية و ما يكافح من اجلها اليساريون من الاهداف الطبقية . و يمكن ان نقول اننا نرى ماوراء اليسار في هذا الواقع الكوردستاني و المرحلة التي تحوي في ثناياها الكثير من التعقيدات و الحواجز و العراقيل امام عمل اليسار من جهة، و ما تفعله الحوادث المتتالية من مساعدة اليسارية على تحقيق اهدافها، لو كانت اليسارية قد قيمت الواقع و درستها و عرفت كيف يمكن التعامل مع الموجود و ماهو الطريق الاصح لمنع التراجع او التوغل في الوحل مرة اخرى، بعد فشل القوى الاخرى في ادائهم السياسي و الاقتصادي .
لقد اثبتت الاحزاب الكلاسيكية بجميع اصنافهم و ف مقمدمتهم اليسارية فشلهم في العمل، و هم اليوم غارقون في وحل صراعاتهم الضيقة التي ابعدتهم عن حتى المنتمين اليهم و ما جماهيرهم الا من يرتبطون بمشيمة المصلحة المادية معهم فقط و لا يمتون بفكر او فلسفة او عقيدة يسارية بصلة، و يعملون وكأنههم موظفون في شركات ينتظرون رواتبهم في نهاية الشهر ليس الا . و لنكن صريحين ان اليساريين تاثروا بالاخرين من الانواع الاخرى من الاحزاب و القيادات حتى النخاع، و لم نر الا لكوادر المحدودة العدد المختفية و البعيدة عن الانتماء الحزبي المصلحي، او هم من ابتعدوا عن الاحزاب في مرال مختلفة في نصالاتهم و ينتظرون الفرصة السانحة لامكانية اداء ما يعتقدون بانه الواجب المبدئي الصحيح في السياسة، لتنفيذ ما يؤمنون به بتواضع و حب للشعب و الايمان العميق بماهو الصحيح في خدمة البروليتاريا عن طريق اليسار الكوردستاني .
اليوم و نحن نعيش في حالة فراغ كبير من حيث وجود تنظيم حقيقي يساري واقعي يمكن ان يجمع حوله الجميع بشكل و اخر دون ان يستثنى احد من دائرة عملهم، و الاحزاب المحسوبة على اليسار الموجودة الان في كوردستان ليس بمستوى يمكن ان يجذب اليه كل القوى التي تعرف نفسها بمندوب اليسار او ممثله على الساحة . و كما قلت من قبل، ليس هناط طريق الا احلال البديل المناسب لكل هؤلاء القادة المنغمسين في العمل السياسي خلال هذه المراحل و تاثروا بافعال و مسار عمل القوى الاخرى من القومية و الدينية المحافظة و الليبرالية و حتى ممن يبحبون انفسهم على اليسار دون ان يمتون بصلة به . و كيف يكون ذلك انه يحتاج لدراسة و عمل ضمن اطار عام يجتمع فيه الجميع من اجل التنظيف و التثقيف و الترشيق و الصول الى بناء قاعدة يجمع ما يمن ان يكون الناتج من تمخض العمل المضني الدائم ليمكن ان طبخة ما يوائم الوقع و يفيد اليسار و اهدافه . و يحتاج الى الوقت على الرغم من تارخ الوقت على هذا العمل .
الكادر اليسار هو ما يمكن ان يكون ذلك الصرح المنور و الفريد الذي لا يمكن ان يشار اليه الا بالبنان، الا ان القوى اليسارية اليوم على الساحة السياسية ، ليس فقط حاوية لبعض اقذارات من اصحاب السوابق كما هو جميع الاحزاب الخرى بل لا يمكن ان نجد حى ما يمكن ان نقلو بانه يمكن ان يسمى باليساري حتى في اكثرية قياداتهم . عقليته، ثقافته، امكانياته المتعددة الجوابن التي من الواجب توفرها فيه، سمعته و تحركاته و نشاطاته، و تميّزه، سماته و خصائصه، عدم تشابهه مع الاخر العرقي الديني الطائفي، انسانيته، تضحياته، كل ذلك ليس بالمثالية في الكلام و انما وجود قلة نادرة من هؤلاء هو اساس بناء اليسارية في اي مكان وكوردستان في مقدته . وجود كادر واحد مشبوه في فترة معينة في حياته سيؤدي الى عدم نضوج الحالة المرادة و يمنع من اتخاذ حتىالخطوة الاولى . اي عمليا نحتاج للتضحيات من قبل كافة القوى التي تعمل اليوم كيسار على الساحة الكوردستانية ان تعمل على جمع العقول في اطار ليس سياسي و انما ورشة عمل من اجل ابعاد ماالموجود من المنتهية صلاحيتهم السياسية و الفكرية و الفلسفية و حتى الاخلاقية في الكثير منهم، و التضحية بالذات من اجل بناء ما يلائم الواقع من اجل البروز و تحاوز الاخرين في اقل مدة ممكنة و به يمكن ان يتخذ اليسار دوره، و الا فان التركيبات الحالية و المتاثرة بفعل و سلوك الاخرين من الفاشلين في تقديم اي خدمة لليسار و الشعب بشكل عام، لا يمكن ان يعملوا افضل من الموجود، و ليس افضل من الاخرين . هل يمكن ان نلمس هذا في القيادات الحالية للاحزاب المحسوبة على اليسار انا لا اعتقد ذلك.[1]